حوارات ولقاءات

الدكتور عبد الهادي ابراهيم: لن اكشف سر مرض (سلفاكير) لكن ادعو له بالشفاء


استشاري نساء وتوليد وموجات صوتية وجراحة عامة وطب الاسرة وصحفي 1969 ومدرب بالتنمية الذاتية بمركز (توب كوالتى للتدريب) ..

طلاب الطب اليوم يتدربون مباشرة على المرضى دون رقابة اختصاصيين
الصرف على الصحة من الدولة ضعيف وهو سبب التدهور
لن اكشف لك سر مرض (سلفاكير) لكن ادعو له بالشفاء
هناك تدن فى نسبة الخصوبة عند الرجال وصلت 50%

الكثير من قضايا الطب فى السودان وقضايا الصحة الانجابية وحالات النساء فى الحمل والتوليد وصحة الانجاب والاخطاء الطبية والتدريب، ملفات ساخنة فتحتها (السياسي) مع الدكتور والاستشاري والمدرب عبد الهادي ابراهيم والذى اجاب بكل صراحة عن الاسباب التى ادت الى تدهور الاوضاع الصحية بالمستشفيات بالبلاد وكيفية الحلول لها وكيف نقدم حياة مجتمعية صحية للامهات ومن ناحية اخرى ماهية الحياة بالنسبة للاطباء وتقسيم وقتهم ما بين اهتمامتهم . فإلى مضابط الحوار
جمعت ما بين الطب والسياسة والثقافة كيف تجد الوقت؟
حقيقا مسألة تقسيم الوقت مهمة جدا لاى انسان خاصة وان كانت اهتماماته كثيرة، لكن بحكم اننى عشت بالخارج كثيرا ودرست وعملت ببريطانيا استطيع القول باننى اجد وقتا لممارسة كل هواياتى ما بين العمل بمعنى اننى اقسم وقتى لكل الاشياء رغم صعوبة التعامل مع الوقت هنا بالسودان لعدم التزام البعض به وان التزمت به انت كنظام حياة لك، والحديث عن الطب هو مهنة فى المقام الاول ونكسب منها الرزق والسياسة ايضا توجه اتخذناه وكنا فى الحركة الشعبية ونؤيد افكارها نحو التغيير ووقفنا مع الجنوبيين لدعم الوحدة وصادقناهم ودعما فكرة الوحدة الوطنية ولكن ما حصل حصل اما الثقافة والادب والكتابة فهى تعبير ومحاولة للخروج من اجواء الطب للحياة.
كانت لديك علاقة طيبة مع قيادات الحركة الشعبية وكنت تشرف عليهم طبيا .؟
طبيعي جدا ان تكون علاقتى مع قيادات الحركة الشعبية كلهم من الراحل جون قرنق الى سلفاكير وباقان اموم وريك مشار وغيرهم واذا كانوا مرضى من حمى او مرض اخر كنت اشرف على ذلك مع عدد من الاطباء عليهم وعلى اسرهم وكانوا يثقون فى الاطباء فى الحركة الشعبية ولا غرابة فى ذلك.
كيف ترى الآن الشائعات حول مرض رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير وماهى حقيقة مرضه ؟
طبعا لن اكشف لك عن اسرار مريض لدي مهما كان ونحن اقسمنا على ذلك ولكن ادعو له بالشفاء ولن اقول لك اكثر من هذا …
تعاملك مع المرأة السودانية وانت بحسب تخصصك فى النساء والتوليد ؟
المرأة السودانية استحكمت فيها غريزة لديها الانجاب ومهما تعلمت ولديها شهادات ولكن تظل فى حالة تهجس فى ان تنجب اطفالا بعد الزواج وفى المجتمع مقولة (ضل راجل ولا ضل حيطة) واعتقد ان مسألة الحمل والانجاب جزء من الحياة ولكنها تحتاج الى تنظيم فى الاسر لتستمر الحياة 
هنالك اتهام باهمال حالات النساء الحوامل لدى بعض المستشفيات خاصة من لا يملكون المال لاجراء عمليات ؟
صحيح ما تحدثت عنه فهو يحدث نسبة للعوز فى المستشفيات وقلة الامكانيات والوضع المزري للاطباء وهنالك احباط شديد للاطباء بسبب الاوضاع المالية ايضا وفاقد الشىء لا يعطيه
مقاطعا .. لكن يا دكتور انكم اطباء قد اقسمتم للعمل الانساني وهنا الموقف انساني وليس ماديا؟
صحيح انا معك الموقف الانساني لكن السؤال اليس الطبيب ايضا انسان ويحتاج الى ان يعيش مثل الاخرين ويعمل ليكسب فكيف يكون الحكم عليه بانه مادي وفى نفس الوقت هو يعمل ويكسب من وراء هذا العمل وهو غير مسؤول عن شح الامكانيات فى المستشفيات لاستقبال حالات الحمل من النساء فادارات المستشفيات هي المسؤولة
