محمود الدنعو

نفاق في نفاق


في مسرح السياسة الدولية تشاهد العجب، كوميديا سوداء وملهاة، أحيانا تصاب بنوبة ضحك حتى تستلقي على ظهرك من بعض التصريحات المفرطة في المفارقات، حدث معي ذلك رغم أن رمضان يفرض على المرء قدرا من الاتزان والتوازن، ولكن بمجرد قراءة تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو التي وصف خلالها الأمم المتحدة بالنفاق عندما طالب الأمين العام للمنظمة الدولة إسرائيل بحماية الأطفال في قطارع غزة، ومبعث نبوبة الضحك التي داهمتنى دون مراعاة لهدأة الأعصاب في شهر رمضان هو أن أكبر المنافقين على الأرض يتهم الآخرين بالنفاق عندما يطالبونه بالقيام بواجبه بحسب نص القوانين الدولية ليس أكثر..!

الواقع أن كلاهما منافق نتياهو القائل: “هذا يوم أسود للأمم المتحدة، فبدلا من الإشارة إلى حقيقة أن حماس جعلت من أطفال غزة رهائن حين أطلقت النار من روضات الأطفال.. تختار الأمم المتحدة مرة أخرى أن تعظ إسرائيل”.

وبان كي مون الذي دعا اسرائيل لحماية الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون وطأة الحرب الأخيرة على قطاع غزة صيف العام 2014. وقال: “العام الماضي كان بمثابة الأسوأ في الذاكرة الحديثة للأطفال في الدول التي تشهد نزاعات”، مشيرا إلى أنه “قلق جدا إزاء معاناة الكثير من الأطفال نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة العام الماضي”

الأمم المتحدة هي من بدأ بالنفاق والبادئ أظلم عندما أعلنت يوم 8 يونيو الجاري “قائمة العار” التي تحدد الجهات المنتهكة لحقوق الأطفال بدون أن تدرج ضمنها إسرائيل، رغم الدعوات إلى ذلك بعد مقتل أكثر من 500 طفل في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وكانت جماعات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان قد طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإضافة إسرائيل إلى القائمة. وجرت مناقشات مطولة بين وكالات الأمم المتحدة قبل القرار النهائي الذي كان بيد الأمين العام. وقرر بان كي مون الإبقاء على قائمة العام الماضي بدون تغيير.

ومع أن المنظمة الدولية مارست النفاق في إبعاد اسم إسرائيل من “قائمة العار” لمنتهكي حقوق الأطفال وهي المرشح الأول لصدارة هذه القائمة فإن إسرائيل التي لا تعرف رد التحية سارعت إلى صفع الأمم المتحدة باتهام مسؤولة كبيرة في الأمم المتحدة بانتهاج سلوك «غير لائق»، والانحياز في إعداد تقرير انتقدت فيه الجيش الإسرائيلي بشدّة، بسبب الحرب التي شنّها في غزة العام الماضي، على رغم أنه لم يضعها على قائمة الدول والجماعات المسلّحة التي تنتهك حقوق الأطفال خلال الصراع..

وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على مدى 50 يوماً في غزة، عن قتل أكثر من ألفي فلسطيني غالبيتهم مدنيون، من بينهم 540 طفلاً.


تعليق واحد

  1. الفاضى بيعمل قاضى .. الشوبار ده ما تخلو .. مالكم ومال غزة .. ومالكم ومال نتيانياهو .. ورونا رايكم فى العوير القال ماشى نييورك