داليا الياس

أزمة رجولة.. وتقوى


كنت منذ مدة قد تناولت عبر اندياحي هذا وجهة نظر تخصني حول تراجع معنى الرجولة عما كان عليه كتعبير عن المروءة و(حرارة القلب) والصدق والشجاعة والكرم.. واستشهدت بعدة نقاط كنماذج لما أرمي إليه عما كان عليه حالنا وما آل اليه بحسب وجهة نظر تخصني على اعتبار أن (اندياح) بالأخير عمود رأي..

وذكرت فى مطلع المقال أن هناك فرقا كبيرا بين الرجولة والفحولة التي لم أعنها في كلامي رغم أنها باتت أيضاً تعاني من ترد واضح ودونكم الصور التى يخرج بها علينا (الواتس آب) كل صباح!

المهم.. تداول الناس المقال عبر مواقع التواصل.. وقتلوه بحثاً وجدالاً ما بين مؤيد ومعارض عبر نقاشات موضوعية قيمة شاركت بدوري فيها.

غير أن البعض كان متطرفاً في حكمه وأسلوبه وخاض فى الأمر دون موضوعية وصب جام غضبه وصفاقته عليّ بصورة شخصية.. وكنت أتمنى لو كان بإمكانى إيراد المقال وما ترتب عليه من تعليقات قبل أن أبدأ فى سرد هذه الحكاية المؤسفة.. لهذا أرجو أن تجتهدوا في الاطلاع على ما ورد في (أزمة رجولة) وما ورد على لسان المدعو (عبد الشكور حسن أحمد) تحديداً.

وما كنت سأكترث للأمر كثيراً لولا أنه كتب أمام اسمه صفة (عقيد).. وإمعاناً في حسن الظن والترفع عن الصغائر أعترف أنني ظننتها مجرد فبركة إلكترونية مثل كل ما اعتدنا عليه طوال مسيرتنا الكتابية من انتقادات مؤلمة وجارحة.. بيد أننى علمت يقيناً أنه عقيد شرطة حقيقي و(حقوقي) يتبع لشرطة محلية القضارف!!

وكان (سيادته) _المعني بحفظ أمننا وأعراضنا _ قد خاض في المقال بأسلوب لا يمت لعمله ولا للموضوعية بصلة.. فلم يكن ما كتبه رداً أو تعقيباً أو رأياً أو تفنيداً.. بل كان إساءات شخصية واضحة طالت حتى أهل بيتي!!

فهل تعلم يا سيادة العقيد أننى ابنة وأخت وزوجة وأم قبل أن أكون كاتبة؟!.

وهل تذكر أن والدك الشيخ الجليل البروفيسور العلامة (حسن أحمد حامد) إمام مسجد النيلين السابق ورئيس مجلس الإفتاء وعميد كلية الشريعة والقانون بجامعة القرآن الكريم عليه الرحمة، كان يدعو الناس لتقوى الله؟!. أم أن النار تلد الرماد؟!

ماذا تعرف عني لتصفني بكل ما ورد على لسانك من انتقادات جارحة طالت عموم جنس النساء البشري؟. أو ليست أمك أنثى؟ وأختك.. وزوجتك.. وابنتك.. ومعلمتك.. وزميلتك في العمل؟!.. ومن أين لك أن تعلم بهجري للمصحف الشريف وإبطالي لوضوء الغير وجهلي ومفاهيمي السطحية وغيرها من اتهامات لا تغتفر…

هل أنت رقيب أم عتيد يا سيادة العقيد؟!

ومن خول لك الحديث عن ركاكة أسلوبي وجهلي بقواعد اللغة وأبجديات النحو والصرف وأسلوب المكاتبات وضعف مقالي وهشاشته؟.. هل ترى نفسك مؤهلاً لذلك بعد كل ما يحويه مقالك من مزالق ستوردك بإذن الله في المهالك؟!

علماً بأن تأكيدك على تقدمي فى العمر حسب عبارتك (داليا الياس التي بلغت ين اليأس) لهو مؤشر على نضوج تجربتى وعلو كعب خبرتي ومعرفتي بالقواعد وإن لنا يا هذا قراءً منحونا مباركتهم وأمنوا على نجاحنا الكتابي وسمحوا لنا بدخول بيوتهم بعد أن أدركوا أهليتنا لذلك.. فكيف بربك التحقت بركب الشرطة التى نكن لها كل الولاء ونستميت في تقديرها وتقديسها فيمعن أمثالك في فجيعتنا فيها؟!

لقد أثبت لي بما لايدع مجالاً للشك أنني كنت على حق.. وبما أنك لم تتق الله فيّ وفي كل النساء اللائي سخرت منهن وتطاولت عليهن في تعليقك.!

عليه.. هناك حقاً أزمة رجوله وتقوى:

1ـ طالما أصبح رجال الشرطة يتركون عملهم الأساسي ليخوضوا في أعراض المحصنات الغافلات.

