نور الدين مدني

كلٌّ ميسرٌ لما خُلق له


*أجمل التهاني وأطيب الأمنيات للناجحات والناجحين في امتحان الشهادة السودانية بمختلف نسب الدرجات التي حصلوا عليها‘ والتهاني موصولة للأمهات والآباء والمعلمين والمعلمات‘دون أن ننسى الذين لم يوفقوا في الحصول على نتائج تؤهلهم/ن للدخول للجامعات والمعاهد العليا.
*ينبغي الا تنسينا فرحتنا بالناجحين والناجحات أولئك الذين لم يوفقوا في النجاح هذا العام‘ بل لابد أن نقف إلى جانبهم ونتعرف على أسباب حصولهم/ن على هذه النتائج الضعيفة‘ ونشجع الراغبين على الاستمرار في الدراسة الأكاديمية ومساعدة الذين لديهم مواهب وقدرات أخرى وحسن تنميتها لصالح مستقبلهم/ن.
*للأسف نظرتنا للتعليم مازالت تقليدية ومقاييسنا للنجاح مازالت قاصرة عن تلبية المتغيرات والمستجدات التي أحدثت تحولاً نوعياً في مسار التعليم والتأهيل والتدريب وبناء القدرات.
*لم يعد التعليم الدراسي بمساريه العلمي والأدبي يشبع الحاجة الحقيقية لمتطلبات العمل والحياة العامة‘ ولم تعد الوظائف التي كانت محل تقدير المجتمع متيسرة وغير مجزية مادياً‘ في ظل اهتمام زائد بالأعمال الحرة الزراعية والصناعية والفنية والتجارية.
*للأسف تراجع الاهتمام بالمناهج العملية والتطبيقية التي كانت موجودة في مدارسنا في الوقت الذي اتجه فيه العالم أجمع نحو هذه المناهج وعمل على توفير كل المعينات اللازمة للتدريب عليها‘ إبتداء من مرحلة الأساس وتستمر بجرعات مختلفة حتى مرحلة الجامعة ليتخصص كل حسب قدراته ومواهبه وميوله.
*آن الاوان لإعادة الاهتمام بالمناهج العملية والتطبيقية وتشجيع فتح المعاهد الزراعية والصناعية والحرفية‘ وحصص التدبير المنزلي .. لفتح مجالات أرحب لاستيعاب الأبناء والبنات وتنمية قدراتهم/ن ومهاراتهم/ن المختلفة.
*مرة أخرى نحيي كل الناجحين والناجحات ونتمنى لهم دوام النجاح والتوفيق في مستقبل حياتهم/ن الدراسية والعملية‘ وفي نفس الوقت لابد من فتح طاقات الامل للآخرين بدلاً من إحباطهم/ن وتثبيط همتهم/ن.
*دعوا كل الأزهارالبشرية تتفتح في المناخ المناسب الذي يهيئ لهم/ن فرص النجاح في مستقبل أيامهم/ن امتثالاً لقول الرسول الكريم محمد بن عبد الله : “اعملوا فكلٌّ ميسرٌ لما خُلق له” .. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.