تحقيقات وتقارير

جنوب السودان… استحالة ترميم الشرخ الاجتماعي والسياسي


كثيرة هي الانشقاقات التى طالت الحركة الشعبية فى جنوب السودان، كجسم سياسي وعسكري ولكن ما وقع فى التاسع من يوليو فى العام 2013م هو بالطبع أكبر من انشقاق، خاصة وأن الأزمة خرجت من قالب السياسة والمصالح الى دائرة العنف والعنف الغريب والذي بلغ درجة الاعتداء على النسيج الاجتماعي ودخلت القبائل فى الحرب بلا هوادة.

مجموعة من النشاطات السياسية تحاول هذه الأيام رتق النسيج السياسي والاجتماعي للحركة الشعبية ولكن يبدو ان ما انكسر من الإناء الصيني لا يمكن أن يعود كما هو وإن عاد فإن العمليات الجراحية لن تنجح فى إزالة التشوهات وتجاعيد الحرب.

عودة سلفا للجنوب
علمت (الصيحة) من مصادر مطلعة أن الرئيس سلفاكير عاد للبلاد أمس الأول من جنوب افريقيا وذلك عقب مشاركته فى قمة الاتحاد الافريقي التى بحثت أوضاع جنوب السودان فى جوهانسبيرج.

وقالت المصادر إن سلفا مكث بعض الوقت في جنوب افريقيا للاطمئنان على صحته فى إحدى مستشفيات جنوب افريقيا وتشير المتابعات أن الرئيس سلفا انخرط فى اجتماعات مكثفة مع مجموعة العشرة وذلك بغرض توحيد الحركة الشعبية والبحث عن مخرج لأزمات البلاد.

باقان وسلفا وجها لوجه
وفي السياق كشف راديو تمازج أمس عن لقاء سري جمع الرئيس سلفاكير ميارديت بالأمين العام السابق للحركة الشعبية باقان أموم فى جوبا وذلك للدخول فى مشاورات مكثفة تفضي الى إنهاء الأزمة فى جنوب السودان.

وتفيد مصادر (الصيحة) بأن الاجتماع يهدف الى وضع النقاط فى الحروف لما تم من اتفاق فى مدينة أروشا التنزانية، وأبلغ باقان أموم الرئيس سلفاكير بحسب المصادر بإمكانية توحيد الحركة الشعبية وطالب باقان الرئيس سلفا بتقديم بعض التنازلات من الطرفين سواء الحكومة او جناح المعارضة وذلك بغرض تقريب وجهات النظر فى المرحلة المقبلة.

وتفيد متابعات (الصيحة) أن جولة المفاوضات المقبلة ستكون بمثابة خاتمة التفاوض للنزاع الجنوبي الجنوبي وحينها ستمضي القضية الى منصات الأمم المتحدة ومجلس الأمن حال فشل جولة الخامس من سبتمبر المقبل.

اجتماع آخر فى نيروبي
وفي الوقت نفسه عقد رئيس المعارضة الجنوبية د.رياك مشار اجتماعا آخر فى نيروبي مع الرئيس التنزاني حول جهود تنفيذ اتفاق توحيد الحركة الشعبية في تنزانيا وقال الناطق باسم الحركة الشعبية في المعارضة مناوا بيتر إنهم ملتزمون ببنود اتفاق أروشا ولكن أبدوا عليها بعض التحفظات قالوا إنهم سيناقشونها فى حينها

وتأتي جهود تنزانية متزامنة مع مايجري من مفاوضات لمنظمة الإيقاد فى أديس أببا وفي الوقت ذاته اشترط دينق ألور فى حوار نشرته صحيفة الموقف الجنوبية عودة باقان أموم كأمين عام للحركة الشعبية كشرط أساسي فى توحيد الحركة الشعبية الأمر الذي أثار ردود أفعال غاضبة من قبل المعارضة الجنوبية وبعض تيارات داخل حكومة الجنوب.

وانبرى العضو البرلماني بحكومة الجنوب د.اتيم قرنق فى الرد على حوار دينق ألور ووصف حديث ألور بأنه صك منحه لباقان وأشار أتيم الى أن باقان ليس هو الشرط الذي سيوحد الحركة وانتهى فى وصفه للأزمة بأنها صراع كتل ومصالح داخل الحزب ستنتهي الأزمة متى ما انتهى ذلك الصراع.

