رياضية

قصة حلقة من مسلسل كرتون «البوكيمون»: تسببت في إصابة 685 طفلًا بالصرع والعمى المؤقت باليابان


السادسة والنصف، مساء الثُلاثاء، 16 ديسمبر، 1997، حلّ المساء على سماء اليابان، وعندّ تلكَ اللحظة، استعد الأطفال لمُشاهدة مُسلسلهم الكرتونّي المُفضل، بوكيمون، وكانت الحلقة المُذاعة هىّ باكورة إنتاج، سلسلة بوكيمون الشهيرة، ولكن كُتبَ لتلك الحلقة «Dennō Senshi Porygon» أنّ تُسجل في ذاكرة جيل كامل من اطفال اليابان، حيثُ تسببت في ذهاب 700 طفل إلى المُستشفى، وإصابة بعضهم بالصرع والعمى المؤقت، بعد 35 دقيقة فقط من إذاعتها.

عُرف بطل مُسلسل البوكيمون «اش»، الطفل ذو العشر سنوات بشجاعته، وعندما حلمَ بأنّ يُصبح أشهر مدرب بوكيمون في العالم، منحُه البروفيسور «أوركيد» فأرًا كهربائيًا لكّى يكون مُرافق له في رحلته، ويُدعى «بيكاتشو».

حُفرَت حلقات مسلسل البوكيمون في ذاكرة أطفال الثمانينات والتسعينات، ولكن ظلّت هُناك حلقة واحدة فقط مُسجلة بذكرى سيئة السُمعة، حيثُ قامَ الفأر «بيكاتشو» بإطلاق صاروخٍ ضوئي ليُحدث إنفجارًا مدّويًا، تصِل تبعاته إلى المُشاهدين، فينقلوا إلى المُستشفيات على الفور.

بدأَ التلفزيون المحلىّ اليابانيّ في عرض الحلقة، مثلما يحدُث كُل مساء، ولكن بعد مرور 35 دقيقة على إذاعة الحلقة، تحَول كُل شئ، فبدلاً من أن تُحضر الأمهات لأبنائهم التسالي وبعض الوجبات، احضروا لهُم عربات الإسعاف. فأُصيبَ الأطفال الذين شاهدوا الحلقة بحالات من الدوار والرؤية الباهتة والغثيان، وأصابَ بعضهم الصرع، والعمى المؤقت، إلى أن تم نقلهم إلى مُستشفيات البلد، فوصَل عدد المُشاهدين (الأطفال) الذين تأذوا من حلقة البوكيمون إلى 685 طفل مُصاب (375 فتاة و 310 صبي)، ظلّ عدد كبير منهم تحت الرعاية الطبية حتى صباح اليوم التالي، الأربعاء. وفقًا لموقع Kotaku.

«فاجعة البوكيمون»، هكذا سُميت الحلقة فيما بعد، وفقًا لموقع Kotaku، فهو الإسم الذي أطلقهُ عليها المحققون الذين شاركوا في تقصّي حقيقة ما حدث في تلك الحلقة، ففي صباح يوم الأربعاء بدأت التحقيقات الرسميّة مع صُناع مُسلسل البوكيمون، بما فيهم المُخرج والمُشرفين على تنفيذ الرسوم المُتحركة. وبعد سلسلة من التحقيقات الجادة، توصَل المسئولون إلى خطأ في تقنيات الرسوم المُتحركة المُستخدمة في الحلقة، حيثُ استخدم صُناع العمل رسوم مُتحركة أُضيئت بسرعة بالغة، باللونين الأزرق والأحمر، فسجلت تردد عالي للضوء، وصلَ لـ «12 هرتز»، فلم تتحمله عيون الأطفال وسببَ لهم الإعياء الشديد. حتى تعرضَ بعض الأطفال، لنوبات صَرع شديدة وحالات عمى مؤقت.

ومن بعدّها تم إيقاف عرض الحلقة لمُدة أربعة أشهر في اليابان، فيما سارعَ الُمنتجين في محاولة إصلاح ما حدَث، ولكن الكارثة كانت قد حدثت بالفعل، فتم التشهير بصُناع المُسلسل الكرتوني من قِبل وسائل الإعلام الأمريكية. وبالتالي تم منع بث تلكَ الحلقة المشئومة في كافة دول العالم. حسب موقع CNN.

وفي النهاية، عادَ مُسلسل البوكيمون مرةً أُخرى، ولكن بعد إجراء العديد من التعديلات، الخاصة بالرسوم الكرتونية المُتحركة، بالإضافة إلى شريط كان يتم إظهاره كُل مرة مع إذاعة الحلقة، يسار الشاشة، يشرح الأسباب التي أدت إلى «فاجعة البوكيمون»، وطمأنة المُشاهدين أن صُناع العمل اتخذوا خطوات لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى.

المصري لايت


تعليق واحد