2ـ وطالما يتذرعون عبر المكالمات الهاتفية بالفهم الخاطئ وسوء التعبير وينكرون بدءاً ثم يعترفون أخيراً بعد محاصرتهم وإبطال حججهم الواهية مثلما حدث خلال اتصالك الهاتفى بي والذي أحتفظ بتسجيل كامل له ولا أعتقد أنك ستنكر علاقتك بما كتب يا جنابو.

3ـ وطالما يخشون على مناصبهم فيعمدون لعقد صفقات رخيصة عبر الأجاويد ويتعهدون بكتابة اعتذار ركيك وهزيل خشية أن يتفاقم الأمر ويصل حد الشكوى شريطة أن نتغاضى عما حدث! (عندك عين تتشرط كمان؟)

4ـ طالما كانوا يدرسون القانون ثم يتعمدون ظلم الناس ولا يعلمون أن هناك ما يعرف بقانون المعلوماتية يعنى بالإساءة الإلكترونية.

5ـ طالما يتساءلون عبر كتاباتهم قبل أن يستوثقوا كرجال شرطة من أشياء إن تبد لهم تسؤهم وللعلم فإن لي زوجاً (رجل) بأخلاقه ومكانته واحترامه وهذا رداً على سؤالك: (إن كان لي رجل) وأعدك بأنك ستلتقيه قريباً.

6ـ أخيراً.. هناك فعلاً أزمة رجولة إن كنت تظن أن (ولياني) سيغضون الطرف عنك.. أو أنني سأتغاضى عما بدر منك، فللعلم أحسبني بـ(عشرة رجال) لأن الرجولة في معناها الذي قصدته خلال مقالي لا تقاس بالبنطال ولا الشارب ولا حتى (الدبابير)… الرجولة أدب ومواقف وشجاعة وثقة واحترام وأسلوب وحكمة.. وإنني والله لها وسترى .

تلويح:

لعناية السيدين وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة.. هذا نموذج من رجالكم.. يغتالنا معنوياً ويعمد لإساءتنا.. فماهو قولكم؟.. ننتظر الإجراء.. ولنا عودة.


‫10 تعليقات

  1. يا استاذه المتطرفون والمتنطعون في كل المجتمعات ، واعداء النجاح اكثر ،، وقبلك قالوا في الرسول (ص ) ساحر كذاب مع كامل علمهم بصدقه ،، والحمد لله يا استاذه عندك قلمك قادر علي ردع كل متنطع ومدعي الصلاح ،، والله ينورك بفكر الثقاب ،

  2. ربنا ينصرك وماقدمتيه انت للمجتمع من أدب وقصائد تدعو للفضيلة ومكارم الأخلاق لايستطيع الا جاهل او مكابر ان ينكرها عموما النجاح محسود وإنني برتبة (مشير) من خلال ماتقدميه لمجتمعك ونسأل الله لك التوفيقوالسداد

  3. اشك إن عبد الشكور هذا رجل اقانون او له علاقة بالقانون

  4. ده حال الصحافه في السودان وحملة الأقلام !!
    واحده تعاني من ضيق الفكر ونقص البلاغة الإعلامية والتاني عقيد في ثوب ثور لا يرى في البقر إلا الدبر !
    وكمان الست الأنثى تهدد وتتوعده بزوجها السيد محمد علي كلاي في ما يبدو من ثقتها المفرطه وحاشيته من وليانها !!

    كان الأولى بها أللا تعمم خاطرتها البلهاء التي ربما اتتها عن تجربه شخصيه من حفنة من صعاليك منطقتها من عطاله وفاقد تربوي .. وتعمم هذا على وطن كامل لتمثل سقطة مدويه في فكرها الهزيل المنحاز بوضوح لجنسها الأنثوي .
    فالتعلمي ايتها المتسلقه پأن لكل مجتهد نصيب وان الفتيات يحرزن المراكز الأولى باجتهادهن وليس لنقص في رجولة الطلاب .!!

    وللسيد المستفحل نقول :
    المرأة هي الأم
    وهي الأخت
    وهي الإبنة
    هي مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق .
    والله عيييب عليك يا عقيد غفلة الزمان ان تنعت المرأه بفترة تركها للمصحف يا جاهل .
    ألا تعلم أنه لولا هذه الفترة لتوقف النسل وانها من تمام وكمال أنوثة المرأة .
    حسبنا الله ونعم الوكيل في من تمثل المرأة بقلمها وفيمن يمثل الرجل بقلمه .
    هذا حالنا وهذا شأننا ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

  5. العقيد عبدالشكور حسن احمد
    شخصية محبوبه لدي جميع مجتمع ولاية القضارف عمل بمركز شرطة بلدية القضارف ثم قسم شرطة ريفي وسط القضارف
    عمل علي مكافحة الجريمة والفساد وخاصة تجارة البنقو والشاش والسلاح يتفاني في عمله ويضحي بوقته ووقت راحته وخاصة (الليل) في سبيل توفير الامن للمواطن …
    وفقك الله وسدد خطاك اخي عبدالشكور

