تحقيقات وتقارير

فرقاء الجنوب بعد عودة باقان… تحركات لتضميد الجراح


من المتوقع أن يلتئم قريباً بالعاصمة الكينية نايروبي اجتماعاً مشتركاً بين فصائل الحركة الشعبية بدولة جنوب السودان، بحضور رئيس الجمهورية سلفاكير ميارديت وقائد المعارضة المسلحة د.رياك مشار، وزعيم مجموعة العشرة (G10) الأمين العام السابق للحركة باقان أموم، قائد تيار المعارضة المدنية، بغرض تنفيذ مخرجات مؤتمر أروشا الذي انعقد في أواخر يناير الماضي وكيفية توحيد فصائل الحركة الشعبية.
“نحن نريد السلام الآن، كفاية عمليات القتل التي لا معنى لها”، تلك العبارة كتبها باقان أموم على حائط صفحتة على “الفيس بوك” قبيل عودته إلى جوبا بأيام قليلة، بالأمس أعلن مجلس التحرير الوطني بدولة جنوب السودان عن عودة الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم إلى منصبه، وقال المجلس بعد اجتماع استمر لأربع ساعات برئاسة الرئيس سلفاكير ميارديت ـ وفقاً لإذاعة (فويس أوف أمريكا) ـ أن المجلس قرَّر إلغاء قرار فصل باقان أموم من منصبه، وقال الناطق باسم الحركة الشعبية أكول بول في حديثه للصحفيين بجوبا أنه لم يبق إلا إجراءات فنية ليضطلع أموم بمهامه الرسمية كأمين عام للحركة الشعبية، معتبراً أنها خطوة نحو توحيد الصف، في وقت أبلغت مصادر رسمية عشية أمس أن أموم أدى القسم أمام رئيس الجمهورية سلفاكير وباشر مهامه في منصب الأمين العام للحركة الشعبية؛ حيث نقلت شاشات التلفزة ووكالات الأنباء والمواقع الإسفيرية نبأ عودة الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم إلى العاصمة الجنوبسودانية جوبا أمس الأول الإثنين، في بادرة لتضميد الجراح ووقف نزيف الدم، بل تمضي الأخبار ألى أنّ مقررات مؤتمر أروشا (في تنزانيا) القاضية بإعادة توحيد صف الحركة قد بدأ تنزيلها إلى أرض الواقع، ويُعتبر وصول باقان ودينق ألور كوال وآخرين إلى جوبا مفتاحاً للحل، ويغادر هؤلاء إلى كينيا وهناك يلتقون بأقطاب الحركة الآخرين، سلفاكير ومشار، ولعل المتابع لمجريات الأوضاع في جنوب السودان يلحظ إنهاك أطراف الأزمة من الحرب التي اندلعت عشية الخامس عشر من ديسمبر 2013م، ولم تفلح وساطة الإيقاد في إطفاء نيران الحرب المشتعلة رغم الجولات العديدة والوساطات المتعددة، وامتدت الحرب على نطاق واسع في بلاد الأبنوس، وأفرزت نزوحاً ولجوءً على نطاق واسع، وينظر الجنوبيون بعين الأمل إلى تحركات محبي السلام لتضميد جراحهم ورأب الصدع بين قادتهم، وتبرهن حفاوة الاستقبال التي حظي بها باقان أموم لدى عودته لجوبا أمس الأول درجة التطلعات التي يتوق لها الإنسان الجنوبي، عودة باقان تأتي في ظل متغيرات جديدة وأوضاع بالغة التعقيد وأقصى درجة للتناحر وصل لها فرقاء الأزمة في جنوب السودان؛ فالصراع أنهك الطرفين “سلفاكير – مشار”؛ فالاول يعاني من تدهور حالته الصحية وتفاقم الأزمة الاقتصادية وتساقط المدن المُنتِجة للنفط من يديه، كما أن الثاني ـ أي مشار ـ يواجهه أزمةً أخرى لا تقل عن الأول، وقد وصل الطرفان إلى نتيجة مأساوية، وينظر المراقبون إلى أن تلك الأوضاع يمكن أن تُسهم بشكل إيجابي وتدفع الأطراف لتقديم تنازلات للوصول إلى حلول تُنهِي الأزمات، ولعل أحد مؤشرات التعافي أن جوبا أحسنت استقبال العائدين وكان على رأس المرحبين رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ولترحيب سلفاكير دلالات ورسائل تبعث على الأمل في طي صفحة الحرب وتجاوز مرارات الواقع الأليم.
نيروبي وتنزانيا على الخط
