مصطفى الآغا

التحدي الإماراتي الأكبر


الأسبوع الماضي اجتمع المديرون التنفيذيون للأندية الـ14 المشاركون في دوري الخليج العربي مع لجنة دوري المحترفين والتي مثلها الأخ والصديق سهيل العريفي المدير التنفيذي للجنة.

المجتمعون بحثوا مواضيع كثيرة قيل إن أهمها كان موضوع الحضور الجماهيري لمباريات الدوري وبحث أسباب العزوف عن الحضور وربما حاولوا إيجاد آليات جديدة تحثّ الناس على التواجد في الملاعب وأنا ربما أختلف مع كل المجتمعين وأقول إن المواطن الإماراتي عاشق لكرة القدم وذواق جدا والأكيد أنه مرفّه جدا وهذا من فضل الله، لهذا فهو لن يذهب إلى الملعب ما لم يشعر أن تواجده هناك أساسي وضروري وفيه أيضاً المتعة والترفيه والفرجة، ولهذا نشاهد الإماراتيين متواجدين وبأعداد كبيرة في مباريات الأبيض ونهائي كأس رئيس الدولة وبعض مباريات الديربي المحلي، ونشاهدهم أيضا في نهائي «الشامبيونزليج»، وفي المباريات القوية في الدوري الإسباني والإنجليزي مثل كلاسيكو البارسا والريال وأيضاً مواجهات مان سيتي مع مان يونايتد أو تشيلسي أو ليفربول.
فإذا كان المواطن الإماراتي مستعد أن يسافر بالطائرة أو السيارة كما فعل في نهائي خليجي 22 و23 وسافر للرياض والمنامة وبأعداد فاقت حتى أعداد أهل البلد نفسه المتواجدين في النهائيين فهذا يعني أن المواطن الإماراتي لا يحتاج لحوافز سوى أن يكون مستوى من يشجعه قوياً وجاذباً ومنافساً ولن تشجعه السحوبات على السيارات أو تذاكر السفر أو حتى الجوائز المالية لأنه سبق وتم تجريبها ونحن وأنتم تعرفون النتيجة وتعرفون من الذي حضر ولماذا؟

فليس صحيحاً (بالنسبة لي على الأقل) أن ندفع المواطن للذهاب من أجل السحوبات وليس من أجل النادي الذي يعشقه ويحبه ويحتاجه في السراء قبل الضراء وهي ثقافة كروية يمكن أن يساهم الإعلام بترسيخها وتنميتها ولكنها يجب أن تكون موجودة بالأساس وهي بالتأكيد موجودة لدى المواطن الإماراتي ونحتاج فقط لأوقات مباريات تتناسب وظروف عمل هذا المواطن وفرق تضم نجوما يستهوون هذا المواطن ومدربين يصنعون الفوارق وأداء يدفعه أيضاً للحضور وثقوا أن الجمهور سيتواجد وبكثافة لأنني سبق وذهبت إلى مباريات (محلية)، ولم أجد كرسيا أجلس عليه مثل مواجهات الأهلي والعين وهي على سبيل المثال لا الحصر. أعطوا الجمهور ما يحتاجه كي يحضر وسيحضر بنفسه من دون حوافز إضافية.