منوعات

تحدت الظروف.. وقهرت المستحيل.. نبراس.. (سادسة) السودان التي كانت تدرس بـ(عين واحدة)!


ما زالوا بيننا أولئك الذين يتحدون الصعاب، من نراهم كمعجزة في زمن ولت فيه المعجزات، ما زالت ذاكراتنا تحتفظ بأسمائهم نقول من ورائهم، مروا وهذا الأثر، أشخاص أقدموا على خطوة أولى، منهم من صنع حرية شعب بأكمله، منهم من غيّر مجرى التاريخ، وهناك هيلين كيلر فاقدة السمع والبصر، رمز الإرادة وقد لقبت بمعجزة الإنسانية، ولكن بطلة قصتنا هذه المرة هي من أوائل الشهادة السودانية أحرزت المركز السادس مشترك بنسبة 96%، من مدرسة الحلفايا النموذجية بنات، تعاني من مشكلة في النظر، تقرأ بعين واحدة، ولا ترى بعد أن يسدل الليل أستاره، (السوداني) توجهت نحو منزلها لمعرفة تفاصيل قصتها ونجاحها.
معاناة نبراس:
بداية تحدثت لـ(السوداني) والدتها سعاد عبد الله الصديق موجهة تعليم الأساس بوحدة الصناعات شمال الجزيرة، قائلة إن نبراس أحمد محمد عبد العليم مولودة بقرية شبرا ريفي المسلمية، وأضافت: “في العام 2005 قدمنا إلى الحلفايا واستقررنا هناك، ونبراس هي الثالثة في ترتيبها بين أخواتها”، وتواصل: (في طفولتها وبعد أن صارت تمشي اكتشفنا أنها لا ترى بصورة جيدة فأحضرناها الخرطوم، وكانت نتيجة الفحوصات مياه بيضاء في عينيها، وأجريت لها العملية الأولى في عينها اليمنى وهي عمرها 3 سنوات وبعدها أجريت لها العملية الثانية بعد شهرين في عينها اليسرى، وتوالت العمليات)، وتضيف: (في البداية كان هناك تحسن ثم حدثت حالة التهابية في عينها اليمنى، والآن العين اليمين (ما فيها نظر)، أما اليسرى 4 من 6/10).
أمل موجود:
عن إمكانية علاج نبراس بالخارج تواصل والدتها: (والله الأمل موجود، والثقة في الله كبيرة، والطب تطور كثيرًا، ولدي مناشدة إن سمح المجال هنا أنا أناشد ولو لأجل ابنتي نبراس وزارة التربية والتعليم فأنا أوجه في منطقة بعيدة جدًا من الخرطوم، ويوميًا أذهب إلى منطقة الباقير، فأتمنى لو يتم نقلي إلى الخرطوم).
تفاصيل عزيمة:
نبراس معتمدة على نفسها، تأتي من المدرسة عند الساعة الثانية والنصف، مثابرة لديها عزيمة وإصرار وذكية، عندما تدرس تغطي عينها اليمنى وتقرب الكتاب من وجهها تقرأ بعينها اليسرى، لأنها لا ترى بعد المغرب، وبسؤالنا لها حول ذلك النجاح الذي حققته قالت: (لم أكن أتوقع أن أكون ضمن العشرة الأوائل بل المائة)، وتواصل: (سأدرس علم نفس.. فهو مجال أحبه جداً).
ثقة بالله:
عن طريقة دراستها تقول: (لأن الوقت ضيق ولا يسمح لي فأنا أقرأ درس اليوم باليوم، ومواد الحفظ أولاً، أما المواد التي تحتاج تركيز أعتمد فيها على الانتباه في الحصة أكثر، ومن مرحلة الأساس صديقاتي وأسرتي وأسرة المدرسة تساعدني)، وعن هواياتها تقول نبراس: (رغم ظروفي، أنا أحب القراءة والاطلاع)، أما عن عزيمتها في المواصلة رغم كل تلك الظروف فتقول: (ثقتي بالله كبيرة، وأنا واثقة من نفسي جدًا وأن الإعاقة من المستحيل أن تكون عقبة في طريقي، ولأسرتي دور كبير في دعمي)، نبراس في ختام حوارها معنا أرسلت رسالة لكل فاقدي الأمل قائلة: (خلوا ثقتكم بالله كبيرة وربنا لما يأخذ من إنسان حاجة، بيعوضه بما هو أحسن).

 

 

السوداني


‫2 تعليقات

  1. ربنا يوفقك ويحقق آمالك وتذكري معنى قول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عن ربه تبارك وتعالى ( من أخذت حبيبتيه -عينيه- وصبر فله الجنة) أو كما قال, فاصبري وإحتسبي وسيعوضك الله خيرا بمنه وكرمه.