تحقيقات وتقارير

(سبعة أيام) في رحاب (الأمهرية) والنهضة الأثيوبية..النمر الأفريقي.. قادم بقوة


كنت ضمن وفد إعلامي سوداني تمت دعوته من الخارجية الأثيوبية لزيارة أثيوبيا؛ وليقف شاهداً على خطوات النهضة والتنمية في هذا البلد الذي أصبح مثالاً يحتذى في الاستقرار السياسي والاقتصادي؛ ما جعل أنظار العالم تتجه اليه وتلصق به صفة (النمر الأفريقي).
أكملنا (سبعة أيام) في رحاب الزهرة الجديدة؛ قسمناها بين زيارة سد النهضة ومشروعات البنية التحتية بالعاصمة؛ وكان احتفاء أديس بنا عظيماً شعباً وحكومة؛ حتى الطقس البارد وزخات المطر كأنما كانت تحتفي بنا على طريقتها.. رحلة نسقتها السفارة الأثيوبية في الخرطوم وتولتها الخارجية الأثيوبية؛ حفلت ببرامج جاد وضاغط.. وفيما يلي نلقي بعض الضوء على الزيارة التي ستظل عالقة بجدار الذاكرة.

زامو مع الوفد الإعلامي في الخرطوم

الزيارة الى أثيوبيا لم نكن نتوقع أن تكون بكل هذا التنسيق بين الجهات الأثيوبية المختلفة؛ قامت الخارجية الأثيوبية وعبر سفارتها بالخرطوم بتقديم الدعوة لوفد من الإعلام السوداني؛ هي الثانية التي يقوم بها صحافيون ليوثقوا للنهضة الأثيوبية ويشهدوا على مشروعات التنمية التي قامت في تلك البلاد..
قبيل السفر الى أديس التقى الوفد بالسفير الأثيوبي بالخرطوم (عبادي زامو)؛ وقدم السفير من خلال اللقاء سرداً لتفاصيل برنامج الرحلة فأيقنا منذ الوهلة الأولى أن الزيارة محتشدة بالبرامج.. خلال اللقاء عرفنا رفقة السفر من الزملاء الأعزاء؛ فكان الوفد الإعلامي يضم عدداً غير قليل من رؤساء التحرير ونوابهم وكبار الكتاب.
منذ أن وطئت أقدامنا مطار أديس أبابا واجهنا برنامج ضاغط أشرفت على تنفيذه الخارجية الاثيوبية بواسطة موظفيها.. لكن برغم ضغط اللقاءات والزيارات؛ إلا أن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة منحنا الإحساس بأهمية الزيارة وبثت فينا الرغبة المتزايدة في انجاح الزيارة.

المستشار على رأس التنسيق الإعلامي

الشاب خالد ثابت المستشار الإعلامي للسفارة الأثيوبية بالخرطوم؛ كان مستشارية متحركة لكل الوفد الإعلامي بأرض (الحبشة)؛ فهو مهندس الرحلة الذي قدم الدعوات؛ ورسم ملامح البرنامج مع السفير الأثيوبي وكان حلقة الوصل بين الوفد والخارجية الأثيوبية.. ثم نال سبق تنفيذ البرنامج عندما رافق الوفد في كل حركاته وسكناته؛ إجادته للأمهرية والإنجليزية أتاحت لنا النظر الى أثيوبيا بعيون سودانية تدرك ماذا تريد.
نحن كوفد إعلامي زائر ننظر الى الزيارة بأنها حققت أغراضها؛ من خلال توفر المعلومات؛ فخلال هذه الأيام السبع تأكد لنا أن أثيوبيا قادمة بقوة لريادة القارة الأفريقية اقتصادياً وتنموياً؛ فقد توفرت الإرادة عند قيادتها وتعاظمت العزيمة عند شعبها.
من توصيات الزيارة إنشاء (مجلس تنسيق إعلامي مشترك للإعلاميين في البلدين)؛ من أهدافه الإسهام الفاعل في تسارع وتنامي العلاقات بين البلدين؛ وتسهيل مهام الإعلاميين الذين يعول عليهم الكثير في التعريف بمستقبل البلدين وتشابههما في الثقافة والتأريخ ومكونات الإنسان.
نقول ان وجود مجلس تنسيقي للإعلام بين الدوليتين يسهم في أتاحة فرص التدريب؛ ويقدم فوائد متسارعة في تسهيل عمل الإعلاميين بين الدوليتين.

