للإنتقال معاً إلى غد أفضل

* نحن نتمسك بالحل السلمي القومي الديمقراطي لأنه المخرج للسودان وأهله من الدوامة الجهنمية دون أن يعني إهمال أمر معالجة الإختناقات السياسية والإقتصادية والامنية القائمة.
*لكن الحل السياسي يتطلب جدية أكثر نحو استصحاب الاخرين لمائدة الحوار السوداني‘ ليس لإلحاقهم بالحكم وفق نهج اقتسام السلطة والثروة الذي فشل من قبل‘ وإنما للوصول معهم إلى إتفاق قومي على أجندة سودانية لمعالجة الإختلالات الداخلية الماثلة.
*إن الإختلالات الداخلية لايمكن معالجتها بالقوة والعنف‘ وما حدث في الجريف شرق من إحتجاجات بسبب تعويضات الأراضي وتعويضات الكمائن وانقطاع خدمات المياه والكهرباء لم يكن يتطلب استعمال القوة المفرطة التي أدت لوفاة أحد أبناء المنطقة.
*من حق المواطنين التعبير عن إحتجاجهم بصورة سلمية ومن واجب الشرطة حماية المواطنين وممتلكاتهم الخاصة والعامة‘ وعدم اللجوء للقوة المفرطة في تفريق المظاهرات السلمية‘ وفي نفس الوقت لابد من ضبط النفس وعدم اللجوء إلى التخريب الضار بالمواطنين أنفسهم.
*لايكفي تشكيل لجنة تحقيق في أحداث الجريف شرق رغم أهمية وضرورة هذه الخطوة‘ لكن الأهم هو التحرك الفاعل لمعالجة أسباب الإحتجاجات وإطلاق سراح المحتجزين ومعاقبة من يثبت تورطه في قتل المواطنين أو التخريب .
*إننا ندرك أن معالجة الإختلالات لايمكن تتم بين يوم وليلة‘ لكن لابد من إتخاذ خطوات عملية تؤكد الجدية في تغير أسلوب المواجهة والتصدي للمعالجة العملية واستصحاب الرأي الاخر وكفالة الحريات وحمايتها خاصة حرية التعبير والنشر.
*لقفل الطريق أمام أسباب النزاعات وسد منافذ الفوضى والتخريب لابد من إسترداد روح الحوار بالجدية اللازمة وبدفع استحقاقته‘ ليس لاسترضاء الاخرين وإستمالتهم لدست الحكم وإنما للعمل سوياً من أجل السودان وأهله.
*الخطوة الاولى والأهم نحو تحقيق الحل السياسي السلمي القومي الديمقراطي تتطلب الاعتراف بالإختناقات القائمة والإسراع بمعالجة أسبابها وأسلوب مواجهتها‘ في نفس الوقت لابد من فتح صفحة جديدة مع كل الاخرين للإنتقال معاً إلى غد أفضل لنا جميعاً.
كلام الناس
noradin@msn.com