جمال علي حسن

احسبوها بحاسبة الكرامة


لم تعد المحكمة الجنائية الدولية هي التي تلاحق الرئيس البشير بمذكرات التوقيف بل صار البشير هو الذي يلاحق تلك المحكمة الجنائية بضربات متلاحقة في أنفها الأبيض المزكوم باحتقار الأفارقة حتى أفقدها مكياجها الرخيص كمؤسسة دولية غير رسمية لكن من المفترض أنها جهة قضائية دولية.
انقلبت الآية وباتت المحكمة الجنائية الدولية تعيش حالة توتر وانزعاج من تحدي البشير المتكرر لها ولقرارها الصادر في حق رأس الدولة في السودان.
نالت من البشير صفعة في تشاد ولكمة في كينيا و(بوكس) في جيبوتي وسحلا على الأرض في مالاوي و(شلوت) في نيجيريا، ثم أخيراً دهسا قاتلا لقرارات ومذكرات هذه المحكمة في جنوب أفريقيا.
المحكمة الجنائية الدولية هي التي ظلت تضع يدها على قلبها المريض مع كل رحلة يقرر البشير القيام بها إلى دولة من الدول الموقعة على ميثاق روما بل تلك الدول المؤسسة للنظام الذي أوجد هذه المحكمة من الأساس.
لم نعد في حاجة للتأكيد على أن المحكمة الجنائية الدولية أنشئت لأغراض سياسيه بل أبعد من ذلك إذ يمكننا القول بأنها تتحرك بدوافع عنصرية تحاول ممارسة نوع من الطغيان والتجبر على قادة الدول الأفريقية.
لكن أسطورة المؤسسات الغربية المرعبة والمخيفة لدول العالم الثالث كما يسمونها صارت الآن أكبر خرافة وأكذوبة من أكاذيب هذا الزمان.. ما يسمى بالمجتمع الدولي نفسه ومؤسساته وضح لجميع العرب والأفارقة أنه لافتة غير موثوقة الأجندة تتحكم فيه دول محددة إن لم نقل إنها متآمرة فهي على الأقل تعمل لتحقيق مصالح دول محددة لذلك كانت المملكة العربية السعودية قد اعتذرت عن عدم قبول مقعد في مجلس الأمن الدولي العام الماضي مما يدل على ضعف ثقة السعودية في عدالة ميزان مجلس الأمن الدولي نفسه والذي هو مؤسسة دولية من المفترض أنها تعنى بأمن دول العالم دعك من محكمة عبارة عن هيئة مستقلة عن الأمم المتحدة وليست ذات سلطة عالمية.
والآن وبعد زيارة البشير إلى جنوب أفريقيا فقدت تلك المحكمة الجنائية ثقة قارة كاملة فيها وفي ميزانها المنحرف، ورفضوا التجاوب مع دعوات بنسودا لما فيها من مساس بكرامة أفريقيا، فكيف تقبل بعض قوى المعارضة السياسية السودانية بهذا الأمر المسيئ للسودان ولكرامته وسيادته واسمه.. بعضهم اسبتشر كثيراً بما حدث في جوهانسبيرج ضارباً بكرامة السودان عرض الحائط.
كان عليهم أن يشعروا بحجم الإهانة والإساءة لسيادة هذا البلد العزيز قبل مناصرتهم لدعوات المحكمة الجنائية.. ضعوا الموقف السياسي من الحكومة جانباً واحسبوها فقط بمعيار الكرامة والعزة والوطنية.. ما لا يرضاه لك الآخرون يجب في الأولى أن لا ترضاه أنت لنفسك.


تعليق واحد

  1. هروب وترك ملابسه في نيجيريا.. وتخفي في داخل طائرة رجل الاعمال السعودي.. وزنقة سيحت الركب في جنوب افريقيا وهروب وجري عديل عبر مطار وترلوك العسكري…. ابعد هذا يا ديوث تتكلم عن اي انتصار…. ابوك يا وسخ يا حثالة .. اصبر ليك عود.