النمر الأفريقي .. قادم بقوة

أثيوبيا بلد قادمة بقوة الى ريادة القارة الأفريقية كما ذكرنا اقتصادياً وربما سياسياً؛ واعتمدت في ذلك على اقتصاد غير نفطي هو اقتصاد زراعي ريفي؛ لكنها برغم شح الموارد أقنعت انسانها بضرورة الاستقرار والوحدة الذين كانا عاملا جاذباً لأموال استثمارية أجنبية وسبباً محوريا في (حج) الاسثمار الى أثيوبيا؛ الاستثمار الأجنبي أصبح بذرة النما والتطور في هذا البلد الأفريقي الصاعد.. وسرعان ما بدأت ملامح النهضة في الظهور؛ بعد أن حقق الاقتصاد معدلات نمو واضحة بشهادة المؤسسات الدولية.
وظهرت ملامح المدينة الحديثة في أديس وبعض المدن الكبيرة؛ بعض مرافقينا قالوا أن من رأى أديس خلال الـ (4) سنوات الماضية؛ ورآها الآن فإنه لن يصدق ما شهدته من تنمية وعمران خلال هذه المدة القصيرة.. فقد نجحت الدولة الأثيوبية في إدارة الإستثمار الأجنبي؛ وأحسنت التعامل مع الضريبة القومية وتوظيفها فيما تستحق؛ فحصدت مشاريع نماء كبيرة في العاصمة والولايات.. والناظر الى مشروعات البنى التحتية التي سنتحدث عنها في مكان آخر من هذه الصفحة؛ يعرف لماذا أقدمت بعض التقارير الاقتصادية العالمية بتسمية أثيوبيا بـ (النمر الأفريقي القادم بقوة).

زيارة الوفد الإعلامي في الميديا الأثيوبية

إهتمام غير مسبوق وجدته زيارة الوفد الإعلامي السوداني التي استمرت سبعة يوم تقسمت بين العاصمة أديس وبين زيارة سد النهضة على الحدود الأثيوبية السودانية..
الإهتمام كان واضحاً في الجانب الرسمي؛ حيث احتفى وزراء الإعلام والثقافة بالوفد؛ وجاءت قمة الإحتفاء بلقاء السيد هايلي مريام ديسالين رئيس وزراء أثيوبيا بمقر رئاسة الوزارة بالوفد الإعلامي السوداني؛ ودار بين الجانبين حديثاً عكس عمق الصلات بين السودان وأثيوبيا.. ديسالين أكد للإعلاميين دور أثيوبيا على الدوام في ضرورة الإسهام في خلق استقرار سياسي في السوداني لذلك هي مع الحوار الوطني الذي دعا له السيد رئيس الجمهورية عمر البشير.
أيضاً الإهتمام بالوفد الإعلامي الزائر ظهر في الإحتفاء الكبير بالزملاء أعضاء الوفد في وسائل الإعلام الأثيوبية؛ ووجدت كل أنشطة الوفد تغطية شاملة من وسائل الإعلام الأثيوبي؛ وكان الصحافيون الأثيوبيون حاضرون لعكس زيارة الوفد للمواطن الأثيوبي.. لقاءات عديدة أجراها الزملاء مع التلفزيون والإذاعة الأثيبوبية وغيرها مع الصحافة والميديا في أثيوبيا.

