جعفر عباس

هل هيفاء خطر على البشر؟


أقسم بالله العظيم أنني لم أر تلك المسماة هيفاء وهبي، بالعين المجردة ولو على شاشة التلفزيون ومعظم «ثقافتي» عنها سمعية، وأحياناً أقرأ عنها كلاما لا يشرح القلب في الصحف، وإذا كنت تحسدني على عدم رؤية هيفاء بلحمها وعظمها فافعل ما أفعله: لا تسمح للقنوات التي تستضيف هيفاء وأخواتها بدخول بيتك، وبرمج عيالك بحيث يسيئون الظن بكل الهيفاوات والهايفات وبكل ما يتعلق بالهيافة.
ما سمعته عن هيفاء مؤداه أنها مطربة لا تملك أياً من مقومات التطريب، وأهمها الصوت الجميل، لكنها تعوض ذلك باستخدام جمالها بشكل ينسيك (حسب عقلك) أنها مطربة، فتظل فاغرا فمك وهي تتمايل أمامك، ويدخل الذباب حتى بلاعيمك وانت مسندح ببلاهة وتحسب انها تمارس دلالها عليك من دون سائر الخلق. وكم سرني ان نحو ثلاثين محامياً في مصر تقدموا قبل حين من الزمان بدعوى قضائية خلاصتها ان هيفاء خطر على المجتمع المصري، وسبب رئيسي لحوادث المرور، فقد حدث أكثر من مرة ان أشخاصاً كانوا يقودون سياراتهم ورأوا لوحات إعلانية ضخمة لهيفاء، فظلت عيونهم تعانق اللوحات إلى ان عانقت سياراتهم أعمدة الإنارة والبنايات المطلة على الشوارع و«راح فيها» عدد من الأبرياء الذين لا يهمهم أمر هيفاء ولا معجبيها من الأغبياء. يعني مات بعض الناس بسبب انشغال بعض السائقين البلهاء بالبحلقة في هيفاء، ومن ثم طالب المحامون المصريون بإزالة صور هيفاء من الشوارع (ووضع صور جعفر عباس مكانها حتى لا يفكر سائق في النظر إلى أي لوحة إعلانية!!) دعوني أناقش معكم مسألة البصبصة في المطربات والممثلات والانشغال بأخبارهن حد الهوس: هب أنك مراهق أو في أول الشباب، وهي مرحلة يحدث فيها بعض الزلل والخبل بسبب قلة التجربة: ما الذي تجنيه من مطالعة صورة فتاة حسناء عارية كانت ام كاسية، فوتغرافية كانت أم تلفزيونية، طالما انها لا تحس بوجودك بل لن تعيرك نظرة حتى لو بعت اللي قدامك واللي وراك كي تحضر حفلاتها في كل العواصم؟ وهب أنها أحست بوجودك بل غمزت بعينها وهي تنظر إليك!! ما المكسب من وراء ذلك؟ بل هب أن هيفاء ونانسي وروبي وزغبي أرسلن إليك صورهن وعلى ظهرها «إهداءات باسمك»؟ ماذا يعني ذلك لك؟ بلاش المراهقين والشباب وخلينا مع «الشياب»: لماذا يسافر الواحد منكم جوا إلى مدينة ما لحضور حفل غنائي لمطربة ما؟ إذا كنت تعشق أغنياتها فعندك الأشرطة والسي دي وهناك الـ «دي في دي» الذي يتيح لك السمع و«الشوف». أنت إذن تذهب إلى حفلاتها لتجلس أمامها وتراها بالعين المجردة. طيب، حصل لك «الشرف» ورأيتها بأم عينك وعمة عينك وخالة عينك،.. سو وات؟ ثم ماذا بعد؟ هل سترد لك قيمة التذكرة؟ أم ستعوضك خسائرك في سوق الأسهم؟ أم ستخصم من عمرك عشرين سنة وتردك إلى الشباب؟
وقبل أن نسمع بالدعوى التي أقامها المحامون المصريون مطالبين بإزالة الإعلانات التي تحمل صور هيفاء وهبي في أوضاع إغراء من الشوارع، قرأ كثيرون منا عن أكثر من شخص تسبب في مقتل آخرين بسيارته، لأنه كان مشغولا بالنظر إلى تلك الإعلانات، يعني هيفاء خطر على البشر حتى وهي على هيئة جماد (صورة، لا حياة أو حياء فيها)، ولو كنت قاضياً ومثل أمامي شخص قتل آخر بسبب صورة هيفاء لأمرت بتعليقه من أذنيه في الشارع بالمسامير فوق صورة هيفاء ليستمتع بالالتصاق بها!! أعني بطريقة الخازوق التركية حتى يقول «الروب».. وعندنا في السودان أن تقول الروب هو ان تعلن استسلامك وندمك ونقول للمخطئ: لازم تقول الروب وتسف التراب.

jafabbas19@gmail.com


تعليق واحد