زاهر بخيت الفكي

شمينا الدُعاش..يا والينا..!!


بدأ الرُشاش وشمينا الدُعاش..
على أبوابنا يقف الخريف ، ماذا أعددنا له..؟
جاءنا يسعى ليتنا نُحسن استقباله ونحتفى به كما ينبغى ، إنه موسمٌ للخيرات والبركات أت ، ينتظره الناس ويُحسنون استقباله فرحاً بمقدمه وتمتلئ قلوبهم حُزناً على ذهابه فى كل العالم ، موسمٌ تلبس فيه الأرض حُلة خضراء زاهية تسُر الناظر بعد أن اغتسلت من أدرانها وتُخرج لنا من خيراتها رحمةٌ من الله يهبها لمن يشاء ، دائماً ما يُغير هذا الفصل الجميل من طبيعته فى زيارته لعاصمتنا الحضارية هذه ربما لا يتمنى ولاة أمرها هذا الفصل ، يأتينا بلا جمال بل تزداد معه عاصمتنا قُبحاً على قُبحها ، تتكشف فيه عوراتها وتتعرى من زيها المُهترئ أصلا ..
وداعاً أيها الخضر..
كانت تنتظرك الخرطوم فى خريفنا هذا وكم من الوعود أُطلقت هنا وهناك مع نسائم مواسم الخريف السابقة لا شئ منها رأيناه قد تحقق على أرض الواقع ، ليست الأمطار وحدها ما نخشاه بل السيول التى اجتاحت الخرطوم من شرق نيلها إلى غربه سالت مجاريها لها خرير يُسمع وهى فى طريقها للنيل وقد اصطحبت معها فى رحلتها تلك كل ما اعترض طريقها من أشياءنا ، ما زالت الفتح تنتظر وتحلم بالعودة إلى ما كانت عليه قبل السيول التى دمرتها وغيرها من المناطق التى تأثرت كثيراً من السيول وما زال بعضاً من أهلها يترنح رهقاً من تبعاتها الكثيرة ، وعود نحسبها قد ذهبت مع تلك السيول أعانت النيل على فيضانه من كثرتها..
ذهب الخضر وقد كان الوعد بيننا أن تتغير الأحوال فى عامنا هذا ..
تركنا وقد ترجانا أن نُكمل عامنا هذا (خنق) على أن تتغير الأحوال وتتبدل الأشياء بالطبع إلى الأفضل فى عامنا القادم ، هذا عامنا القادم وقد جاء وخريفه يستأذنا فى الدخول إلينا ، لقد أوفينا بما طلبه منا الوالى الخضر وعدينا عامنا (خنق) ولم يفِ بشئ ولن يفِ وقد غادرنا وحلّ مكانه آخر ربما سيبدأ من جديد فى دورة جديدة مدتها سنوات خمس فى أحشاء كل سنة منها خريف جديد تنعقد فيه الورش وتُنشأ كذلك غرف عملياته المُهيأة المشغولة دوماً باجتماعاتها التى لا تنقضى مع انتظار العاملين فيها لحوافز ما بعد الخريف كما هو الحال فى ربع قرننا الذى مضى وتسرب من بين أيدينا وهكذا كانت فيه الأمور تُدار بلا رؤية بعيدة المدى ولا تخطيط صحيح يتفادى فيه أهل الشأن أخطاء الماضى ويرتاح فيه الناس من ويلات الخريف وكوارث السيول والأمطار وينشغل فيه ولاة الأمر بغيره..
على الأبواب الخريف يقف ، كعادته يأتى فى زمانه المعلوم..
نسأل الله أن يجعله خريف خيرٍ وبركة وسلام على جميع أهل بلادى..
مسئولية كبيرة على عاتقك الأخ الوالى والخريف قادمٌ قادم لا محالة..
والله المُستعان..