محمود الدنعو

أصوات قوية


أمس السبت الموافق 20 يونيو صادف اليوم العالمي للاجئين، وهي ذكرى سنويا يستعرض خلالها العالم الأرقام والإحصائيات حول هذه الظاهرة.. وقد حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، من أن النزوح العالمي الناتج عن الحروب والصراعات والاضطهاد قد سجل “أعلي مستوياته”، ولكننا غارقون في نسيان هذه الأزمة فاليوم العالمي يأتي هذا العام في ظل تزايد الأزمات في العالم بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص، هذه الأزمات التي فاقمت أزمة اللاجئين وضاعفت أعدادهم.

وأظهر تقرير الاتجاهات العالمية السنوي الجديد الصادر عن المفوضية، أن عدد النازحين قسرا وصل إلى 59.5 مليون شخص مع نهاية عام 2014 مقارنة بـ51.2 مليون شخص قبل عام، وبـ 37.5 مليون شخص قبل عقد مضى. وقد سجل الارتفاع منذ عام 2013 أعلى مستوياته على الإطلاق خلال عام واحد.

وأوضح التقرير أنه على مستوى العالم، بات هناك شخص واحد بين كل 122 شخصا إما لاجئا أو نازحا داخليا أو طالب لجوء، لافتا إلى أن 126,800 لاجئ فقط تمكنوا من العودة إلى أوطانهم عام 2014.

قبيل انعقاد القمة الأفريقية الأخيرة في جوهانسبيرج أشرنا إلى ضرورة تيقظ القادة الأفارقة إلى تفاقم أزمة اللجوء والنزوح والهجرة الداخلية في القارة وأن يتم التعامل مع رغبات الاتحاد الأوروبي في تعاون أكبر من أفريقيا لوقف موجات الهجرات غير الشرعية إلى أوروبا عبر قوارب الموت أن يتم التعامل معها في حدود المستطاع وان تكون الأولوية أمام القادة الأفارقة لمشاكل اللاجئين الداخلية لأن العالم يتجاهل مأساة اللجوء داخل القارة، ولكن ما ذهبنا إليه هو ما عززته تحذيرات أوما أوباما، الأخت غير الشقيقة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية عندما حذرت من المبالغة في تقدير مشكلات اللاجئين في أوروبا دون مناطق أخرى في العالم تعاني من مشكلات اللاجئين. وردا على سؤال حول سبب رغبة الكثير من الشباب الأفريقي في السفر إلى أوروبا، وعن النهج الذي ينبغي أن تتعامل به أوروبا مع اللاجئين، قالت أوما: “معظم اللاجئين ليسوا في أوروبا، بل في القارة الأفريقية. في شمال كينيا هناك مخيم داداب، حيث يعيش نحو نصف مليون لاجئ. أين يوجد في العالم مثل هذا العدد؟”

إذن في اليوم العالمي لهم لابد يكون التعامل مع الظاهرة حيثما وجدت في أي مكان في العالم دون تمييز فالمأساة الإنسانية واحدة.

ولابد من أصوات قوية تعيد التوازن مثل صوت شقيقة أوباما المقيمة في ألمانيا والتي أسست العام 2011 مؤسسة “ساوتي كو” (أصوات قوية) المعنية بتنمية الأطفال والشباب.