الصادق الرزيقي

أن تذهب هذه الثلة ..!!


> تحتم علينا النخوة وروابط العقيدة والدين والمنهج الواحد والمقصد، أن نقف رافضين للأحكام الظالمة الجائرة التي صدرت في مصر أول أمس ضد الرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي وعدد من قيادات الإخوان المسلمين في مقدمتهم المرشد العام الدكتور محمد بديع، وهي تضاف لأحكام إعدام سابقة صدرت قبل فترة ضد هؤلاء الرجال الأطهار، منذ اعتقالهم واختطافهم بواسطة سلطة الانقلاب التي اغتصبت السلطة وانقلبت على الشرعية والديمقراطية الوليدة في مصر.
> إن كانت السلطة التي تحاكم الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان المسلمين ورواد البعث الحضاري والصحوة الإسلامية، يعتقدون أنهم سيقضون عليها وتتم تصفيتها وإنهاء وجودها، فهم واهمون مخدوعون.. فمنذ متى كانت الأفكار تموت بتغييب أصحابها..؟ ومتى كان الحق يتلاشى في الهواء ويضيع بقص رقاب رجاله وأهله..؟
> هذه الحركة والدعوة لم تمت عندما اغتالوا الإمام الشهيد حسن البنا، فقد تمددت وانتشرت دعوته وفكرته، وعمت العالم من أقصاه إلى أقصاه ولم تعد بقعة في العالم اليوم إلا فيها صدى لحسن البنا وذريته الفكرية.. وعندما سجنوا وأعدموا سيد قطب ظنوا أن فكره قد مات بموته وانتهى بغياب جسده، ولكن روحه ظلت باقية وكلماته مثل عرائس الشمع تضئ الطريق وتتوهج في العقول والأفئدة، وجاءت أجيال حملت هذه الفكرة والدعوة والأمانة، ولم ولن تتراجع عنها حتى يرث الله الأرض ومن عليها..
> فالسلطة الغاشمة اليوم وهي تُقدم على تنفيذ أحكامها في الفترة القليلة القادمة، لن تهنأ بتصفية رموز التيار الإسلامي وقادة النهضة الكبرى في بلدان وأقطار العالم المسلمة، فهذه الدعوة والفكرة راسخة كما الجبال الشم والأطواد السامقة، فكل قطرة دم تنبت آلاف المجاهدين والقابضين على دينهم والرافضين للباطل، وسيكونون في صراع معه حتى يُنفخ في الصور ويأتي الناس من كل جدث أمام رب العالمين، يوم لا تنفع سلطة ولا جبروت ولا مال ولا بنون.
> لقد أدت السلطة الغاشمة دورها بامتياز، فها هي تبرع كل يوم وتتفنن في أساليب القهر، وتصدر الأحكام في مسرحيات هزلية كل يوم تؤكد بها أنها جاءت لتخدم أعداء الأمة. فصاحب المصلحة الحقيقية من الذي يجري ومن أحكام الإعدام التي تصدر، هو العدو الصهيوني والغرب الحاقد على الإسلام. فقد وجد هؤلاء من يقوم بالمهمة بالنيابة عنهم، ولم تكن إسرائيل ولا الغرب الصليبي الحاقد يحلم في يوم من الأيام أن يجد من داخل البلدان العربية والإسلامية من ينفذ لهم مشيئتهم ويقضي لهم علي عدوهم، ويمهد الطريق لتصفية الإسلام وحصره في أماكن العبادة وإبعاده عن الحياة العامة.
> فالسؤال الذي ينبغي علينا أن نسأله لأنفسنا ونواجه به ذواتنا..لماذا نصمت عن هذه الجريمة النكراء؟.. لماذا لا نستنكرها بقوة ونقف ضدها بحزم ونتخذ الموقف الملائم والمناسب حيالها؟. ليس لنا خيار غير موقف قوي ضد هذه الأحكام، فهؤلاء الذين يواجهون الإعدام هم إخوتنا، نحن وهم نحمل نفس الفكرة ونتحمل ذات المسؤولية، مسؤولية الدعوة إلى الله على بصيرة وإعلاء كلمة الحق والسعي لتمكين الدين والاعتصام بحل الله المتين..
> من يواجهون الإعدام في مصر هم إخوة الدين والعقيدة والفكرة، ما معنى الحياة والدنيا إن سكتنا عن الجور والحيف الذي لحق بهم، وما معنى الخذلان إن وضعنا أيدينا على يد قتلتهم وسفاكي دماءهم..؟ يحتم علينا واجبنا الديني وأخلاقنا وقيمنا والتزامنا أن نكون مع الحق وليس ضده، ضد الباطل وليس معه، فالتاريخ لا يرحم، وعين الله تراقب وترى وهو يحصي علينا أنفاسنا ومواقفنا وما نلفظ من قول وما يصدر عنا من فعل..
> ليس من الحكمة أن نصمت، فإن قتلت وتمت تصفية هذه الثلة من الرجال الشرفاء، لعادت هبة النيل إلى فرعونيتها وعهود الطغيان المظلمة، ولصار الإسلام مطارداً ملاحقاً حتي تستأصل شأفته، وليس بخافٍ علينا أن الحرب على الإسلام بدأت شرسة ومعلنة في مناهج التعليم وحذف آيات القرآن من الكتب الدراسية وفي وسائط الإعلام وفي المساجد وخطب الجمعة وأوقات الصلاة وفي الجامعات وفي كل مجال وكل مكان..
> إن ذهب هذا الرهط من الرجال شهداء.. فإن الحرب على الإسلام ستمتد إلى كل مكان..
> وإن ذهب هذا الرهط شهيداً فإن انفجار النار والبراكين ستقضي على الأخضر واليابس، وستدخل مصر في دوامة من الدماء والعنف وهذا هدف القوى الصليبية والصهيونية لإخراج مصر من دائرة التاريخ..