د/ عادل الصادق المكي

الطيــــنوزي


.. ونحن على أبواب الخريف.. والمطر والطين والخبوب.. والخفجيبة.. ومساعدة مني لسكان الخرطوم العاصمة.. وعشان ما يشيلوا حال الولاية.. وكفاية العليها من هموم وكُبب ونصايب.. أخذت أبحث عن فائدة الطين والخفجيبة..

وفقني الله سبحانه وتعالى إلى أن أضع يدي على العلاج بالطين.. قالوا إن الطين.. “مجموعة من البرفسيورات منهم الروسي ف. ب. فلاتوف”.. فيه علاج لكثير من الأمراض.. اهمها أمراض الروماتيزيوم.. والمفاصل.. لذلك أي زول يخوض في الطين أيام المطر.. يحمد الله كثيرا.. واصلو ما ينقنق. لأنه علاج من حيث لا يحتسب.. وخصوصا كبار السن البيشكو من وجع الكرعين ووجع الركب وتلقاهم ماشين ملولوين. والواحد إن قعد يكركب وإن قام يكركب.. خلوهم يخفجوا في الطين.. ووجع الضهر برضو.. أها دا لو زول أزلق ووقع في الطين.. دردقوهو على ضهرو مسافة.. دردقة في الطين نص ساعة يوميا لمدة أسبوع.. وبرضو علاج للأوعية الدموية والجلطات الكترت الليام دي.. يعني لو زول في عز المطر قاعد تحت حيطة ووقعت فيهو طينة كبيرة فوق راسو.. يخليها مسااااااافة في راسو ما بتضر.. يمكن تصادف لها جلطة وتغتس حجرها.. برضو الطين علاج للأسنان.. والتهاب الأذن.. وهنا أنوه للمثل البيقول: “دي فيها طينة ودي فيها عجينة”.. نستغني عن العجين وخصوصا لما يرفعوا الدعم عن القمح ونستعيض عنو بالطين فيصبح: “دي فيها طينة.. ودي فيها طينة”.. منها علاج ومنها كأننا ما سمعنا حاجة.. برضو الطين بينفع التهاب البروستاتا.. إتوكلو على الله واجلطو بس.. ويعالج الضعف الجنسي عند الرجال.. تابع الجلط الأولاني وما تكتر.. وبرضو بينفع انحرافات الرحم عند النسوان.. والعجز الوظيفي للمبايض.. والطين برضو للتجميل خطير جدا.. يشد الوشي.. ويديهو رونق.. ويخليهو مشرق.. اجلطي الطين ساعتين يوميا.. وتعالي شوفي النتيجة..

كانت كليوباترا جنها طين تجلط بيهو وشيها.. ومرات كل جسمها.. عندها حمام مشهور بمدينة مرسي مطروح للاستحمام بالطين.. ” طينوزي” حفرة طين.. يملوها ليها طين وتغتس فيها يوم كامل.. وتجي مارقة يمصمصنها الوصيفات.. تبقى سمحة سماحة البنيات لي حدهن.. اقترح افتتاح محلات تجميل بالطين.. (حنان طين للتجميل).. العروس يومين يغتسوها في الطين.. وتجي مارقة..

وقد عرف شعراؤنا فوائد الطين التجميلية لكن سكتو عليهو وبقو يقولوهو من بعيد.. قال الحردلو الكبير:

البارح أنا وقصيبة مدالق السيل.. إلى نهاية الدوبيتة

مدالق السيل الحتة المنحدرة البيجي السيل جاري فيها.. والقصيبة “تصغير قصبة” دي واقفة هناك.. والطين حولها.. وبقاها سمحة.. عليه فان حسناوتنا.. لو لقن طريقة ووقفن في الخيران.. أيام المطر.. بس الواحدة تمسك في حاجة عشان السيل ما يشيلها.. وتخلي موية المطرة بي طينها تصلها لحدي رقبتها.. يومين ورا بعض وتجي مارقة.. تقول لي كليوباترا إنتي شنو؟..

اللهم اجعلها أمطار خيران وبِرك وطين وخفجيبة.. وشفاء للناس لا يغادر سقما.

اللهم اهدِ ناس الولاية ما يصلحوا أي خور ولا يخلوا الموية تصرّف.. إلا بعد ما تبقى طين.. ويتعالج بيهو المواطنين الضعفاء.. واجلعها في ميزان حسناتهم..!