أبشر الماحي الصائم

باندونق.. جوهانسبيرج.. الخرطوم


لم يكن دور السودان في القارات السمراء والصفراء وليد هذه القمة، التي بحق هي قمة السودان، بحيث ارتحل الرئيس البشير على متن هذه المخاطر الكبيرة ليضع حدا لمحكمة الاستعمار الجنائية التي تلاحق القادة الأفارقة.. ليضع عن أفريقيا إصرها والأغلال، فعلي الأقل، لم يجد المناضل الأفريقي التاريخي الراحل نلسون مانديلا، في لحظة محنته غير الخرطوم لتهبه الإرادة والعزيمة والجواز السوداني، فإن أبناء مانديلا ﻻ ولن بهزموا تاريخهم النضالي الذي أصبح يدرس لكل البشرية ويلقن للاستعمار.. ثم دعونا نحتفل هنا باستدعاء أحد ملامحنا الأفريقية وملاحمنا التاريخية.. ما أشبه الليلة بالبارحة.. والتي سطرها ذات لحظة نضالية شاهقة شاعرنا الراحل تاج السر الحسن، له الرحمة ولبلادنا الفتية السؤدد ولرئيسنا الظاهر السلامة والبطولة.. فثمة خيط ذهبي يصل ذاك التاريخ الباهظ بهذا الحاضر الظافر..

عندما أعزف ياقلبي الاناشيد القديمة
ويطل الفجر في قلبي على أجنح غيمة
سأغني آخر المقطع للأرض الحميمة
للظلال الزرق في غابات كينبا والملايو
لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتية
لليالي الفرح الخضراء في الصين الجديدة
والتي أعزف في قلبي لها ألف قصيدة
يا صحابي صانعي المجد لشعبي
يا شموعا ضوؤها الأخضر قلبي
يا صحابي وعلى وهران يمشي أصدقائي
والقنال الحر يجري في دمائي
وأنا في قلب أفريقيا فدائي
وعلى باندونق ستمتد سمائي
يا صحابي يا قلوبا مفغمات بالصفاء
يا جباها شامخات كالضياء
عند حلفا وعند خط الاستواء
لست أدري فأنا ما زرت يوما إندونيسيا
أرض سوكارنو ولا شاهدت روسيا
غير أني والسنا من قلب أفريقيا الجديدة
قد رأيت الناس في قلب الملايو
مثل ما شاهدت جومو
ولقد شاهدت جومو مثل ما امتد
كضوء الفجر يوما
مصر يا أخت بلادي يا شقيفة
يا رياضا عذبة النبع وريقة
يا حقيقة
مصر يا أم جمال أم صابر
ملء روحي أنت يا أخت بلادي
فلنجتث من الوادي الأعادي
فلقد مدت لنا الأيدي الصديقة
وجه غاندي وصدى الهند العميقة
صوت طاغور المغني
بجناحين من الشعر على روضة فن
يا دمشق كلنا في الفجر والآمال شرق
أنت يا غابات كينيا يا أزاهر
يا نجوما سمقت مثل المنائر
يا جزائر
ها هنا ينطلق القوس الموشى
من كل دار وكل ممشى
نتلاقى كالرياح الآسيوية
كأناشيد الجيوش المغربية
وأغني لرفاقي في البلاد الآسيوية
للملايو ولباندونق الفتية