استحالة العودة
وحدة الحركة الشعبية تبدو – وفقا لمعطيات الواقع – أشبه بالمستحيل، وذلك لأن الحركة الآن ليس فى وجود باقان أموم أو عدم وجوده وإنما يتمثل فى عامل ثقة كبيرة وفجوة أصابها ما أصاب من حروب ونزوح وقتل بلغ مرحلة خصي الأطفال وقتل الناس على أساس قبلي وعرقي هذه الأشياء جميعها ستحول دون توحيد الحركة الشعبية على المدى القريب.

ومن المعلوم أن توحيد باقان أموم ومجموعة السبعة مع حكومة الجنوب لا يعنى توحيد الحركة الشعبية خاصة أنها انقسمت الى تيارات عديدة منها عسكرية وسياسية ولا ينسى الناس أن الفجوة بين القبائل المكونة للجنوب أصبحت كبيرة من جهة الدينكا والنوير والشلك فقط ودخلت قبائل المنداري أيضا فى صراع جديد مع بعض مليشيات الحكومة فى جوبا الأمر الذي يعقد أي عملية تقارب بين قيادات الحركة الشعبية.

مايكل مكوي فى المشفى
بعد أن عاد الرئيس سلفاكير من جنوب افريقيا مطمئنا على صحته نشرت مواقع صحفية أمس تابعة لجنوب السودان أن وزير الإعلام الجنوبي مايكل مكوي يرقد طريح الفراش فى مستشفى كنياتا بالعاصمة الكينية نايروبي وتفيد المصادر أن مكوي نقل من جوبا بعد تعرضه لارتفاع حاد فى الضغط.

وكشفت نائب وزير الإعلام في جنوب السودان راشيل نياداك، في تصريحات صحفية أمس بعد جلسة مجلس الوزراء أن وزير الإعلام ، مايكل مكوي قد غادر البلاد الأسبوع المنصرم وذلك من أجل العلاج من مرض ملاريا. وأضافت راشيل أن مكوي سوف يعود في الأيام القادمات بعد أن يتحسن حالته الصحية الذي يعاني منها، وربطت راشيل مرض مكوي بسفرياته وكثرة الأعمال، وكان مكوي غادر جوبا الى العاصمة الكينية نيروبي الأسبوع الماضي.

اغتصاب الأطفال
ما نشرته اليونسيف من تقارير حول تعرض أطفال جنوب السودان للخصي والقتل أثار ردود أفعال واسعة داخل الأوساط الجنوبية وشن عدد من الناشطين فى حقوق الإنسان والأطفال هجوما عنيفا على اليونسيف نفسها وقالوا إن اليونسيف ليس دورها أن تعكس فقط الأحداث وتكتفي بكتابة التقارير حول الجرائم وطالبوا اليونسيف بالاضطلاع بدورها واتهم اليونسيف بعدم احترام الهدف الذي تأسست من أجله وقالوا لماذا لا تتحرك لإيقاف قتل واغتصاب وخصي الأطفال فى جنوب السودان.

ماوقع من خصي للأطفال بالطبع سيمتد تأثيره عميقا ما بين القبائل والملشيات التى أصبحت تقتل وتنهب من أجل التشفي بالأطفال والنساء عندما تستولى قبيلة على مناطق الأخرى، وهذه الأشياء هي التى تجعل إمكانية إعادة نسيج الحركة الشعبية من الاستحالة بمكان.

صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. لو كنت ياسلفاكير سمعت رأي السعودية عنك في احدي الوثائق المسربة بيقولوا انك تتخبط وتحارب الشمال وتفقد قواتك و والتخبط في قرارتك هذة قالوا ماكويس مع الشمال السوداني وقالوا انهم لايستبدوا ان رياك مشار يعمل انقلاب ويأخذ الحكم منك لانوا من النوير القبيلة الشرسة في القتال؟واحتمال السعوديين اتمنوا رياك مشار حاكم للجنوب ؟والمصدر

    https://wikileaks.org/saudi-cables/doc103734.html