    من انت ايها الداليا

  6. التحية للأستاذة داليا الياس ، وإن كان طرح الموضوع في رأيي المتواضع قدد إكتنفه نوع من العمدية بأن يكون صادماً بل أكاد أن أقول مستهدفاً الإثارة ليس في فحواه بل إنما في مفردة الكلمة التي إستخدمتها الكاتبة وهي “الرجولة”.
    لقد كان من الممكن لها وهي الضليعة في تراكيب الحروف أن تصف كل مثال قدمته بما يناسبه من ضبط مصطلحي إن شاءت ، فمثال الذين لا يخلون مقاعدهم في الحافلات للقواعد من النساء وكبار السن هو في تقديري أجدى بأن يوصف بعدم المروءة وليس عدم الرجولة ، أما كدح المرأة لكسب العيش بينما ينزوي الرجل في بيته فهو أمر يتطلب دراسة متأنية للأسباب التي ساقت تفشي هذه الظاهرة (إن كان من الصواب أن نسميها ظاهرة) عوضاً عن أن يقذف الزوج بعدم الرجولة. أما ما ورد في المقال بشأن اللائي يتسولن بأطفالهن وأولئك المكتظون تحت ظلال الأشجار يستأنسون بصحبة الفتيات ، فتلك أزمة نظام يا أستاذة داليا وهي تفيض بالأسباب ، أفما كان من الأجدى أن تحين هذا النحو وتعملي فيه بحثاً عوضاً عن إبتسار الأمر وحشره قسراً في كستبانة الرجولة !! ثم لماذا يتهم الشاب بغواية المرأة ؟ ولماذا هي تنحني أمام تلك الغواية ؟ أليس هنا الوزر مشترك ؟ فهل من أحصنـت نفسها ماتت عن الهوى؟ ، مبلغ ظني أن هذا السيناريو يمت لإنحدار الأخلاق أكثر منه إلى “الرجولة”. نعم أتفق معك أن التسيب في الدواوين الحكومية وشركات القطاع العام وتفشي المحسوبية والرشا وإذلال المواطن المقهور ظاهرة تتحدث عن نفسها ، ولكن أتنعـت هذه بإنعدام الرجولة ، أم أنها أزمة نظام وتفلت من الضوابط ؟
    أما “الأخ العقيد” أدام الله ظله ، فلم يكتف بشخصنة الموضوع مع الكاتبة بل إستدعى من بطون صفراء الكتب ما شاء من مفولات للإنتقاص من قدر المرأة كجنـس يؤسس للخليقة دون أن يدعم حججـه المعتمة بسند واحد من كتاب الله ، مستنطعاً بأن مصافحتها تنقض الوضوء بلا شك ولاجدال ، فمن أفتاك في هذا أياها “الأخ العقيد” وهل دققت في متن كتبك الصفراء علك تجد من يرى خلاف ذلك؟ فإن لم تفعل فلا تثريب عليك أن تتمسك بالقشور حيث أن البحث مضن وهو يقتضي ملكات فكرية “أحسب أن وصفها برنارد شو سابقاً.. أما إن لم تكن تسمع في حياتك بعالمة أو فليسوفة أو مفكرة فذلك لا ينفي وجودهن على مر التاريخ حديثة وتالده ، إنما يتبدى القصور في مدى علمك ومعلوماتك ، فإن أخذنا السودان مثلا يمر بك التاريخ من شيخوا الملكة المقاتلة إلى بنونة بت المك إلى مهيرة بت عبود فرسانا راجلات وراكبات ، وفي مجال العلم والمعرفة دونك خالدة زاهر وثريا الدرديري ونفيسة أحمد الأمين وملانا إحسان فخري وفاطمة أحمد إبراهيم ، أما في مجال الترقي فهناك رئيستك وقائدتك الفريق شرطة نور الهدى والتي كانت تأمرك فتطيع ولا تجلس إلا إذا أمرتك وكذلك اللواء سعاد الكارب ، أو بعد ذلك تتحدث عن السجود لغير الله ؟ فلا غرو أن تعشش في مخيخك تلك الأفكار الكالحة وأنت إبن نظام إستحدث جلد المرأة بالسوط أمام الملأ. أما إذا عرضنا للتاريخ بمجمله فهل سمعت بأي من جين بابيت، ماري كوري، عايدة نوداك ، ليز متنر أم ماريا تليكس أو حتى فالنتينا تيريشكوفا ! هاتن زمرة من العالمات ومغامرة دخلت التاريخ.
    الأخ العقيد ، لن أطيل عليك ، فما ذرفه قلمك من أمثلة صدئة عن المرأة وفي المرأة لا يستحق عناء التفصيل في الرد.
    وأخيراً أسألك سؤالاً واحدا ً ، إن كنت تؤمن بما جاء في قولك عن المرأة ، فهل توافق على القول بأن الإسلام أعز المرأة ؟؟

  7. الكاتبة تعرضت لقيم قد أندثرت ولاتزال ، فمقالها بمثابة ناقوس خطر وليس سخرية وتهكم من الرجال ، فالرجل والمرأة هما صنوان ولاغني لأحدهما عن الآخر..
    فكيف يتبادر لذهن “الرجال” الذين تهجموا عليها وبتجريح شخصي أنهم بذلك يقتصون منها لعداوتها للرجال لعمري هذا المنحي هو بحد ذاته ” أزمة رجولة”..