حوارات ولقاءات

رئيس الإصلاح الآن د. غازي العتباني : قوى الإجماع تتحدث عن تفكيك النظام من خلال الحوار أما نحن فنتحدث عن إعادة بنية السياسة السودانية .. «إنتو لسه مصدقين إنو في حوار» ما في حوار كيف ذلك والحكومة تعتقل وتصادر الصحف بالجملة«14»


رغم أنه بدا يائساً من جدوى الحوار الدائر الآن في ظل عدم توافر أشراط العدالة اللازمة لنجاحه كما يرى، إلا أن ثمة مواصفات أو مطلوبات طرحها رئيس الإصلاح الآن غازي صلاح الدين العتباني لعودة حزبه لطاولة الحوار مجدداً، بيد أنه احتكم لمحور رئيس لا بد من تحققه أولاً، وهو حياد واستقلالية آلية الحوار، فهل سيقبل الوطني يوماً أن يتنازل عن رئاسة الآلية؟ وفي ظل الأنباء التي تتحدث عن انفلات منبر السلام العادل من قائمة التجميد إلى طاولة الحوار دون قيد أو شرط، يبدو غازي ثابتاً على مبدئه وإن ظل حزبه لوحده في الساحة السياسية، محاور شتى تناولها الصحافيون في الحوار المشترك الذي أجرته مجموعة من الصحف مع غازي من بينها «الإنتباهة» وينشر بالتزامن اليوم. فإلى التفاصيل..

> موقف الإصلاح الآن مبهم تجاه الحوار؟
< أنا لا أدري ما هو سبب اللبس، لأننا من حيث المبدأ أثبتنا قولاً وعملاً أننا مع الحوار، لكن من الواضح أن الوطني أدار الحوار بفهمه الخاص للحوار، ولذلك لم تنضم له الكثير من القوى السياسية، وهناك قوى كانت مشاركة مثل حزب الأمة القومي، لكنها خرجت منه. نحن مع الحوار لكن لا بد أن يستوفي متطلباته ليكون حواراً حقيقياً. مثلاً نحن قلنا إنه لا يمكن أن يكون الوطني طرفاً في الحوار وفي نفس الوقت هو من يرأس الحوار ويشرف عليه، وبالتالي لا بد من التوافق على آليات الحوار وعلى قواعده وعلى طريقة إدارته، ولكن الموقف المبدئي مع الحوار نحن لم نحمل سلاحاً، وأعلنا أن وسيلتنا للتغيير هي وسيلة سياسية.

> وماذا بشأن الحوار في الوقت الراهن؟
< الحوار القديم الدائر الآن نحن لسنا جزءاً من ذلك، ورأينا في هذا واضح جداً.

> لكن يا دكتور هذه إجابة فضفاضة. قراركم تجاه الحوار ليس حاسماً؟
< ليست فضفاضة. فالقرار ليس في يدنا نحن، القرار في يد القوى السياسية، نحن ندلي بدلونا، نحن مع الحوار لكن حواراً يستوفي الأسس والمبادئ التي تتفق عليها القوى المحاورة، لسنا مع حوار جزئي، ولسنا مع حوار ثنائي، ولن نكون طرفاً في أي من الخيارين، ولن نكون طرفاً في حوار لا يستوعب كل القوى السياسية، حوار ليست لديه إدارة مستقلة، نحن نريد حواراً يستوفي هذه المتطلبات.

> نفهم من هذا أن لديكم حواراً مع القوى السياسية المشاركة في الحوار الآن؟
< اتصالاتنا مع القوى السياسية لم تتوقف، نحن طرحنا رؤيتنا في مركز «شتم هاوس» ببيرطانيا وقلنا لا بد أن يكون الحوار متحرراً من سيطرة أي حزب ولا بد أن يكون شاملاً لكل القوى السياسية، لا يسثني قوى سياسية دون أخرى، ويقدم ضمانات للتنفيذ، ينتهي في توقيت زمني محدد هذه متطلبات واضحة وطرحناها للإعلام ونجادل بها القوى السياسية من أجل توحيد الرؤية للحوار، ولكن حواراً يفرض علينا بمواصفات وقواعد وقوانين لم نتفق عليها هذا ليس حواراً.

