هيثم صديق

مواعيد عرقوب والعباسي


استضاف تلفزيون ولاية الخرطوم قبل مدة سعادة معتمد جبل أولياء فوعد بأن تحل مشكلة مياه (فتيح العقليين) قبل رمضان وخصصت بالذكر هنا فتيح العقليين لأن الـ(الجركانة بتحرق الفاضيها) فأنا من غزية تلك إن روت رويت وإن عطشت عطشت.. هلل البعض لذلك الوعد إلا أنني قلت لبعض من كان يجلس بجواري (رمضان بالتوقيت الحكومي قد يوافق الضحية).
أزيدكم من الشعر بيتا وأقول لكم إن مدير الآبار الجوفية قد طالب المواطنين بأن يساعدوه في استجلاب شركة (حفريات) لتحفر لهم – بوساطة هيئته – بئرا.
هذا أقرب لنكتة الشاب الذي تخرج في إحدى كليات الطب في دولة مغمورة وعاد إلى البلاد فجاءته مجموعة يحملون رجلا مريضا جدا فلما أخرج (سماعته) وأجالها على صدر وبطن المريض كما جيولوجيين جاءوا ليكتشفوا مكان ماء، فما عادوا، الطبيب الـ(محتاس) قال لمرافقي المريض (والله زولكم ده ودوه الدكتور بس).
ولعل المعتمد هذا لن يعاد (تنصيبه) مرة أخرى ليلحق بالوالي الخضر الذي ترك خرطوما عطشى بلا مواصلات وتنام على جبال من القمامة فالخضر الذي حارب (الكيس) في القضارف خرج بـ(سيك) في الخرطوم.
رحم الله البصيرة أم حمد على الأقل كانت تحاول الحلول.
فالمهنة الأساسية لسكان الفتيح القديمة هي صيد الأسماك والمهنة الأخرى هي الزراعة فالنيل غربها والمشروع الزراعي شرقها يسيل الماء من فوقها ومن أسفل منها ويبقى لسانها يلهث بالعطش.
وهذا مثال فقط لمعظم مناطق الخرطوم قديمها وجديدها.
ترى في ماذا وعن ماذا يمكن أن نتحدث في أول أيام رمضان المكرم إن لم نذكر الماء ونطلب الماء بإلحاح من رأى المعاناة على أصولها وسمع الوعود على مطولها.
سيدي والي الخرطوم إن أردت أن تختار معتمدا لجبل أولياء فدونك الدكتور الشيخ أبوكساوي فهو يخبر موطنه جيدا ويطوف على أهله وله من الخبرة ما يمكنه من تعجيل الحلول عوضا عن معتمدين يكون تولي هذا المنصب هو أول احتكاك لهم بالهم والشأن العام.
لم نثقل على المعتمد العباسي لكنه أثقل علينا يوم غيب آليات نقل النفايات ولم يعالج مشكلة العطش وهذا غيض من فيض في متلازمة الفشل الذي أصاب هذا المعتمد في أعوامه العجاف هذه.