تحقيقات وتقارير

اراد الكثيرون من معارضي النظام أن تتوج إجراءات إحدى المحاكم بالتصعيد… إلا أن زوما فاجأ الجميع بتصريحات مرحبة بضيفه ومطمئنة لشعبه


طوال يومي أمس وأمس الأول تصدرت تصريحات جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا جميع شاشات التلفزة، ونالت القمة المنعقدة في بلده حظا كبيرا من مانشيتات الصحف العالمية وافتتاحياتها وظلت القنوات تجدد أخبارها بين السانحة والأخرى حول ما يحدث في دولة مانديلا، وبينما توقع الكثيرون من معارضي النظام السوداني ورئيسه المشير عمر البشير أن تتوج إجراءات إحدى محاكم جنوب أفريقيا بتصعيد الأمر حد القبض على الرئيس، إلا أن زوما فاجأ الجميع بتصريحات مرحبة بضيفه وداعمة ومطمئنة لشعبه بأن يكون تحت ضيافته ويغادر متى شاء.

وعلى نجومية الرئيس الجنوب أفريقي الذي يرمز لاسمه بـ(جي زد) إلا أن حادثة القمة الأخيرة زادته لمعانا ونجومية وربما خطف هو والرئيس عمر البشير الأضواء تماما من القمة وأجندتها وما توصلت اليه من نتائج.

ولد جاكوب زوما في (12 أبريل 1942)، وانتخب لرئاسة جنوب أفريقيا من 9 مايو 2009 ويرأس أيضا حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، وهو شخصية ذات شعبية هائلة خاصة وسط الفقراء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة. كان نائبا لرئيس جنوب أفريقيا ونائبا لرئيس الحزب ثامبو مبيكي منذ عام 1997، وبعد نجاحه في السيطرة على المنصب الأعلى في الحزب أصبح ينظر إليه على إنه رئيس البلاد المقبل.

زوما لم يتلق في طفولته تعليماً مدرسياً رسمياً، وشهد في صباه الباكر وفاة والده الذي كان يعمل شرطياً. بدأ يهتم بالسياسة في سن مبكرة، وانخرط في صفوف المؤتمر الوطني الأفريقي، تزوج جاكوب زوما ثلاث نساء، أولاهن سيزيكيلي التي تعيش الآن في منزله بإقليم كوازولو ناتال، وثانيتهن نكوزازانا دلاميني زوما وهي حالياً وزيرة الخارجية في جنوب أفريقيا، وله منها أربعة أبناء، وتطلقا عام 1998. أما زوجته الثالثة فهي كيت التي أنجبت له خمسة أبناء.

تعج حياة زوما الاجتماعية بجدل كثيف فهو من المؤمنين بالتعدد في العلاقات الزوجية، والثابت أنه دافع عن تعدد زوجاته وأبنائه بالقول إنه لا يختلف عن بقية الساسة في شيء وكان يقول: “هم يخبئون ما لديهم، وأنا أعلنه على الملأ” وفي عام 2008 اتخذ جاكوب زوجة رابعة في حفل تقليدي أقيم في مسقط رأسه في منطقة كوازولو-ناتال، وحضر حوالي 500 مدعو الحفل الذي أقيم في قرية نكاندلا بمناسبة زواجه من نومبوميليلو نتولي (33 عاما) أم ابنيه الصغيرين، في عام 1992 انتخب نائباً للأمين العام للمؤتمر. وفي يناير رشحه الحزب لخوض الانتخابات لاختيار رئيس الوزراء الإقليمي في كوازولو ناتال. وبعد الانتخابات العامة في ذلك العام وهي الأولى التي يشارك فيها السود بعد سقوط نظام الأبارتيد عين عضواً في اللجنة التنفيذية للشؤون الاقتصادية والسياحة في حكومة كوازولو ناتال بعد أن أفسح المجال لتولي ثابو مبيكي منصب نائب الرئيس نيلسون مانديلا.

وفي ديسمبر 1994 انتخب رئيساً للمؤتمر الوطني على المستوى القومي والإقليمي في كوازولو ناتال. وفي ديسمبر 1997 انتخب نائباً لرئيس المؤتمر الوطني الأفريقي ثم عين في يونيو 1999 نائباً لرئيس جنوب أفريقيا ثابو مبيكي. وكان يعتبر على نطاق واسع خليفته بلا منافس. وخلال هذه الفترة عمل أيضا في أوغندا مع الرئيس يوري موسيفيني على تسهيل عملية السلام في بوروندي.

سعى أعضاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي خلال مؤتمرهم الحزبي عام 2007 إلى التغيير وتمثل ذلك في خروج الرئيس ثابو مبيكي وانتخاب زوما بدلاً منه وهو الذي كان مبيكي قد أقاله في عام 2005 للاشتباه في تورطه في الفساد.

زار جاكوب زوما السودان في فبراير الماضي، حيث عدت زيارته للتباحث في الملفات المشتركة بين البلدين, وإحداث اختراق فيها, لتحقيق المصالح المشتركة. وعادة يعتبر الدبلوماسيون مثل هذه الزيارة قمة النجاح للسفير وطاقمه الدبلوماسي, في البلد الزائر وفي البلد المستقبل، وتكتسب زيارة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا للسودان أهمية خاصة, للوزن السياسي والاقتصادي الثقيل لجنوب أفريقيا دولياً وإقليمياً. وإذا ركزنا هنا على الجوانب الاقتصادية, نجد أن جنوب أفريقيا من الاقتصادات الناشئة، وتعتبر على قمة الدول متوسطة النمو، المؤهلة للارتقاء لنادي العشرين الكبار اقتصادياً على مستوى العالم.

وتوقف جاكوب زوما في مطار الخرطوم في أغسطس من العام (2014) في طريقه إلى روسيا.

وللحقيقة فإن زوما وبلده صارا يمثلان بعدا مهما عند السودانيين بل وربما يعتبرهما البعض بطوليين بموقف الرئيس الجنوب أفريقي ودولته من إجراءات المحكمة التي حاولت التأثير على زيارة رئيس الجمهورية ومشاركته في القمة الأفريقية

 

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. هل يعد ما حدث في صالح البشير والمؤتمر الوطني ام بالعكس يقدح في قوتهم وحكمتهم
    وعندما تسئلون ماذا قدمتم للسودان هل ستجيبون ب والله رئيسنا مشى ج افريقيا ورجع