> فيما يلي مواصفاتكم للحوار التي تماثل شروط….
< قاطعني بقوله هي ليست شروطاً، فكلمة شروط عندما توضع في السياق السياسي معناها أنك تضع محاولة لاستباق النتائج بمكاسب معينة، مثلاً لن أشارك في الحوار إلا أن أمنح كذا هذه شروط لكن عندما نقول تهيئة المناخ، هل هذه شروط؟ أليس هذا حقاً دستورياً؟ يسمح للأحزاب بأن تجتمع وتتحرك وتخاطب وأن تصرح وأن تكتب بحرية أليس هذا حقاً دستوريا ً عندما نقول بأن الحوار لا بد أن يكون شاملاً هل هذا شرط؟ ألا ترين أنه متطلب جوهري وأساسي؟ مع من نتحاور؟ هذه ليست شروطاً، فتسميتها بالشروط ينقص من قيمتها الأدبية والسياسية.

> هذه المتطلبات والمواصفات كانت تنادي بها قوى الإجماع الوطني لدى دعوتها للحوار؟
< نحن لم نطالب بشروط، ومن حق قوى الإجماع الوطني المطالبة بتهيئة المناخ وتلك مطالبة صحيحة والمطالبة بشمولية الحوار أيضًا صحيحة وأن يحدد له سقف زمني محدد هذه كلها مطالبات صحيحة وكونها جاءت من قوى الإجماع الوطني لا يعني أنها خطأ. > ولكن الوطني اعتبرها شروطاً ورفض الحوار المشروط. وبالتالي فمتطلباتكم هذه شروط أيضاً؟
< هل أنت مع أن ندخل الحوار دون أي قيد؟ مثلاً نشارك في الحوار حال أنه ثنائي أو ثلاثي ونشوه المعنى الأصيل الحقيقي للحوار؟

> لا. أنا أشير إلى أن موقفكم الراهن، هو نفس موقف قوى الإجماع من الحوار في بدايته؟
< قوى الإجماع تتحدث عن تفكيك النظام من خلال الحوار، أما نحن فنتحدث عن إعادة بنية السياسة السودانية ولا نتحدث عن تفكيك، وهذا اختلاف واضح جداً، بعض القوى تحمل السلاح ونحن لا نحمل السلاح نحن مع التغيير بالآليات السياسية وهذا موقف واضح ومفروز تماماً من مواقف القوى السياسية الأخرى، لكن نحن بصورة واضحة جداً مع حوار حقيقي بمعنى أن تتوافر فيه الظروف الملائمة، كيف يمكن أن تتحاور مع شخص وهو يملك الحق في إيداعي السجن في أية لحظة، أدخل بعض السياسيين السجون وأخرجوا منها دون أن يبرر لنا ذلك وخرجوا دون أن يوضح لنا سبب الخروج. كيف يكون ذلك حواراً؟ البندقية موجهة إلى صدغي وتقول إن هذا حوار؟ هذا ليس حواراً.

> مجريات الحوار الحالية هل تفيد أن موقف قوى الإجماع من عدم المشاركة في الحوار إلا بشروط كان موقفاً صحيحاً منذ البداية؟
< موقفهم مفهوم ومبرر جدًا لدي، ولكن كلمة صحيح هذه شيء آخر «صحيح دي» تقدير سياسي أنا لم اتخذ نفس الموقف، ولكني متفهم جداً فهي مسألة تقدير سياسي والتقدير السياسي ليس معادلة رياضية هم رأوا تأسيساً على المجريات التي لديهم ألا يشاركوا، ولكن بينما نحن رأينا تأسيساً على المعطيات التي لدينا أن نشارك. وكنا نظن أن الحوار سيكون حواراً حقيقياً مفتوحاً متكافئاً، ولكن ثبت لدينا عملياً من خلال الممارسة أن هذا غير صحيح.

> هل ترى أن موقفهم كان سليماً؟
< أعتقد أنه صحيح.

