جعفر عباس

لن نسكت على المساس بالعجرمة


لن أنسى ذلك اليوم التاريخي: يوم وصلت نانسي عجرم بكل أبهتها إلى منتجع شرم الشيخ لإحياء حفل جماهيري، فإذا بلصين حقيرين من أعداء أمتنا وأعداء الجمال يقتحمون غرفتها في الفندق (في غيابها!! كي لا تسيء الظن أكثر باللصين) وسرقوا مجموعة من العقود الماسية والأساور والسلاسل الذهبية وثلاث ساعات.
وبكل تواضع أقول أن هناك قاسما مشتركا بيني وبين نانسي هذه، ألا وهو أنني مثلها عندي ثلاث ساعات، ولكن الفرق ما بين ساعاتها وساعاتي هو ان ساعاتها مطعمة بالأحجار الكريمة بينما ساعاتي مطعمة بالأحجار الخسيسة اللئيمة (وأنا لا أعرف متى وكيف يستحق حجر لقب «كريم»!). أما الأمر الذي اختلف فيه مع العجرمية فهو أنني لا أعرف أين أجد ساعاتي الثلاث تلك، ذلك أنني ومنذ أن اقتنيت هاتفاً جوالا استغنيت عن الساعات لأن الهاتف مزود بساعة ومنبه وأنا مش ناقص «أعباء» كي ارتدي ساعة حول معصمي! مسكينة نانسي فربما كان هاتفها الجوال من الموديلات القديمة التي ليست بها ساعة، ولكن «نفسي» أعرف لماذا يحمل شخص ما ثلاث ساعات معه في سفرة واحدة! وهل الساعة المطعمة بالأحجار الكريمة والنبيلة تفعل غير ما تفعله الساعة التي اشتريتها من سوق شبردس بوش في لندن بعشر جنيهات إسترلينية؟ يعني هل مثلا تلتقط قناة سي إن إن وستار أكاديمي؟ أم أنها تقيس ضغط الدم وتقرأ نسبة الكولسترول في الدم؟
على كل حال حصل خير، والشرطة المصرية لم تقصر، وقامت بواجبها خير قيام وطلع المصريون براءة من العملية الإرهابية التي استهدفت نانسي، فقد تم القبض على شخص روسي وآخر جورجي وهما على وشك ركوب طائرة في مطار شرم الشيخ وبحوزتهما المسروقات العجرمية. وأطالب عبر هذا المنبر كل الدول العربية بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع روسيا وجورجيا حتى يعرف العالم أننا لا نسكت على المساس برموزنا وثوابتنا ومفكرينا، بل وأطالب شرائح معينة من الجمهور العربي بقطع العلاقات العاطفية مع روسيا (ولا داعي للإحراج بمطالبتي بالإفصاح عن قصدي فأمر الغزو النسوي الروسي لبعض المدن العربية لم يعد سراً!!!!).
ويا بنت عجرم تعيشي وتتملكي ساعة بيغ بن وتحمليها معك أينما نزلت أهلا وحللت سهلا.. وحتى لو ضاعت مجوهراتك بالتعرض للسرقة، «لا تشيلي هم»، فهناك أشاوس نشامى مستعدون لتزويدك بالماس والزمرد والياقوت. ولا عليك بالحاقدين من أمثال أبي الجعافر الذين يريدون تزويدك بالترباس والمبرد والنبوت.. جماهيرك الوفية مستعدة لشراء تذاكر حفلاتك حتى تركبي أسنانا صناعية من الماس الحر، لأنه: من اشتراكِ اشترى فوح القرنفل/ من أنفاس أمسية/ أو السواحل من خصر الجزيرة/ أو، خصر الجزيرة من موج المحيط/ وأحضان الصباحية/ من اشتراك اشترى للجرح غمدا/ وللأحزان مرثية/ من اشتراك اشترى من منك تواريخ البكاء وأجيال العبودية/ من اشتراك اشتراني يا خلاسية (معليش يا نانسي الكلام الحلو قاله شاعر سوداني في أنثى غير عجرمية).
ولابد هنا من الإشادة بقناة دبي الفضائية التي كانت قبل سنوات بصدد إنتاج مسلسل عن حياة المطربة الراحلة أسمهان، ثم تراجعت عن الفكرة بعد أن رفضت الجهة المنفذة للمسلسل اسناد البطولة لننوسة البسبوسة العجرمية. وأنا واثق من أن معظم قراء زاويتي لا يعرفون شيئاً عن أسمهان، بل لم يسمعوا بأغنيتها الرائعة ذات الكلمات البليغة: يا من يقول لي أهوى/ أسقيه بإيدي أهوه (قهوة).. شفت الحب في الخمسينات؟ تقول لواحدة احبك فتسقيك قهوة من يديها الناعمتين.. أما اليوم فإنك قد تقول لفتاة أموت فيكي.. فتطلب هي منك أن تسقيها كابوتشينو (حتى قبل أعوام قليلة كنت أظن ان كابوتشينو هو رئيس وزراء ايطاليا ثم اكتشفت أنها اسم الدلع للقهوة بالزبادي).
إعلان

jafabbas19@gmail.com


‫2 تعليقات

  1. المصرية لم تقصر، وقامت بواجبها خير قيام )دائما المصرية بتقوم بالواجب ولكنك انت ياااااستاذ لاتقوم بالواجب وتزكر السودانية الفنانة والممثلة وقولك وأنا واثق من أن معظم قراء زاويتي لا يعرفون شيئاً عن أسمهان، طبعا لانعرف اسمهان ولكن نعرف ست ستونة الفنانة العالمية المكافحة التي يتحدث عنها التلفزيون المصري هذه الايام

    https://www.youtube.com/watch?v=GKxmGor7Cnk