مزمل ابو القاسم

شرايين الحياة


* برر رئيس الوزراء الإثيوبي ديسالين تراجع استخدام بلاده لميناء بورتسودان بضعف البنية التحتية، ورداءة الطرق التي تربطهم بالسودان، مشيراً إلى أنهم لجأوا إلى خيارات أخرى، عبر موانئ جيبوتي وكينيا.

* كتبنا من قبل عن تخلف قطاع الطرق في السودان، ودوره السلبي في إعاقة التنمية، وإضعاف الاقتصاد، وذكرنا أن انحسار طول الطرق المرصوفة إلى سبعة آلاف كيلومتر فقط يكبل الإنتاج، ويضعف التنمية، ويصيب مساعي الدولة لتطوير الخدمات الأساسية في مقتل.

* علاوةً على تسهيلها لحركة البشر والبضائع، وإنعاشها للاقتصاد، وتسريعها لوتيرة التنمية، وتوسيعها لفرص الاستثمار، ودورها الإيجابي في المحافظة على الأمن، تعتبر الطرق المرصوفة من أهم مُمسكات الوحدة الوطنية، لأنها تمزج الثقافات، وتزيل العصبيات، وتقلِّل حدة المشاعر الجهوية.

* بالمثل يصعب بلوغ أي هدف تنموي من دون إحداث تطور نوعي في قطاعي الطرق والنقل.

* استوعب اليوغنديون تلك الجزئية فرصفوا طريقاً برياً، ربطوا به كمبالا بجوبا، وكنا أولى منهم بتعبيده، لأننا نمتلك طرقاً مرصوفة تصل حدودنا مع الجنوب، كان بمقدورنا أن نمدها، لتدخل عمق الدولة الجديدة، وتنشِّط التجارة بين البلدين.

* كذلك فعلت جيبوتي التي رصفت طريقاً برياً، ربط إثيوبيا بميناءٍ يستقبل معظم صادرات وواردات الأحباش، ليدرَّ مبالغ مقدرة، كان ميناء بورتسودان أولى بها، لأن جيراننا لجأوا إليه أولاً، قبل أن يدبروا عنه للأسباب التي ذكرها ديسالين، (وحاجات تانية حامياهم).

* إثيوبيا دولة (ريفية)، يعيش ثمانون في المائة من سكانها بعيداً عن المدن، ويمتهنون الزراعة والرعي، بدعمٍ مقدِّرٍ من حكومتهم، التي أدركت أهمية ذلك القطاع الضخم فدعمته، حتى أصبح يشكِّل عصب الاقتصاد الإثيوبي، بعكس ما يحدث عندنا، بزحف السكان على المدن، وهجرهم للأرياف، لينعكس ذلك سلباً على أهم قطاع اقتصادي، وأكبر كتلة منتجة في البلاد.

* كان بمقدورنا أن نربط الاقتصاد الإثيوبي باقتصادنا، بتوسيع الطريق البري، وتحسين مرافقه، وإنشاء شبكة سكك حديدية، تقلل كلفة النقل، وتكمل ما بدأناه في قطاع الطاقة، الذي يشهد مشروعاً طموحاً للربط الكهربائي بين البلدين.

* الحديث نفسه ينطبق على طريق الإنقاذ الغربي، الذي نرجو له أن يشكل شرياناً تجارياً يربط بلادنا بدول غرب أفريقيا، حال اكتماله.

* من الضرورة بمكان أن تستشعر الدولة أهمية قطاع الطرق، وتجتهد لمضاعفة عدد الكيلومترات المرصوفة، وربطها بدول الجوار، كي نستفيد منها تجارياً، وتصبح بورتسودان ميناءً لإثيوبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وجنوب السودان.

* كل جنيه ينفق في رصف الطرق سيدر علينا أضعافاً مضاعفة في الحاضر القريب والمستقبل البعيد، لذلك نرجو أن تنشط حركة بناء الطرق، وتتضاعف وتيرتها في كل أرجاء السودان.

* تعتبر الطرق المرصوفة (بمعايير دولية) من أهم معايير قياس مدى تحضّر الدول، لأنها تمثِّل شرايين الحياة، وعصب الاقتصاد، فمتى تحظى عندنا بما تستحقه من أهمية واهتمام؟


تعليق واحد

  1. يا خ من باب الذوق قل الاثيوبيون وليس الاحباش، ولكنها قلة الثقافة والجهل. عشان كده نصحك شبيهك الهندي عزالدين يترك هذا المجال الذي لا تجيده والتفرغ تماما لفيصل العجب وبلة جابر وعبده جابر وشتو كده جابر وعبدالله انجليزي… مين عبدالله انجليزي ده؟