> في التطورات الأخيرة للحوار حدث انقسام لآلية الحوار بانشقاق آخر، فمنبر السلام العادل وبعض الأحزاب قررت الدخول في الحوار دون شروط. ما تعليقك؟
< هذا ليس انشقاقاً، هذه الأحزاب لم تكن موحدة هيكلياً أو تنظيمياً، فهذه مواقف سياسية ونحن حتى الآن مع الحوار مبدأ، المشكلة في أن الكثير من المراقبين انطلى عليهم أن كلمة حوار التي يطلقها الوطني هي الحوار المقصود، فأي شخص له أن يستخدم كلمة حوار ولكن عندما لا يستوفي المتطلبات الأساسية للحوار لا يكون حوارًا، بالنسبة لنا إذا كنت تريد الحوار«الحزب الحاكم» نضع أسساً وقوانين نلتزم بها جميعنا وأولها هو حيادية المنصة، المنصة لا بد أن تكون محايدة سمه شرطاً أو مطلوباً أو غير ذلك لكنه يبقي شيئاً طبيعياً وحقاً طبيعياً، كيف يذهب المرء لقاضٍ أو حكم تتحاكم إليه وهو صاحب مصلحة في أن لا يحكم لك، كيف يكون هذا حواراً نحن مع تسمية الحوار تسمية صحيحة ومع توصيف الحوار توصيفاً صحيحاً ودقيقاً، نحن مع التغيير بالآليات الصحيحة نحن لم نتحدث عن تفكيك النظام إنما إعادة تأسيس البنية السياسية، ومستعدون لذلك من خلال الحوار وأثبتت أفعالنا أننا جادون جداً في قضية الحوار بالمشاركة الفعلية في الحوار السابق والمشاركة في إخراج وثيقة أديس أبابا وخارطة الطريق، كل هذا حدث، ولكن ما حدث من جانب الحكومة أنها أهملت الحوار وصرفته جانباً وقامت بالانتخابات التي كانت جزءاً من الحوار وهذا يزيد من تحفظاتنا وشكوكنا بأنه لا بد من استيفاء المواصفات المطلوبة للحوار وبالتالي نكون جزءاً منه، أما الاستمرار في حوار نحن نعلم سلفاً أنه ليس شاملاً وليس مستوفياً لشرائط الحوار الحقيقي ولا يؤدي لنتائج، فلماذا توهم المجتمع السوداني والرأي العام بالحوار، لا يوجد حوار.

> بصورة مباشرة منبر السلام غير رأيه وقرر العودة للحوار، ما رأيك؟
< أنا لم اطلع على تفاصيل موقفهم. > تحدث عن حوار دون شروط.
< أنا أشك في أن موقفهم هو القبول بالحوار بشكله السابق لأن لدينا معهم اتصالات وعلى كل نحن ملتزمون بهذا الموقف وسنسعى لإبلاغ الأطراف في الساحة السياسية بموقفنا وسنلتزم بهذا الموقف حتى آخر لحظة. > أنتم بهذا الانشقاق ثبتم موقف الوطني الذي يستفهم عن محاورة المنشقين؟
< لسنا منشقين والوطني هو الذي سعى لشق الآلية وهذا هو وجه اعتراضنا أن الحكم هو الخصم وهو الذي يتآمر على المشاركين في الحوار، لهذا أنا قلت نتفهم قوى الإجماع الوطني لأنها قدرت سلفا أنه لن تكون هنالك مصداقية للحوار على كل نحن سنظل ننبه ــ ولو بقينا في الساحة وحدنا ــ بأن الحوار الحقيقي هو الحوار الوطني الشامل الذي تتكافأ أطرافه، يمضي على قواعد سليمة متفق عليها ويمضي إلى نهايات متفق عليها هذا الحوار نحن جزء منه وسنسعى إليه وسنوضح موقفنا بكل الوسائل الضرورية ونجدد تأكيدنا مرة أخرى أن أي حوار ناقص وليس شاملاً وليس مستوفياً لشروط العدالة في إدارته لن يؤدي لحل مشكل السودان، ينبغي أن نتذكر أن هناك مشكلات رئيسة في السودان، هنالك أزمة اقتصادية وأزمة علاقات خارجية وأزمة حرب في بعض مناطق السودان هذه المشكلات الثلاث لن تحل إلا في إطار صيغة قومية جامعة بوحدة الجبهة الداخلية، وهذا لن يتأتى إلا بحوار شامل ومستوفٍ لشروط العدالة وأي محاولات أخرى هي محاولات لصرف أنظار الرأي العام للحقيقة ولن يؤدي إلى توحيد الجبهة الداخلية ولن تؤدي إلى حوار حقيقي.

