حوارات ولقاءات

ربيع عبد العاطي: أنا رقيق لكن عندما أقوم بعملي أكون حرفياً وهناك من يعتقد أنني شخص قاتم


القيادي البارز في المؤتمر الوطني الدكتور ربيع عبد العاطي الذي شغل الناس في فترة بتصريحاته النارية, أكد لنا بانه يسير في درب السعادة رغم التحديات ويرى, أن السعادة والنبل والرضاء اشياء مطلقة يجب أن نسعى لنبلغها, وقال في هذا الحوار إنه لايذهب مكان الخطوط الحمراء إنما يدور في مداره , ربيع تحدث معنا بلغة شاعرية ما دفعني لاسأله هل جرب كتابة الشعر أم لا , وهل هو من أصحاب المنهج الواقعي, وهل السياسة فعلاً تشكل ورطة للممارس لها, وهل ظلم ربيع عبدالعاطي أم لا , هذه الاسئلة وغيرها ستجد إجاباتها داخل هذا الحوار ..

٭رمضان كريم؟

وأعاده الله علينا بالخير واليمن والسعادة والهناء.

٭من هم الذين يشكلون مثلث الحياة عندك؟

أمي ، فهي محور حياتي ثم رضاء الضمير، والزوجات والأبناء والأهل.

المربع؟

أعيش في مربع المبادئ والسلوك والوفاء دافعي ومحركي.

٭ أشعر من خلال حديثك أنك سعيد؟

السعادة, أعتقد أنني أسير في دربها رغم التحديات والسعادة والنبل والرضاء أشياء مطلقة, والأهم أن نسعى لنبغلها.

٭ هل تعني التحديات السياسية؟

ليس هناك تحدٍ منفرد، فالتحديات ترتبط ببعضها البعض فكلما حللت منها عقدة شعرت بطعم السعادة.

٭ لكن التحديات تخلق القلق؟

عند حدوث أمر سياسي ما أحلله وأنظر إليه وعندما تصدق التوقعات أشعر بالسعادة.

٭ إذن أنت مستبصر؟

توقعاتي تأتي وفقاً لمعطيات الواقع, ولا يمكن أن أحكم على غائب والواقع فيه كثير من الهنات والتشابكات والتقديرات الخاطئة, وهذا لا يعني أن ليس فيه صواب، نعم هناك محاولات إرضاء للبعض وهذا ما يجلب السخط.

٭ وهل شعرت في وقت ما بأنك محل سخط؟

أبداً، لم أشعر بذلك وأنا لا أتعامل مع الآخرين بحسابات الربح والخسارة.. لأن العمل العام يجب أن نؤمن فيه بالمبادئ والقيم ,ومن لديه فكرة يعمل على تنفيذها وهذا ما يقود إلى الجانب الايجابي, وحتى إذا شعر الواحد منا بعدم رضاء الآخر يجب أن لا يعيقه ذلك إنما يجب أن يكون مدعاة ليقترب أكثر.

٭ وهل أنت قريب من الناس؟

مازلت قريباً من الناس .

٭ حتى خصومك السياسيين؟

ليس بيني وبين أحد خصومة .

٭ وهل لديك خطوط حمراء؟

أنا أصلاً لا أذهب إلى مكان الخطوط الحمراء.. أدور في مداري ولا أتجاوز هذا المدار لأنني أؤمن أن لكلٍ مداره بمثل ما أؤمن أن إزاء كل حرية قيد وإزاء كل قيد حرية.

٭ يبدو أنك منهمك هذه الأيام في القراءات؟

نعم، وقد صدر لي كتاب جديد بعنوان (السودان القواصم والعواصم) وهو نتيجة للتحديات التي جابهناها وإن لم نجابهها ونتغلب عليها وستكون هي القواصم.

٭هناك من يرى أن السياسة أكبر ورطة؟

السياسة في كل شيء وفي كل خطوة نخطوها, وحتى في البيت إذا لم تتبع منهجاً سياسياً في التعامل مع أبنائك هذا يعد قصوراً وإن لم تحدث النتيجة الإيجابية فلا تلومن إلا نفسك.

٭ هذا منهج الواقعي؟

استطيع القول إن النهج السياسي في التعامل مع الحياة هو النهج الواقعي, لأن الذي ليس له سياسة في التعامل مع قضاياه لا شك أنه عشوائي في تفكيره وتدبيره وسلوكه، وما من أمر عشوائي إلا وكانت نتيجته صفرية أو أقل من ذلك.

٭ هل جربت كتابة الشعر؟

لا، لكن كتبت النثر , نثراً يعالج المشكلات وينظر إلى اي أمر من الزاوية الموضوعية .. أنا لست بشاعر أهيم في وادي الخيال وأتمنى أن لا أكون ظالماً لأحد في ما كتبت وحللت.

٭ من يخاف أن يظلم يتمنى أن يكون مظلوماً؟

ولأن المظلوم دائماً هو الذي يعفو.

٭ وهل شعرت بانك ظلمت في المناصب؟

أبداً، أنا أركز على ما أفعل وفي أي مكان وأقول قولي دونما تردد ولكن لابد من تقديرات الزمان والمكان.

٭ هل أنت وسطي؟

أنا مع الأمة الوسط.

٭ يقال إن الذين يعيشون في الوسط تضيع عليهم الفرص؟

هذا غير صحيح لأنك عندما تكون في الوسط ترى البداية والنهاية وهذا يقودوني إلى كتاب مهم ومرجعي ( بداية المجتهد ونهاية المقتصد).

في كل إجابة أشعر بأنك سعيد هل أنت في انتظار شيء ما؟

لا، فأنا مع القول المأثور إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لاخرتك كأنك تموت غدا.. لكن بشرط أن تُقرأ العبارة في سياقها الكامل هل تتحرك في المساحات الواسعة؟

أحب المساحات الواسعة وأحب الجلوس مع الناس وأحب البساطة في كل شيء.

٭ ما الشيء الذي لا تحبه؟

لا أحب المتجبر والمتكبر.

وهناك من يرى أنك متكبر؟

الناس مجرد أن تجلس وتتحدث معي تنجلي لهم الصورة وتتضح لهم حقيقة أمري.

نسمع عن السياسي الخشن هل أنت سياسي رقيق؟

أنا رقيق لكن عندما أقوم بعملي أكون حرفياً وهناك من يعتقد أنني شخص قاتم وجاد والذين تعاملوا معي يعرفون طبعي جيداً.

٭ هل المؤتمر الوطني تغير؟

أعتقد أن المؤتمر الحالي هو ليس ذاك الذي بدأنا به وهذا حال الدنيا تضيق للتسع والمؤتمر الوطني كان طريقاً للبعض لذا يجب على السابقين الأولين إدارة الدفة جيداً حتى لا ينفلت الأمر ويصبح أعاليها سافلها.

أشعر بأنك أصبحت بين أمرين؟

أنا دائماً ما أصر على أن أكون بالداخل، وأفضل الوفاء وتحمل الأخطاء والصبر.

من هو معلمك؟

تعلمت من حسن مكي وأحمد عثمان المكي.

٭ و من هم تلاميذك؟

كثيرون منهم عبد الحميد موسى كاشا وأحمد هارون وأما الوزراء فحدث ولا حرج.

حوار :مصعب محمد علي- اخر لحظة