مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : الأعضاء «الشليقين» وإعلام ذكي


{ وجنوب افريقيا اذا هي عضو «شليق» مثل الأعضاء «الشليقين» في محكمة «التجني والتجريم» التي تسمى المحكمة الجنائية الدولة، فإن عضويتها لا يمكن بأي حال من الأحوال تمنحها آلية تنفيذ مذكرة التوقيف، فهذه الآلية لم تجدها حتى المحكمة نفسها في عهدها مدعيها الفاسق أوكامبو.
{ وقناة وإذاعة الـ «بي. بي. سي» تغتنم فرصة بث خبر «جيد» في منافسة البث، فتبث خبر تصريح محكمة محلية ومعها قناة العربية دون ان تصاحب بث الخبر قراءة موضوعية. وسبدرات لو كان الآن وزير اعلام لردد ما كان قد واجه به اذاعة «بي. بي. سي» قبل سنين حينما كان وزيراً لأنها تحاول التعامل اخبارياً مع الشأن السوداني وكأنها واحدة من اعضاء مشروع التآمر ضد السودان.
{ محكمة في جنوب إفريقيا تنعش مذكرة توقيف بالية لا قيمة لها.. والمحكمة المحلية الحقيرة تريد من حكومة جوهانسبيرج بتوجيه من الرئيس جاكوب زوما أن تعتقل ضيفة الذي استقبله.
{ وهنا نقرأ المشهد من وراء اغتنام «بي. بي. سي» وغيرها لفرصة نشر الخبر. ونتساءل أولاً .. هل كان رئيس جنوب إفريقيا يعلم أن إحدى محاكم بلاده ستثير مذكرة المؤامرة المسفوهة؟!
طبعاً لو كان أخطر بهذا لما وافق على اثارة الموضوع. ثم تفاجئه المحكمة المحلية لينفذ لها أمرها.. هذا غريب.
{ حتى ما تسمى المحكمة الجنائية الدولة هي نفسها لا تملك آلية تنفيذ لمذكرات مؤامراتها ضد قيادات الدولة المستضعفة في العالم التي تملك خام الثروات المختلفة.
ولا يمكن طبعاً أن تسند هي مهمة تنفيذ مذكرات التوقيف لحكومات الدول الأعضاء فيها بتوجيه محاكمها المحلية. هل قدمت الـ «بي. بي. سي» قراءة للخبر الغنيمة كهذي؟! «بي. بي. سي» لا تجتهد في بث قراءة تحمل بين السطور لفت الانتباه إلى منطق يصب في صالح موقف السودان وموقف الاتحاد الإفريقي من المحكمة الجنائية الدولية أو محكمة التجني والتجريم الصهيونية.
{ وما أسهل نشر الأخبار بأية صورة من الصور!.. لكن يبقى التحدي في تحليلها، ولأن السودان يستفيد من التحليل الموضوعي دائماً فإن «بي. بي. سي» تبخل به أحياناً.. حتى لا تحيد عن خط دعم عملية توريط السودان في كل شيء.
{ اجتهدت «بي. بي. سي» من قبل في الوصول الى معسكرات حركة العدل والمساواة قبل سنين وقريباً أواخر عام 2009م، وكان من ضمن من التقتهم وحاورتهم «علي وافي بشار» الذي سرت شائعة بعد ذلك اللقاء الإذاعي بتصفيته ونشرت الخبر بعض الصحف السودانية، «علي وافي» قد انضم الى المنشقين بقيادة الشهيدين محمد بشر أركو سليمان ضحية، وبعد عملية اغتيالهما أسر. «بي. بي. سي» اهتمت بتغطية نشاط حركة العدل والمساواة وهي متوحدة.. لأن تلك التغطية ينتج عنها رفع للروح المعنوية للمتمردين ويضفي في اعتبار الكثير من الناس الشرعية على التمرد على الدولة حتى ولو تحدثت التقارير الأمريكية الرسمية عن تحول الحركة إلى عصابات نهب مسلح.
{ لكن لماذا لم تجتهد هذه الإذاعة البريطانية في تغطية التطورات في البلاد على مختلف الاصعدة؟! ليس بالضرورة ان تنشغل بالسودان باتجاه توفير الكسب الدبلوماسي للحكومة، لكن كما اهتمت بحماقة منسوبة لمحكمة محلية في جنوب افريقيا لماذا لا تهتم بما هو أهم وأكبر هنا في السودان من باب المهنية؟!
{ يتضح إذن كيف تدعي بعض القنوات والإذاعات الدولية «الحياد». وحكومة السودان تعلم سلفاً ما كان سيقال. لكنه مجرد قول تستفيد منه بعض القنوات والإذاعات كأخبار جديدة مثيرة تشد الانتباه الى شاشاتها وسمّاعاتها.
{ لكن الكلام الموضوعي هو أن كل محاكم الدول المتآمرة والمقطورة بالتآمر ضد السودان لا تملك آليات تنفيذ الاعتقال، كما لا تملكه المحكمة الجنائية الدولية نفسها.
فقط ما يصيب الحكومة هو تشويه سمعتها وإثارة غضب البعض عليها.. فقط. وهذا يحتاج علاجه لإعلام خارجي ذكي جداً.
غداً نلتقي بإذن الله.