تأتي الخطوة تأكيداً لمعلومات وردت في “مؤتمر جنوب السودان وأثره على الأمن في الإقليم” الذي انعقد في أواخر الشهر الماضي بالخرطوم، بحضور خبراء من دول يوغندا وكينيا وجنوب السودان وبعض دول الجوار، وقتها تحدث أكاديمى يوغندي عن مبادرة تقودها نايروبي لتوحيد فصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان كحزب سياسي، ومن ثم التوجه لمعالجة تعقيدات الأزمة السياسية في جوبا. ووفقاً لما نقلته الزميلة “الجريدة” أمس، أن فصائل الحركة الشعبية تلتئم اليوم في اجتماع بنايروبي يضم “سلفاكير وباقان وأموم” من أجل تنفيذ جميع بنود اتفاقية أروشا الداعية إلى توحيد فصائل الحركة، وبحث سبل توقيع اتفاق سلام شامل قبل التاسع من يوليو، بينما انطلقت في جوبا اجتماعات مجلس التحرير للحركة الشعبية برئاسة رئيس الحركة الفريق سلفاكير ميارديت يوم أمس الأول ومن المقرر أن تنعقد اجتماعات المكتب السياسي أمس، وقال نائب رئيس المعارضة السلمية دينق ألور “للجريدة” إن رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت وافق على تنفيذ بنود اتفاقية أروشا بالكامل بما في ذلك عودة الأمين العام العام للحركة الشعبية باقان أموم، وإعادة توحيد وتنظيم الحزب، بجانب إنهاء الحرب والتوقيع على اتفاق سلام نهائي قبل التاسع من يوليو. ووصل الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم وعدد من أعضاء مجموعة المعارضة السلمية الذين يمثلون المكتب السياسي، لجوبا أمس لحضور اجتماع مجلس التحرير الذي أفضى لاستعادة باقان لموقعه، وبهذه الخطوة تكون مجموعة العشرة تجاوزت عملياً الانقسام وعادت إلى حضن الحركة الأم، ومن المحتمل أن يعودوا إلى نايروبي لحضور اجتماع بينهم ومشار قريباً.
وفي ذات السياق ذكر الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي باجتماعات أروشا أوكول بول، أن مجلس التحرير للحركة الشعبية بجمهورية جنوب السودان اجتمع برئاسة رئيس الحزب الفريق سلفاكير ميارديت من أجل استكمال اتفاق أروشا، وأوضح أن الاجتماع توصل إلى ضرورة عقد اجتماع للمكتب السياسي، بالإضافة إلى اجتماع ثانٍ طارئ بالقصر الرئاسي لمناقشة قضايا إعادة تنظيم الحزب ومسألة عودة المفصولين منه. ومضى قائلاً: “لن نقبل بأن يتم اختطاف الدولة والحزب من أية مجموعة، والحزب والشعب لن تأخذه أية مجموعة”، وتابع: “لقد قررنا أن تمضي سفينة السلام التي بدأت في التحرك ولن نقبل إلا أن تتوقف عند محطة د. رياك مشار من أجل السلام”.
مشروع اتفاق
عودة باقان وأدائه للقسم ومؤشرات لقاءت الفرقاء الجنوبيين بدءاً بتنزانيا ونايروبي وجوبا؛ تعطي عملية السلام دفعة قوية للأمام، وهي خطوة مهمة نحو الاستقرار والوفاق بالنسبة لحزب الحركة الشعبية وحكومة الجنوب، إلان أن تلك التحركات ستُواجَه بتحديات موضوعية، أبرزها إيقاف الحرب وإنهاء الاستقطاب الحاد الذي ضرب جسد الحكومة وما خلفه من تداعيات قادت إلى انقسام الجيش والمجتمع لهشاشة بنية الدولة ومؤسساتها وغياب مؤسسة عسكرية متماسكة. ويرى مراقبون ومهتمون بأزمة جنوب السودان، أن حل الأزمة يرتكز على ضرورة إجماع دولي يُفضِي إلى مشروع أو مسودة اتفاقية مكتوبة تقوم بإنهاء الخلافات بين الطرفين عبر الاستعانة بشركاء الإيقاد، بجانب جهة رقابية تُشرِف على تنفيذها”.

 

السوداني


‫3 تعليقات

  1. اهم شئ يهتموا لدولتهم وتعميرها ويتركوا غلهم وحقدهم على اهل الشمال خاصة هذا الفاقان .

  2. تاني الجنوب . قلنالكم سيبوا الجماعة ديل في حالهم .