> هل من الوارد أن تدخلوا مع الوطني في حوار ضمن القوى السياسية أو حوار ثنائي لتحقيق رؤيتكم للحوار.

< نعم. أصلاً نحن لا نتحرج من الآليات السياسية والآليات السياسية هي الاتصال والحديث والحوار هو الأداة الرئيسة فنحن عبرنا عن موقفنا للمواطن وللساحة العامة وللرأي العام ولكن المسؤولية تتطلب منا أن نسعى بهذا الرأي مع كل القوى السياسية وما سنفعله الآن في الأسبوع القادم هو الاتصال بكل القوى السياسية بما فيها الوطني بكل احترام، إنه إذا كانت هناك رغبة حقيقية في الحوار ينبغي أن يكون كما ذكرت لكم ومن الطبيعي أن نسعى في حوارنا مع القوى السياسة لطرح وجهة نظرنا لأني بصراحة «شاعر» أنه تحت الضغط الشديد الذي يتعرض السياسيون للإجابة بنعم بالسؤال هل أنت مع الحوار أو ضده يقع كثير من السياسيين في إجابات مبهمة فهو لا يستطيع أن يقول إنه ليس مع الحوار مطلقاً أو ضد الحوار مطلقاً، وبالتالي فإن مناقشة التفاصيل مع القوى السياسية سيجلي ويظهر ما يتم التوافق حوله وما يختلف حوله. أنا متأكد أن الذين قالوا إنهم مع الحوار دون شروط هم يقصدون حواراً شاملاً، لكن لا بد من استنطاقه شخصياً هل يقصد الحوار بمن حضر على طريقة الوطني، أنا متأكد أن الإجابة ستكون لا ولكن لا أستطيع أن أتحدث نيابة عن تلك القوى إلا إذا التقيت معهم وتشاورت معهم في هذه المسألة.

> بعد إعلانكم لموقفكم الحالي، هل اتصل بكم المؤتمر الوطني؟
< لا قبل ولا بعد. الوطني شغله انتخابات وتشكيل الحكومات فقط.

> هل هناك اتصال بينكم والشعبي، وهل حاولتم الاتصال بقوى التجمع؟
< نحن ظللنا نتصل بكل القوى، ويمكن قلت اتصالاتنا في الفترة السابقة، ولكن مبدأ نحن مع التواصل مع كل القوى السياسية سواء الشعبي والوطني وقوى الإجماع أو غيرها، لدينا الرغبة في التواصل معها وخلال الأسبوع القادم لدينا اتصالات وهدفنا هو قيام الحوار بأسس سليمة.