الاقتصاد الزراعي و مبدأ (المواطن المنتج)

وزير الدولة للإعلام الأثيوبي أكد لدى لقائه للوفد بفندق الشيراتون أن الإعلام الأفريقي مطلوب منه أن يعكس ما تم من أنشطة ومشروعات أكثر من غيره.
وقال بانسبة لنا نؤمن باستمرار التنمية تماماً كما نؤمن بالديمقراطية وحرية الفرد وحقه في أن يعيش في سلام مشاركاً الآخرين دون أن ينقص ذلك من حقه شيئاً.
وزير الدولة للإعلام الأثيوبي عزا النهضة الأثيوبية الى إعتماد الحكومة قاعدة الاقتصاد التي تبدأ بالزراعة؛ وكيف استطاعت أثيوبيا من مضاعفة الإنتاج وزيادته باعمال مبدأ (المواطن المنتج)؛ وقال ليس لأثيوبيا رأس مال كبير لكن لديها ثروة بشرية تمكنت من حسن ادارتها؛ وقطع بأن السياسة الأثيوبية تقوم على تحقيق التنمية والقضاء على الفقر (العدو الأول)؛ وحول سد النهضة أشار الوزير الى أنه لا يضر الآخرين وهدفه الاستفادة من توليد الكهرباء دون الاضرار بدول الحوض.
وأكد ان السياسة الأثيوبية الخارجية تقوم على مبدأ التعايش السلمي؛ تعمل أثيوبيا مع القادة الأفارقة لتنمية القارة واستدامة السلام؛ وتتعاون مع محيطها في رفض (المحكمة الجنائية)؛ التي تنتقي رؤساء أفريقيا من بين دول العالم أجمع.. وأشار الوزير الى الدور المتعاظم لأثيوبيا في المحافل الدولية؛ وقال أرسلنا جنود حفظ السلام الى أكثر من دولة فهناك بعثة السلام في (بورندي – ليبريا – بورندي – أبيي – وبعثة ضد الايبولا).
حفاوة وزير الدولة للإعلام الذي التقانا رسمياً في فندق الشيراتون جعلته يقدم لنا الدعوة للعشاء في أحد المطاعم الشعبية بأديس؛ وشهد الوفد ليلة ثقافية تراثية تقليدية ضمها مسرح الفندق؛ وتغنى مطربوه ببعض أغنيات فناني السودان منهم الراحل الموسيقار محمد وردي والراحل الموسيقار سيد خليفة؛ ما يؤكد على متانة العلاقات بين البلدين.. قلت للوزير في ذلك السمر البرئ أن هذه الأغنية للموسيقار السوداني الراحل محمد وردي؛ فأكد لي ذلك وقال أن الموسيقار وردي كان صديقاً شخصاً لمطرب أثيوبيا الأول الراحل تلهون قسساي؛ وكم شهدت هذه الأرض الزيارات المتكررة لوردي.

بقلم : بخاري بشير- الوان


‫7 تعليقات

  1. اثيوبيا قادمة بقوة ….. الخ ، فقد توفرت الإارادة عند قيادنها ، وتعاظمت العزيمة عند شعبها ،، ان شاء الله عقبالنا وحتي اذا تغيرت القيادة إلأ يستوردوا لنا شعب ذو عزيمة من برا .

  2. هنا بجوكم الكرور والمرضي والعابرين للخارج لكن اسع اسأل اي حبشي شايف السودانيون وهمه كبيره

  3. ديل مس كرور ولا زباب ديل فقرا يسكنون في الارياف واثيبوبيا بلد كبيرة شعبيا. وكونه ياتوك هنا مش عيب بس العيب فيكم الكبريا والتنقطعه علي الفارق ماقادرين توفر صرف صحي في العاصمة والله بحر دار اجمل من عاصمتك وكل مدن السودان

  4. معليش يا بخاري لكنك محتاج لمراجعة اسلوبك , فالمقال خاوي من المعلومات تقريبا” …

  5. اين الأرقام يا رجل .. كلام انشاء فقط .!!!