ضياء الدين بلال

ويكيليكس.. رب ضارة نافعة!


في كل الوثائق التي اطّلعتُ عليها، منسوبة للخارجية السعودية، وأوردها موقع ويكيليكس؛ لم أجد ما يسيء للمملكة كدولة.
بعضها القليل يسيء لأفراد وجهات ودول، ظلَّت تعرض خدماتها بصورة فيها كثير من الخفة غير المحببة وغير المحترمة.
توجد مؤشرات قوية، تُرجِّح وجود وثائق مزورة، تم تسويقها ضمن الوثائق الأصلية؛ حتى الأخيرة في أغلبها مكاتبات ديوانية عادية، ليس فيها من الجدة والإثارة سوى وضعها تحت عنوان ويكيليكس!
رغم كل ذلك، لا بد من إشارات ضرورية، يُستفاد منها لتحقيق مصلحة عامة لجميع الأطراف.
في عالم اليوم، لم تعد مساحة الأسرار بذات السعة التي كانت عليها من قبل، ما هو مصنف ضمن الأسرار اليوم قد ينتقل إلى العلن في أية لحظة، أو عند أي منعطف، فكل ما يكتب ويقال يجب أن يضع فاعلوه في الاعتبار إمكانية أن يصبح مشاعاً للجميع، وخارج أضابير التأمين السرية.
الإحساس باحتمال الكشف والخروج للعلن، سيرفع درجة المسؤولية الأخلاقية في كل التعاملات، خاصة التي يُراد لها أن تكون ضمن الأسرار.
على حكومتنا وأجهزتها المختصة، أن تضع ضوابط صارمة، تمنع استغلال المناصب الرسمية، لإنجاز مهام خاصة، حتى ولو كانت ذات صلة بالعلاج، لأن في ذلك منفذاً قد يجلب ما لا يسرنا!
ما أعرفه على الأقل، أن معظم المناصب الرفيعة في الدولة – وزارية أو ولائية – لها تأمين صحي كامل داخل السودان وخارجه، فلا يليق استجداء أي جهة خارجية لتوفير علاج لمسؤول.
هنالك ما هو متعلق بنا، في عالم الصحافة؛ فمن الواضح والطبيعي أن السفارات ترصد وتتابع كل ما يُكتب في الصحف، وتتخذ من الصحف مصدراً رئيسياً للمعلومات التي تمد بها حكوماتها.
هذا يلقي علينا مسؤولية أكبر، في تجويد الخدمة التحريرية التي نقدمها، بحيث يتم التحقق من كل معلومة تنشر عبر الصحف، حتى ولو في الزوايا الضيقة بالصفحات الداخلية، ولا تُنشر إلا بعد مراعاة أنها لا تلحق ضرراً بالمصلحة العامة.
قبل فترة، أُثير على نطاق واسع، أن قرار إسرائيل توجيه ضربة عسكرية للتصنيع الحربي في اليرموك، جاء بناءً على معلومة صغيرة، وردت في إحدى الصحف المحلية، وعلى المعلومة – بغض النظر عن صحتها أو خطأها – تم تأسيس قرار توجيه الضربة.
وقبل سنوات، نُشِرَ خبر صغير في إحدى الصفحات الداخلية بصحيفة زميلة، قيل إنه تسبب في إلحاق خسائر كبيرة بصادر الثروة الحيوانية ذلك العام.
أما في الجانب الآخر نجد أن الوثائق الأخيرة، ربما تتيح فرصة موضوعية للسفارات، لأن تراجع صحة طرقها وسلامة مصادرها في الحصول على المعلومات، التي تقدمها لدولها وتُبنى عليها سياسات، وتُتخذ على إثرها قرارات.
كثير من الوقائع السيئة تحمل في داخلها فرصاً لاكتشاف ما يفيد وينفع.


‫2 تعليقات

  1. ليست من الضرورى ان تكون عميلا كى تخدم عدوك . يكفيه ان تكون غبياً

    1. والسودان مليء بالأغبياء الذين يجعلهم الأعداء مطية لمآربهم الشريرة