فدوى موسى

مدد يا عبدو!


ضجت المواقع التواصلية والصحف بنبأ إعفاء مدير مياه الخرطوم كبادرة من بادرات البدء في تعاطي السيد الوالي الجديد مع ملف المياه بالولاية، والذي أصبح هاجساً أساسياً في يوميات مواطن الولاية.. الذي تحيطه الصعاب فيما يلي خدماته الأساسية من ماء، وكهرباء، ومواصلات، وتعليم، وصحة.. إلخ، ولكن مشكلة الماء لها ما لها من تأثير في مسيرة اليوم.. لكم أن تتخيلوا أن يصحو الفرد على عدم وجود الماء الذي هو عصب الحياة.. لسنا مع أو ضد أن يتأت مسؤول أو يذهب آخر، ولكننا مع تجويد الخدمات والشاهد أن مشكلة المياه في العاصمة في الفترة الأخيرة أصبحت هاجساً مزعجاً جداً، ولا نريد أن نكون دائماً في خانة المتشائمين ودعونا مرة نقول خيراً والوالي الجديد يعلن خطته «بعيداً عن النظر» لمشكلات المياه بالولاية في مرحلتين إثنتين ما بين أجل قصير إلى أبريل وطويل خلال عامين.. «ما بعيدة علينا فقد طوينا كثير جداً على الكثير من المعوقات بعشم الحل».. برر القرار على أعقاب الخطوات الإحتجاجية التي قادها المواطنين بالولاية في مواقع متعددة بالأحياء والمساكن.. ترى هل المشكلة الجذرية ستحل ويغلق هذا الملف على خير كبير، أم أن المعاناة تتجدد كما عهدناها في الصيف وعند الحوجة لهذه المياه.. فلو أنجز هذا الملف سريعاً حتى ينظر في الملفات التالية ويخرج الضيق الذي يعانيه المواطن للإنفراج.

الشاهد أن شبكات مياه العاصمة تعاني الكثير من الإخفاقات والقدم.. رغم أن هناك شبكات حديثة إلا أن التحميل على شبكات بعينها مع توسع وتمدد الرقاع السكانية يؤدي للمذيد من الإصلاح والتبديل والتوسع في إحلال الشبكات.. ولكم كان محبطاً لنا أن يكون وصف نظام إدماج فاتورة الماء مع الكهرباء «بأنه نظام إداري جيد لكنه لنظام عدم توفر الخدمة.. التي هي توفر المياه».. ويبقى التساؤل هل المشكلة في حد ذاتها بالبساطة التي يظنها البعض أم أن تشيعاً يخالط ما بين إداراتها وإمكانياتها وخططها ودراستها الميدانية.

الشاهد أن الخرطوم هي السودان مصغراً، وما زالت تتوسع تعداداتها السكانية فيها مقابل إيقاع بطيء لاستصحاب بعض هذه الخدمات الهامة.. «ترى هل هناك ظلم للمدراء المتعاقبين في إدارة هذا الشأن».. بدءً بالماء خدمة أساسية أولية إن لم توفرها الجهات المسؤولة فلا طائل لهذه المسؤولية.

آخر الكلام:

تعالوا نقول خيراً.. وننظر ببعض الأمل والتفاؤل وندعو للخروج من عنق زجاجة «الكتمة» الخدمية.. بالجد هناك إحساس عام بالخنقة دي.. «أها نقول العيد دا بنلحق نفرح بإمداد مائي ممتاز؟!».. «مدد يا عبدو»

مع تحياتي…