مزمل ابو القاسم

تلفزيون الدولة أم الحزب


* ظلت نشرة أنباء العاشرة مساءً الأهم والأكثر متابعةً من قبل مشاهدي تلفزيون السودان، منذ عهود ما قبل البث الرقمي.
* حتى في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري (رحمة الله عليه)، كانت لنشرة أخبار العاشرة أهمية كبيرة، صنفتها في درجة واحدة مع نشرة أخبار الثالثة في الإذاعة القومية، مع أن الأخيرة كانت تشهد بث أخبار تعيين وإعفاء الوزراء وكبار المسؤولين قبل إخطارهم بقرارات الرئيس.
* تفجرت ثورة الإنترنت، وتكاثرت الأقمار الصناعية، وظهر (الدش)، وأتاح تقنية البث الرقمي، فتلاشت الحدود، وتناسلت الفضائيات، وتعددت الخيارات، فتقلص اهتمام السودانيين بمشاهدة برامج القناة القومية، لأنها عجزت عن مواكبة إيقاع العصر، واعتقلت نفسها في خانة التقليدية المملة.
* تلفزيون السودان لا ينفرد بأي خبر.
* الفضائية السودانية (تأتي لاحقاً) في أي حدث!
* يوم أمس الأول تابعت تغطيتها لفعاليات عودة الرئيس من جنوب أفريقيا، ورددت في سري أغنية الراحلين وردي وإسماعيل حسن الشهيرة (بعد أيه)؟
* افتقدها المشاهدون عند (الحوبة)، وحضرت بعد أن أصبح الخبر مشاعاً بوسائط أخرى، امتلكت القدرة على متابعة الحدث لحظةً بلحظة.
* بالأمس حرصت على متابعة نشرة أخبار العاشرة مساءً، فلاحظت أنها أولت أخبار (المؤتمر الوطني) عنايةً أكبر من أخبار الحكومة.
* خبران عن نشاط المهندس إبراهيم محمود، نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، وخبر عن الدكتور الزبير محمد الحسن، أمين الحركة الإسلامية، سبقا أخباراً مهمة تتعلق بالحكومة ووزرائها، بمن فيهم وزير رئاسة الجمهورية الأستاذ صلاح ونسي، ووزير الداخلية الفريق أول ركن عصمت عبد الرحمن.
* نشرة خالية من الدسم، هزيلة المحتوى، باهتة التفاصيل، يصعب على أي متلقٍّ أن يستمر في متابعتها، بوجود خياراتٍ كثيرة لقنوات إخبارية أوفر مهنيةً، وأكثر قدرةً على استعراض الأحداث وترتيبها بحسب أهميتها الخبرية بالنسبة إلى (المشاهد)، وليس بحسب أهميتها لدى (الحزب).
* حتى الأخبار العالمية أتت ضعيفة المحتوى، وفاقدة للحد الأدنى من القدرة على منافسة القنوات الإخبارية المتخصصة، وما أكثرها حالياً.
* (التقليدية) المتبعة في العمل الإخباري، والإفراط في الاهتمام بأخبار الحزب الحاكم على حساب الأخبار المتعلقة بالحكومة في عمومها، والأنباء التي تهم عامة الشعب، (قتلت) نشرات أخبار تلفزيون السودان، الذي يواجه منافسةً شرسةً حتى في الصعيد الداخلي، بوجود خيارات أقل (مللاً)، وأكثر قدرةً على إبراز الأخبار وفقاً لوزنها المهني، وليس الحزبي.
* نشرات قناة (الشروق) أكثر مهنيةً من نشرات تلفزيون السودان، مع أن القناة المذكورة محسوبة على الحزب الحاكم مباشرةً، وتتولى قيادتها كوادر بارزة في المؤتمر الوطني نفسه.
* تلفزيون السودان ملكي أكثر من الملك، و(حركة إسلامية) أكثر من غلاة الإسلاميين، و(مؤتمر وطني) أكثر من حسبو وإبراهيم محمود وغندور ورفاقهم.
* رمضان كريم، تقبل الله صيامكم وقيامكم.


تعليق واحد

  1. والشروق لابد ان تشيد بها لان صاحبها اكبر لص في الوجود يصرف علي فريقك الرمة الكحيان وانت اكبر مستفيد من لص المؤتمر الوطني يا لص يا انتهازي