أم وضاح

أحمد وحاج أحمد!!


الخطوة التي قام بها والي ولاية الجزيرة “أيلا” وهو يصدر قراراً (تاريخياً) بوقف استئجار العربات الاستثمارية لموظفي الخدمة العامة في ولايته، هي خطوة أحسبها من الخطوات الجادة والحثيثة لقطع دابر الفساد الذي استشرى في الخدمة المدنية وعطل كل مفاصل المؤسسات للدرجة التي جعلت المال العام عند البعض (مباح) وليست فيه شبهة حرام، وبعضهم بكل قوة عين ممكن يقول (ما نأكله ما مال الحكومة). وما قام به الوالي “أيلا” هي أولى خطوة له في (عش الدبابير) والرجل يكتشف كيف أن المال العام يهدر ويضيع، وكل من هبَّ ودبَّ استأجرت له الوزارات عربية وهو لا يحتاجها لأن سيادته لا يؤدي عملاً ميدانياً ولا يبذل حراكاً تساعده فيه العربة لسرعة الحركة والانتقال وأكثرهم من الذين تؤجر لهم هذه العربات هم موظفون قابعون في المكاتب لا يستخدمون هذه العربات إلا لتنقلاتهم الخاصة والعائلية، والأدهى والأمر أن بعضهم بلغ به (موت الضمير) أن يؤجر عربته لنفسه، يعني هو أصلاً يمتلك عربة خاصة به لكنه يؤجرها للوزارة أو المؤسسة التي يعمل بها ويخت قروشها في جيبه رغم أنه المستفيد الأول والأخير منها!! هذا هو الفساد الذي نتحدث عنه صباحاً ومساءً وكلما نفتح (خشمنا) يقولوا جيبوا الدليل وليس هناك دليل أكبر وأقوى من تطاول البنيان وامتلاك العقارات والسيارات لشخوص تولوا مناصبهم والواحد جاي (حافي حالق في الطريق الشاقي الترام)، فهل مرتبه يمنحه كل هذا البذخ والترف والأرصدة! الفساد يا سادة شجرة كبيرة بذرتها مثل هذه الممارسات القبيحة التي اكتشفها الوالي “أيلا”، وأظن أن الرجل وبهذه الطريقة سيكتشف المزيد الذي سيضع ولاية الجزيرة على طريق الخير والنماء، ولأن الخرطوم الولاية هي الأخرى لا تخلو من بلاوي سوداء لا أدري ما الذي يجعل واليها الجديد سعادة الفريق حتى الآن لا يصدر مثل هذه القرارات الثورية التصحيحية التي تجعلنا نشعر أن عهداً جديداً ستشهده الخرطوم تتعادل فيه كفتا الميزان عدلاً وشدة ورحمة وحزما، ولكن الشاهد أن السيد الفريق حتى الآن يتلمس الخطى في شنو ما عارفة! والخرطوم هذه لم يجئها منقولاً أو زائراً وهو الذي يسكنها ويعرفها عن ظهر قلب، لذلك يا أخي الوالي تجاوز عن محطة الإشادة بالوالي السابق دكتور “عبد الرحمن الخضر” لأنه إن كان حسن الأداء فنحن ننتظر منك الجيد، وإن كان جيداً فعليك ألا تقبل إلا بدرجة ممتاز، وسواء ذلك فإننا سندور في ذات الدائرة وتظل الخرطوم بمشاكلها ونواقصها وعيوبها، وما ذهاب دكتور “الخضر” إلا ذهاب أحمد ليحل محله حاج أحمد!!
* كلمة عزيزة
برنامج مثل برنامج (زول في الساحة) الذي تقدمه فضائية (النيل الأزرق) يستحق الإشادة والتصفيق لأنه من البرامج التي تكسر حاجز الرتابة والجمود وتقتحم أسوار التحدي، وفكرة خروج البرنامج في بث حي ومباشر تحتاج إلى كثير من الإعداد وكثير من المهارات الإخراجية التي أحسب أن طاقم المخرجين العاملين في الكواليس قد أجاد ونجح في إخراج البرنامج بشكل رشيق وجذاب فقط وهذا رأيي الخاص أن البرنامج ودون ذكر أسماء (لحساسية) ما سأقول لم يوفق في اختيار بعض الضيوف ليتأرجح مستوى المضمون ما بين العالي والمتوسط ودون المتوسط، لذلك أرجو أن يتم الاختيار وفق مضمون الشخصيات وما تحمله من تجارب وما قدمته للمجتمع، وخلونا من مجاملة (فلان وفرتكان أو شختك بختك) لسد الفرقة في اختيار المستضافين، فيما عدا ذلك البرنامج جيد، فقط أرجو أن يتم إشراك الجمهور بشكل أو بآخر لمزيد من الحيوية والتجانس!!
* كلمة أعز
في حلقة أمس الأول من (أغاني وأغاني) أدى الفنان “طه سليمان” أغنية (حنيني إليك) للفنان الكبير “محمد ميرغني” في غاية الروعة والإجادة، الغريبة أن “طه” جاء مكتمل الأناقة والالتزام والاحتشام، فيا “طه” هذا هو “طه” الذي نعرفه جمال صوت واحترافية أداء وشياكة، “طه” بتاع الحلقة الأولى لا بنعرفه لا دائرين نعرفه، رجاء أبقى كما أنت وعليك نعقد نواصي الطرب الأصيل.