الفاتح جبرا

المرضى والزكاة


العبد لله ما فتئ يصيبه الاستغراش كلما شاهد المناشدات الإنسانية التي يطلقها فقراء (المسلمين) على صفحات الصحف والتي تلتمس من الخيرين من أهل البر والإحسان طلب العلاج من أمراض قاتلة كالفشل الكلوي (مثالاً) ومصدر الاستغراش أن (ديوان زكاة المسلمين) يمتلئ بالدنانير ومختلف عملات (العجم) من إسترليني ويوروهات ودراخمات ودولارات وريالات وشنو ما عارف !
هل من المنطق يا سادتي الأماجد (خليكم من الدين) أن يموت طفل مصاب بالفشل الكلوي لعدم استطاعة ذويه من زراعة كلية له؟ أو أن يغادر هذه الفانية رب أسرة يعول من الأطفال ما يعول لعدم مقدرته إجراء جراحة لإستئصال ورم حميد بالرأس؟ والأمثلة كثيرة تمتلئ بها صفحات الصحف اليومية.. حالات تدمي القلوب.. كلهم يناشد الخيرين على أمل أن تمتد لهم يد المساعدة لينعموا بالحياة والله لا يضيع أجر من أحسن عملا !!
نعم.. تمتلئ صفحات الصحف بصورة يومية بمثل هذه المناشدات فاسأل نفسي: أين تذهب أموال الزكاة؟ وهنا سوف ينبري للعبدلله مسؤول من (الديوان) وبيده (دفاتر وأوراق) ليطلعه على ما قام به الديوان من إنفاق على مصارف الزكاة لكن العبد لله سوف يقول له (لا يا حبيبي الأنفقتو ده خلوهو نحنا عاوزين الدخلتوهو كم) !!
على مدى أكثر من (ربع قرن) من الزمان كم هي حصيلة زكاة شركات الاتصالات؟ كم هي حصيلة زكاة المغتربين (بالله تكون كم)؟ كم هي حصيلة زكاة كبريات الشركات وأسماء الأعمال والمؤسسات والمصانع ورجال الأعمال واصحاب العقارات والمستوصفات والأطباء والمحامين والمزارعين والرعاة والحرفيين وغيرهم وغيرهم !!
هل حققت (الزكاة) لدينا الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع؟ وإذا لم تعالج الزكاة مريضاً مشرف على الموت لو لم يجد العلاج (نكون خاتينها لليوم الأسود)؟ وإذا ليس من أولويات الديوان علاج المرضى الموشكين على الهلاك وحفظ حياة المسلم فما هي أولوياته وفيم أنفق وينفق كل هذه الأموال الضخمة؟
جاءوا إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز بأموال الزكاة فقال: أنفقوها على الفقراء.
فقالوا: ما عاد في أمة الإسلام فقراء.
قال: فجهزوا بها الجيوش
قالوا جيوش الإسلام تجوب الدنيا.
قال: فزوجوا الشباب.
قالوا: من كان يريد الزواج زُوِج. وبقى مال..
فقال: اقضوا الديون عن المدينين.
فقضوها وبقى مال.
فقال: انظروا (المسيحيين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه.
ففعلوا وبقى مال..
فقال: أعطوا أهل العلم
فأعطوهم وبقى مال..
فقال: اشترو بها قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال لكي لا يُقال جاع طير في بلاد المسلمين.
أين تذهب أموال الزكاة يا سادتي والفقراء قد تجاوزت نسبتهم الـ65% من أفراد الشعب (الفضل)؟ أين تذهب أموال الزكاة وهي لا تساعد في شراء رادارات تحمي جيوش الإسلام وتتركهم (للدفاع بالنظر)؟ أين تذهب أموال الزكاة وهي لا تساهم في تزويج الشباب حتى تفشت جرائم الاغتصاب وامتلأت (دار المايقوما) بفاقدي السند؟ أين تذهب أموال الزكاة والسجون تمتلئ بالغارمين والمدينين من فئة (يبقى لحين السداد)؟ أين تذهب أموال الزكاة وليس بيننا (يهود) عليهم ديون لتقضيها عنهم ؟ أين تذهب أموال الزكاة ولم يشتر الديوان بها (قمحاً) لينثره على بطون المواطنين الخاوية حتى لا يقال جاع (مواطن) في بلاد المسلمين …
نحن نتساءل وبراءة الأطفال في عينينا بل نسأل علماء الدين الأجلاء ونستفتيهم: هل إذا جاء مواطن لديوان الزكاة ومعه كل التقارير الطبية الموثقة التي تؤكد حاجتة لعملية جراحية تتوقف عليها حياته، هل واجب على الديوان (وهو ممتلئ بالمال) التكفل بإجراء العملية كاملة علماً بأنه في معظم الأحايين يقوم الديوان بمنح المريض جزءاً يسيراً (عشان يتموا يكون لحق أمات طه) ؟
كسرة:
نحن في انتظار (العلماء) للإجابة على التساؤل أعلاه وكمان يكون كويس لو أفتوا لينا في حكاية (العقاب بالتأنيب) لمن اختلسوا أموال الزكاة مؤخراً في القضارف !!
كسرة ثابتة (قديمة):
– أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو (وووووووووووو)+(وووووووووووو)+ (وووووووووووو)+(وووو)+و+و.
كسرة ثابتة (جديدة): 
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو وووو)+(ووووووووو) +(وووو)+و+و.


‫2 تعليقات

  1. ( وليس بيننا (يهود ) ) !!!!! في يهود يا استاذ جبرة و اموال الزكاة دي تمشي ليهم