داليا الياس

صلتك


والمقصود هو علاقتك بالآخر، وكيفية تفعيلها بشكل إيجابي ذي أبعاد إنسانية… وربما هذا ما قامت عليه هذه المؤسسة الإقليمية الرائدة التي تحمل ذات الاسم وتعمل في مجال التدريب والتمويل والتشغيل وريادة الأعمال، والتي أنشئت في العام 2008 بمبادرة من سمو الشيخة/موزا بنت ناصر حفظها الله.
وكان قد قدر لي منذ يومين أن أشهد ميلاد الشراكة الإستراتيجية الذكية التي وقعت بينها وبين (شركة التنمية الريفية السودانية) بقيادة د/جعفر محمد فرح لتدريب وتمويل 1000 شاب كبداية لنشاط مؤسسة (صلتك) في السودان عبر مكتبها الذي تم تأسيسة مؤخراً ووضع السودان على رأس قائمة أولوياتها حسب مشاريعها المستقبلية.
والمعروف عن (صلتك) أنها مؤسسة إقليمية ذات سمعة طيبة تتمتع بثقة العديد من المانحين وتعنى باختيار كوادرها التنفيذية بدقة…. ويتجلى هذا بوضوح في اختيارهم للدكتور/وليد أسد شيبون (الرجل الذهبي) بكل خبرته العالمية وتاريخه المعروف في مجال التمويل الأصغر وتأسيس وإدارة المؤسسات العاملة فيه- وعلى رأسها ما يعرف بالمؤسسة الوطنية للتمويل الأصغر التابعة لوزارة الدفاع – ليكون ممثلاً لهم في السودان.
وبقدر ما كان حفل التوقيع أنيقاً ومحضوراً من جميع المعنيين من قيادات البنك المركزي ومديري عموم البنوك المختلفة والمؤسسات المالية الذين أعربوا عن تقديرهم للمشروع وفاعليته للشباب… ولكن المؤسف في الأمر كان اضطرار السيد مساعد رئيس الجمهورية الباشمهندس/إبراهيم محمود وجميع الحضور من الوزراء للانسحاب المفاجئ من فعاليات التوقيع التاريخي بسبب استدعائهم فوراً لجلسة طارئة من قبل فخامة الرئيس عقب عودته من جنوب أفريقيا.. بيد أنهم حرصوا لاحقاً على مباركة التوقيع الذي حق لنا أن نراهن عليه من أجل سوانح أفضل لشبابنا المتوثب الهمام الذي يضج بالطموح والرغبة الأكيدة في تحسين أوضاعه المعيشية وتوفير حياة كريمة لكل من حوله… وهذا ما ورد في الكلمة الرقيقة التي تلاها الضيف العزيز اللطيف د.رائد العمادي المدير الإقليمي لمؤسسة (صلتك) والموفد من المكتب الرئيسي بالشقيقة قطر، الذي جاءت كلمته مفعمة بالتقدير للسودان والسودانيين وتحمل أطيب الوعود للشباب التي نرجو من المعنيين أن يجتهدوا في الاستفادة منها قدر الإمكان والتعاطي معها بجدية والتزام.
وأخيراً نهنئ (شركة التنمية الريفية السودانية) التي نجحت في اغتنام الفرصة واجتهدت في حشد ذلك الحضور النوعي المميز لتقدم لنا تجربة جديدة وجادة تخدم الشباب وتصب في مصلحة البلاد والعباد بالقدر اللازم لرسم لوحة مستقبلية زاهية ومحددة الزوايا.
مع خالص امتناننا لصلتك الإقليمية التي وضعت بين يدينا خلاصة تجربتها الناضجة في ريادة الأعمال والتي انتظمت 14 دولة إقليمية بواقع 90 ألف مشروع و140 ألف وظيفة تم استحداثها واستدامتها و17 ألف شاب تم تشغيله و1,2 مليون شاب تم إدماجه في برامج المؤسسة، كل ذلك بالتعاون مع أكثر من 100 شريك عالمي وإقليمي ومحلي بحيث جمعت من التمويل المشترك 237 مليون دولار تدار جميعها لصالح الشباب وفي زمرتهم شبابنا الموعود بغد أفضل في رحاب هذه (الصلة) الرائعة مع (صلتك).
تلويح:
سانحة ذهبية تعتمد حلولاً مبتكرة تربط الشباب العرب بفرص التشغيل وعالم ريادة العالم… جديرة بالاغتنام والاهتمام والاحترام…. إنها (صلتك).


تعليق واحد