اذا ما هى النصائح للنساء الحوامل وحدثنا عن صحة الانجاب
واهمية اتباع الارشادات؟
النساء يتعرضن لخطر دائم حتى لدرجة الموت عند الانجاب لعدة اسباب لكن انا من حيث التخصص انصح المرأة التى انجبت ثلاثة اطفال وبعمليات قيصرية ولمن تقول ليها اربطي الانابيب عشان توقف الحمل تجد اعتراضها وتقول مستحيل مما يعرضها للموت واعتقد على المرأة ان تقيم ذاتها وصحتها وبقاءها من اجل اطفالها الذين انجبتهم وليس من اجل اطفال اخرين وحالتها لا تسمح لها بالانجاب مرة اخرى
ماذا عن معدلات الانجاب فى السودان ؟
حقيقا هناك تدن فى الخصوبة عموما عند الرجال واصبحت نسبة عالية جدا وصلت 50%
مقاطعة ..هل هذه النسبة عن دراسة ؟
طبعا عن دارسة فانا طبيب ولدي عيادة يؤمها اكثر من مائة شخص يوميا فى اشهر شارع هو شارع الحوادث والحالات التى امامي تمثل احصائيات حقيقية لكن دعنا نتحدث عن الاسباب التى يمكن ان نعزيها الى التلوث البيئي والاكل واستخدمات السماد وايضا حالات القلق التى يعيشها المجتمع وايضا هنالك قلة ملحوظة للخصوبة لدى النساء بسبب التهابات الحادة الانابيب الناتجة عن حالات الاجهاض غير الشرعي المسبب بطرق بدائية وبلدية على يد قابلة او مساعد طبي مما جعل نسبة الخصوبة فى المجتمع متدنية جدا
اذا حدثنا عن الادارة الطبية للمستشفيات وانت قد عملت بانجلترا وما ينبغى ان يكون؟
طبعا الصرف على المستشفيات فى بريطانيا يساوي تقريبا ربع الميزانية فى انجلترا مقابل 1% هنا فى السودان يتم صرفه على الصحة ففرق كبير اكيد فى النظام الاداري والاهتمام وهذا ينعكس على الاطباء فى انجلترا والدولة تتكفل بالعلاج تماما وعلى احسن المستويات والالتزام كبير جدا للاطباء بقسم ابوقراط وهناك مراقبة على الاطباء وهناك جسم كامل للمراقبة والمحاسبة وهنالك تأمين للاخطاء الطيبة ويتم تعويض المرضى تعويضا كاملا لاى خطأ طبي وللمرضى حق فى الشكوى وهنالك محامون، اذاً هناك انضباط بالنسبة للعمل الصحي عموما وكذلك للاطباء فالتعليم مستمر والكورسات مستمرة والتدريب مستمر وكل سنة هناك امتحانات دورية للجديد فى الطب وايضا تجديد الرخصة الطبية بامتحان سنويا وفى كل مستشفى هناك بروتوكول كامل للعلاج يتبعه الطبيب وهو يتبع لاختصاصيين كبار ويتم تجدده بصفة دورية
هذا الحديث يسوقنا الى قضية الاخطاء الطبية الكثيرة الى ماذا تعزوها؟
اولا اقول لك نحن فى عهدنا درسنا دراسة بمقررات ممتازة وعبر اساتذة ودكاترة مميزين وتدربنا تدريبا شاملا وكاملا فى وقت كان الاهتمام كبيرا بتعليم الطب فى السودان فى فترة السبعينات والثمانيات وكلية الطب كانت واحدة فقط هى جامعة الخرطوم والمستشفيات كانت تحت اشراف الاختصاصيين موجودين فى المستشفى وفى غرف العمليات بنسبة عالية لكن انظر الان الفرق الواضح ابتداء من دراسة الطالب الذى يعلم نفسه بنفسه نسبة لشح الاساتذة للهجرة المتواصلة مقابل زيادة عدد طلاب الطب وانتشارهم فى الكليات الخاصة بالتالي هو يعلم نفسه باجتهاده وبحثه ويدرب نفسه ايضا لان الاختصاصيين ايضا مشغولون بعمل اخر فى عياداتهم او تدريسهم وهنا اشير اننا فى زمننا غير مسموح للاستاذ الجامعى ان يفتح عيادة خاصة فأجره وراتبه يكفيه بعكس الان الطبيب او الاختصاصي والاستشاري يعمل فى عدة جهات ولا وقت له للطلاب بالتالي تكثر الاخطاء الطبية لان طلاب الطب اليوم يتدربون مباشرة على المرضى دون رقابة اختصاصيين.
مقاطعا ..لكن اليس هذا هو الاهمال فى ان يكون المرضى حالات للتدريب المباشر؟
