فدوى موسى

صيام السحلية


حبوبتي الراحلة (السيدة بت يوسف) رحمها الله دائماً ما كانت تحتفي برمضان بشكل مختلف وجميل.. تكاد طقوسها المبذولة عند مقدمه وأثنائه تكون كميثاق لنا حتى اليوم، رغم مرور الأيام والشهور على غيابها الجلل.. فعدة رمضان محفوظة الترتيب.. الفوالة والحلل والجكوك الألمونيومية تخرجها من أماكنها المكنونة قبل اسبوع لنجليها وندشن بها الاستعداد، ونقول إن الآتي قد قرب ميعاده.. أنا كنت أكثرهم جميعاً تأثراً بحراك الاستعداد هذا بحكم قربي منها.. وعندما لم يكن الصوم واجباً على كنت أيضاً أشارك طقوسها هذه.. كانت وهي صائمة تخصنب (بالضواقة) لكل ما تعده للافطار أو العشاء أو ما بينهما.. وكانت تعدني صائمة لكن (صيام الضب) (البلاقاهو كلو جب) والكبار صائمين (صيام السحلية البلقوه يخليهو للعشية) وما بينهما حتى وصلت مرحلة صيام السحلية هذه المرحلة الممتدة والتي رحابها الآن القيام مقام (أكبر سحلية) بايجاب الصوم والقيام بمهام افطار الأسرة.. كما كانت حبوبتي تماماً تفعل.. فهنئياً للجميع بهذا الصيام الذي يجزي الله به عباده وقد اختصه بأنه له وهو يجزي به عملاً خالصاً لوجه الكريم..

وككل عام في بداياته ترتفع الأسعار كأن الناس مشرفون على ندرة.. ارتفاع غير مبرر ولا داعي لافتعاله.. خاصة أسعار اللحوم والبلح والبلايل والفواكه.. المهم أنها حالة سرعان ما تنجلي على مقولات (رمضان بيجي بخيره.. رمضان كريم.. شهر فضيل..) ثم يكتشف الذين يكنزون المواد الغذائية المختلفة أن الأمر لا يحتاج لكل هذه الشفقه والفتنة (وباركوها يا تجار) عشان السحلية تصبر لحدي العشية.

رسائل رمضانية:

أجمل ما في التواصل الاجتماعي هذه الأيام أنه يحمل الكثير من الأدبيات الفقهية والآداب العامة الإسلامية عبر رسائل تحوي الأحاديث والآيات.. رغم أن هناك (فوبيا) لاحتمالات أن يجد المتطرفون ضالتهم في هذه الأيام التي يزداد فيها ايقاع الإيمانيات والحنين للتدثر بثياب الطقوس والتأدب بالسلوكيات التي لها خواص الظاهر للعيان.. والراشح والمؤكد أنها بنية صادقة وقلب سليم وإيمانيات راسخة لكن الاستهداف لهذه الأمة يدب من بين ثنايا الطيبة والسماحة العفوية لدى الكثيرين لحسن ظنهم وأملهم الكثير في بعضهم البعض.

آخر الكلام:

رمضان موسم لاقتناص الفرص الأخروية والبر.. فمن كان قادراً على إدخال فرحة ولو صغيرة أو إهداء بعض من هذا المكنوز في الارفق والخزنة للمحتاجين المتعففين، كان ذلك معيناً للقيامة.

مع محبتي للجميع