صلاح الدين عووضة

خلي عندك شخصية !!


*وأبدأ بنفسي وأقول إنني أخذت نصيبي (الصحفي) من هذه النصيحة..

*أخذتها من أستاذنا إدريس حسن وهو يُطالبني بالاعتداد بنفسي في كل الأحوال..

*كان ذلك قبل أكثر من عشرين عاماً خلت…

*وحين جئت يوماً بحوار مع السفير العراقي – أيام صدام – شطب منه كل عبارات (سعادة السفير)..

*وتماديت في احترام شخصيتي- بعد ذلك – إلى حد مقاطعة أي مناسبة سياسية خاصة بـ(كبارات)..

*ففي بلادنا – كما كتبت من قبل- تجعل الجهات المنظمة من الصحفي (هلفوتاً!!)..

*وليس أدل على ذلك من (الهلفتة) التي يتعرض لها حتى كبار الصحفيين كل يوم..

*ثم لا يفعلون أكثر من احتجاج خجول على صفحات الصحف..

*فالمقاطعة – ولو إلى حين – مطلوبة في مثل هذه الحالة من أجل (الشخصية)..

*تماماً كما هو مطلوب التفرد بأساليب صحفية (خاصة) بعيداً عن التقليد..

*فالمقلد – مهما اجتهد – لن يصير مثل الأصل الذي يقلده..

*ولا يصير – في الوقت ذاته – (أصيلاً!!) يقلده آخرون..

*ومن الذين يحتاجون إلى أن (يخلوا عندهم شخصية) كذلك مغنُّو – ومغنيات – أيامنا هذه..

*فهم مقلدون – فقط – لأغنيات قديمة كان يصدح بها مطربون ذوو (شخصيات)..

*ومعروف – طبعاً – أن هنالك فرقاً بين المغني والمطرب وإن لم يكن مقلداً..

*فكانت النتيجة أن ذابت المعالم الفنية بين المغنين إلى درجة التشابه في كل شيء..

*بمعنى أنك إذا استمعت لأحدهم يغني – دون أن تراه – يصعب عليك تحديد (شخصيته!)..

*بعكس ما كان عليه الحال حتى وقت قريب..

*فالاستماع وحده كان يدلك على أن هذا مصطفى وذاك خوجلي وتلك عابدة..

*ولكن انعدمت الآن (البصمة) الصوتية التي تميز بين المغنين..

*وهذا هو سبب اللهث وراء التميز (الشكلي) عبر غريب الأزياء..

*ثم هنالك فضائيات بلادنا التي لم يعد لأي منها شخصية تميزها..

*فهي تقلد بعضها البعض في أشياء مُقلدة هي نفسها من الخارج..

*ولعل من أسخف مظاهر التقليد هذه بدعة (الالتفات) نحو الزميل أثناء قراءة الأخبار..

*وحين كان تلفزيون السودان (أصيلاً) – ذا شخصية – كانت متابعة النشرة متعة في حد ذاتها..

*ونختم بالسياسيين الذين ذابت شخصيات الكثيرين منهم في شخصية (أحدهم!!) جراء التقليد..

*فهم يقلدون طريقته في الخطابة (كربونياً) إلى حد استهلاك المفردات ذاتها..

*ومن ثم فنحن نفتقر إلى مثل المحجوب والأزهري والشفيع ..

*فقد كان لكل منهم شخصية (تهز وترز!!!).