أبشر الماحي الصائم

عندما أصبح البشير قمة لوحده


سدد الرئيس عمر البشير بزياراته الخارجية المتوالية ضربات قوية لمحكمة الجنايات الدولية، غير أن التسديدة الأخيرة في جوهانسبيرج كانت بمثابة الضربة القاضية، فهيبة المحكمة الجنائية بعد زيارة الرئيس وعودته باهراً ليس كما كانت قبل الزيارة، فلقد تضعضعت هذه المحكمة وتراجعت فعاليتها بعد أن تجرأ الرؤساء الأفارقة، بفضل الله ثم بفضل أخذ السودان بقوة وجسارة مبادأة وأد الجنائية التي تستهدفهم.
* فلئن أرادت المحكمة الجنائية من وراء حكمها وملاحقتها للرئيس البشير، انتقاما وانتقاصا فهي من حيث تدري أو ﻻ تدري تزيد في كل مرة الرئيس نجومية وبطولة.. وفي المقابل تزداد هي تقهقرا وتراجعا.. فربما، والحال هذه، كان لأول مرة بل وفي سابقة مهنية نادرة أن يترك الرماة الإعلاميون أماكنهم ووسائلهم التقليدية التعبيرية جانبا ويصفقوا للرئيس البشير وهو يهبط مطار الدوحة، حتى عرفت تلك القمة العربية بقمة البشير، تكرر الأمر ذاته في أبوجا وعواصم أخرى، لكنه اليوم يتكرر بصورة هي الأقوى، عندما لم يعرف الرأي العام من هذه النسخة الأفريقية إلا موضوع (البشير والجنائية).
هكذا تركت كل الميديا العالمية برامجها وقضاياها وهي تلتحق بالعاصمة الجنوب أفريقية، ليس لمتابعة مجريات قمة الاتحاد الأفريقي بقدر متابعتها لتراجيديا البشير والجنائية، من ينتصر على من؟!! كما لو أن الرئيس أصبح هو القمة وأن مكتسبات وصوله لبلاده سالما، أصبحت بمثابة مخرجات القمة الأفريقية، لدرجة الزعم بأنه لوﻻ سفر الرئيس السوداني عمر البشير على متن هذه المخاطر الكبيرة، ربما لم تجد قمة جوهانسبيرج هذا الزخم الإعلامي الهائل، فلعمري منذ متى كانت تتصدر قضايا القمم الأفريقية نشرات الأخبار العالمية.
كانت أفريقيا كما كبيرا مهملا على قارعة نشرات الفضائيات العالمية، واليوم تعود أفريقيا وقضاياها إلى واجهة الأحداث وصدر النشرات، وهل كانت مصادفة أن تكون جوهانسبيرج مهد بطولة مناهض الاستعمار الأشهر مانديلا، أن تكون هي ذاتها منصة أخرى لقبر محكمة الجنائيات الاستعمارية وإلى الأبد؟ المحكمة التي كما لو أنها قد صنعت خصيصا لملاحقة الرؤساء الأفارقة واحدا بعد الآخر.. فلئن كانت القارة السمراء، في كل مرحلة تصنع نجومية تستحق أن تلتمع على صفحات تاريخها، فالأحرى بالتاريخ الأفريقي هذه المرة أن يفتح ذراعيه ﻻستقبال بطل مرحلة نضالية جديدة، هو بلا منازع الرئيس السوداني البطل عمر حسن احمد البشير، الذي يسير علي خطى مانديلا التحررية، ومشيناها خطي كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها.. قوموا لتكملة صناعة مجدكم بالإنتاج والشكر لله الواحد القهار.