هذه هي الحقيقة وانا احدثك عن واقع ما يجري من تدهور واهمال كما قلت لك سابقا بسبب عدم الصرف على الصحة وانعكاس ذلك على عدم التدريب بل قبله التعليم للطب وهجرة الاطباء لذلك الاطباء الشباب اليوم ليس لديهم فرصة سوى التدريب المباشر على المرضى دون وجود اختصاصيين بالتالي كثرت ظاهرة الاخطاء الطيبة لعدم وجود الاشراف وانا اعرف حالة لمريض جاء للمستشفى لعملية فتاق بسيط فتسرع احد الاطباء الشباب الذين يريدون التعليم والتدريب فادخله دون علم اهله ولا ادارة المستشفى للقيام با جراء العملية فاصاب المصران الكبير الذى تسبب فى تسمم المريض فمات ولا حد يعرف فانظر الى هذه الدرجة بلغت بهم الجرأة لعمل عمليات بدون خبرة وتؤدي للوفاة وهنا اشير الى مسألة الاشراف والرقابة والمتابعة المفقودة
لكن لماذا برأيك يخاطر الطيبب الشاب باجراء مثل هذه العمليات دون اشراف ؟
لانه ببساطة اذا لم يجر عددا من العمليات وتسجل فى ملفه فلن يأخذ الشهادة بانه اكمل فترة التدريب ولديه عدد من العمليات التى اجراها وحتى لو كان ذلك بدون اى اشراف
اذا كان هذا الوضع بهذه الصورة الصادمة برأيك ماهو الحل ؟
الحل هو كان موجودا لكن ما حصل هو تدهور نحن وللتاريخ اول عملية نقل للكلى فى كل الشرق الاوسط كانت فى السودان اجراها البروفسيور عمر بليل وهو استاذ بجامعة الخرطوم فى سنة 1976م انظر اين كنا الان لهذا اقول يرجع الى ما هو كان من صرف وتدريب وانفاق واهتمام بالطبيب والاختصاصيي ويعود الانفاق الى نسبة 25% وليس 1%ولهذا عدم تطوير بيئة المستشفيات ينعكس مباشرة في سجلات وفيات الامهات والاطفال او المرضى الاخرين التي يحسب من خلالها تقدم وتراجع الدولة في التنمية البشرية.
الشاهد ان الطبيب فى السودان بعد التخرج والعمل لا يطور نفسه فى مسألة البحوث والتخصص او لنقل متابعة الجديد فى الطب؟
لذات الاسباب السابقة هو يجد نفسه غارقا فى العمل للمتطلبات الحياتية، الطبيب انسان ايضا ويحتاج الى ان يعيش مثله مثل الاخرين وراتبه لا يكفى فيجد نفسه مقسما فى العمل ما بين عيادته والمستشفى ولا وقت لمتابعة التعليم والتخصص الزائد وايضا الدولة لا توفر فرصا للتدريب المجاني وابتعاثات للخارج
لكن هناك اتهام بان الطبيب اليوم متهم بجني الاموال ولا يهتم بالتدريب او تطوير ذاته ؟
اى مال اى مال يا اخي مهما تعمل فى السودان فالمال لا يكفى فالمقابل المادي بسيط فى الطب دعنى اجري لك مقارنة للعملية القيصرية فى بريطانيا فى المستشفي الخاص تدفع فيها 7 الف جنية استرلينى ما يعادل 105 مليون جنيه سودانى هنا فى السودان العملية كلها تكلف سبعة مليون يعنى واحد على 15 فالفلوس و ضعف العملة يجعل الطبيب كسبه ولا شىء بالنسبة للعملة الخارجية ..لذلك نجد ان اغلب الاطباء اختاروا الهجرة فالمرتب للاختصاصيي فى السعودية 60 الف ريال وهى تساوي 150 مليون سودانى انظر وقارن واعرف لماذا كل هذا يحدث مع ملاحظة انه يعمل فى وقت معين ويستطيع ان يدرس ويتابع لان النظام الصحي بالخارج منظم الوقت فكيف تريد من الطيبب السودانى هنا ان يكون كذلك والبيئة الصحية متدهورة فالطبيب فى السودان لا يرتاح ابدا.
كيف ترى سياسات الحكومة تجاه وزارة الصحة؟
وزارة الصحة وزارة مهمشة اصبحت وزارة محاصصة وترضيات سياسية رغم انها وزارة فنية معنية بحياة وصحة الناس وليس ان يكون فيها تكنوقراط فهى تحتاج الى طاقم كامل مؤهل فى الطب وكذلك ميزانيتها ضعيفة جدا وغير مقدرة لحجم ما يحتاجه المواطن المريض من خدمات كثيرة مما ادى الى تدهور مريع فى مجال الطب من التعليم الى العمل الى التدريب…!!

حوار : عيسى جديد- السياسي


‫3 تعليقات

  1. لن اكشف لك سر مرض سلفاكير .نحسبا ليك وإحدي من إخلاقيات المهنه دا مش …….