أ.د. معز عمر بخيت

نافذة على البعد


كيف سأكتب

بعد الآن قصيدة ْ

كيف سأحلم

بالآمال الكبرى

تحت البحر

و خلف الشمس

و قمم اللقيا عنك بعيدة ْ

صمت الشعر

و جفت كل حروف النغم الأولى

غرق الصبر بنهر رجائي

فقد القلب شذى تنهيده ْ

كيف سأكتم وعدي عنكِ

وكيف أقود القمر إليك

من الظلمات ِ

إذا ما السحر النائي عني

غام وميضه ْ

يأخذني منك زمان الحزن ِ

وبُعدك عني

يغمرني الشوق

و لا استقبل

غير الوله الصادر مني

والأنفاس تتوه شريدة

كنت أخاف وانتِ بقربي

أن يحترق الزمن بدربي

و أن ياخذك الخوف بعيدا ً

و أن يحتضر الحلم بقلبي

واللحظات تظل زهيدة

و يبقى أملي بعدك شبح

وجه يفقد شكل صمودي

نار تحرق خيط وجودي

تمسح لوني

تجعل مني

هاجس ليل ٍ

فقد الصبح بمطلع عيده

إني أضرب يا مولاتي

عن كلماتي

فإني أعلم

ألا امرأة غيرك

فوق الدنيا

تسكن ذاتي

تخط الفرح على ذاكرتي

تهب ثباتي

و تعرف

كيف تصد الحزن

القادم عني

و تعرف حقا ً

كيف تعيده

و يصمت شعري

حتى تسري

في الآفاق خيوط الفجر

و يطلع وجهك من أزماني

نورا ً يشرق بالإيمان ِ

يُسقي الحق دماء وريده

جيئي وانزعي من أحزاني

بحر القلق الطالع مني

يزأر حولى كالبركان

ونبض سكوني

خوف أماني

إذا ما استلقت

قمم الصحو عليك وليده

هزٌي قدري

وانتظريني

تحت النخلة ِأخرج ثمرا ً

منك يعود بكل ربيع

طلع إليك يسوق نشيده

كنت أخاف من الأشواق ِ

ومن معصيتي

إن التوبة في عينيك

تكون مجيده

خفق الموج بصدرالبحر

و شهق حنيني

سكن الثلج دموع بكائي

فتح الليل جراح وعيده

سقت ُ همومي قصة حُب ٍ

صارت تخرج بين مسامي

عبقا ضمّخ سقف وئامي

حين الهمسة في الأحلام

تموت شهيدة

ماذا أكتب يا رائعتي

جف القلم و أنت ِ بعيده

ماذا كان لنا من زمن ٍ

خرجت فيه خطاي طريده

إليّ هلمي

أبقى وحدي بعدك رملا ً

فرش الرحلة باقة ورد ِ

حمل إليك نجوم السعد

قصائد حب

ألغت وجع الزمن الغابر منا

ساقت منك الفرح جديدا

قلبى دونك حاول عفوا ً

جرّب عبثا ً كل مكيده

كي يلقاك بكل طريق ٍ

بسط له الآمال حميده

فأنتِ الأجمل قبل الخلق ِ

و أنت الأروع فوق الأرض ِ

وعند الساعة حيث تقوم ُ

وبعد البعث ِ

ونور القدرة حين يروم

وحين يهل البدر علينا

والأعمار تكون مديده

يبقى قدري أن ألقاك ِ

و أن أهواك ِ

و يبقى حبك في الأفلاك ِ

صباح طاف بوهج بَريده

توضأ نجمي كبرّ صلىّ

حمد الله عليك طويلا ً

أشرق هلَّ

سبّح جيلا ً ثم تولىّ

و الأشواق تدور وحيده

و أني أشهد ألا ّ غيرك

في أعماقي كان القامة

كان القوة في إقدامي

كان النشوة في إلهامي

كان اللحظة حين تلوح

بروج الحلم الكبرى فرحا ً

و حين الريح تدور سعيدة

حتى نسلك درب اللقيا

كي نحتضن الحاضر نمشي

للمستقبل في العلياء نسوق جديده

و إني أدرك إني أقدر

أن أبتلع الصبر و أمضي

كل دروبي في لقياك

تظل عنيده

فأ نت ِ الآن نسيج هُيامي

أنت ِ سلامي

ندى عافيتي

و استلهامي

و أنت ختامي

للآ يات ِ و للكلمات ِ

و أنت الوحي لكل قصيدة.


تعليق واحد