> هل من خيارات أو تحالفات أخرى للحوار في ظل عدم وجود الحوار كما ترون؟
< «إنتو لسه مصدقين إنو في حوار»، ما في حوار كيف ذلك والحكومة تعتقل وتصادر الصحف بالجملة«14» جريدة دفعة واحدة؟ > وقد ثبت لديكم أنه لا يوجد حوار أي الموقفين كان صحيحاً، موقف قوى الإجماع التي قاطعت مبكرًا أم موقف الإصلاح الآن حالياً؟
< والله أنا أرى أننا اتخذنا الموقف الصحيح من وجهة نظرنا وهذه تقديرات سياسية وهم لا شك من وجهة نظرهم يرون أنهم قدموا الموقف الصحيح، نحن من خلال الحوار لم نخسر شيئاً نحن دخلنا في حركة تفاعلية كبيرة جداً مع القوى السياسية ومع الفريق الإفريقي، وكانت لدينا فرصة لوضع الأجندة السياسية بصورة واضحة الحركة شاركت بفاعلية في الحوار وكان ذلك نابعاً من صدقها والتزامها الوطني في الحقيقة، وكون الطرف الآخر لم يلتزم بنفس الشروط الأدبية هذا ليس خطأنا نحن أثبتنا أن الحوار ممكن ويمكن أن يصل لاتفاق مع الحركات المسلحة مثلما حدث في أديس أبابا، وهذه أكثر المجموعات التي كانت عصية، وهذا إنجاز كبير ونحن أثبتنا أنه بالإمكان قيام حوار حقيقي ولكن الذي يتحكم بالحوار حقيقة ليست هي الإرادة المشتركة لجميع القوى السياسية لكن الذي يتحكم فيما تسموه حوارًا وأنا لا أسميه كذلك هو المؤتمر الوطني، وهذه الحقيقة إذا لم تعالج ليكون الحوار حراً وتشرف عليه جهة محايدة وشاملاً لكل القوى السياسية الآن إذا كنا نتحدث عن اتفاقيات ثنائية بيننا والوطني وبين القوى السياسية والوطني مع إهمال حزب الأمة والقوى التي حملت السلاح، هل تعتبر أن هذ يؤدي لحوار يفضي لقرارات وطنية جامعة تعالج مشكلات الحرب والاقتصاد والعلاقات الخارجية، الإجابة عندي لا، وبالتالي فالحوار ينبغي أن يكون حوارًا حقيقياً ليؤدي لمعالجة هذه المعالجات التي يعاني منها المواطن، فقضية الاقتصاد لن تحل إلا بحل قضية الحرب وكذلك قضية العلاقات الخارجية مع المجتمع الدولي والإقليمي.

وهنالك قضايا أخرى ما حدث في جنوب إفريقيا أخيراً كان حدثاً محرجاً لنا جميعاً نحن السودانيين. هل سنقبل بحوار لا يعالج هذه القضية مثلاً لا بد أن تعالج القضايا العالقة وهذا لن يتأتى إلا في ظل حوار وطني يشمل الجميع ويشمل جميع القضايا، وأي حوار آخر صوري مع مجموعة من الأحزاب يشمل أحزاباً متشابهة يؤدي لاتفاقيات جزئية لن يكون مفيداً، ونحن لسنا في أن نكون جزءاً من حوار مثل ذلك لدينا علاقاتنا الثنائية مع أي حزب ويمكن أن نعمر هذه العلاقة بما نشاء من اتصالات، ولكن أن نوهم الناس بأن هذا حوار وأنه شامل ومستوفٍ لكل البنود فهذ ليس من الحقيقة في شيء.

> هل يجد موقف الإصلاح الآن من الحوار القبول من الاتحاد الافريقي وثامبو أمبيكي؟
< طبعاً طبعاً، لأن ما ذكرته من مواصفات هي مواصفات قياسية، لو تحدثنا عن الحوار في فنلندا او روسيا او ساحل العاج، هذه مواصفات قياسية، ولا اريد ان ادخل في حوار ليست لدي فيه فرصة متساوية مع الطرف الآخر، وهذا من الشروط الاساسية، وبالتالي ما يتبناه الرئيس أمبيكي في اجتماع اديس ابابا ــ الذي افسد بعدم حضور الوطني ــ انه كان يحاول جمع القوى السياسية كلها على مفاهيم ومبادئ يقوم عليها الحوار، هذا كان هو المطلوب من اجتماع اديس، لكن الوطني غاب ونحن ذهبنا لإحساسنا بأن هذا منشط جاد، وبالتالي فإن اتصالاتنا لن تتوقف عند القوى السياسية الوطنية، لكنها ستمضي الى أمبيكي والقوى الإقليمية والعالمية التي تهتم بالشأن السوداني ونبلغهم بآرائنا، وكانت المحاضرة التي قدمتها في مركز شتم هاوس تأتي في هذا الصدد، تقديم وجهة نظر سودانية للمجتمع الغربي عن ضرورة الحوار ومقومات الحوار الناجح للوصول لحل للمشكلات السودانية.

> أخيراً شكل الوطني تحالفاً مع دول الخليج.. المعادلة الاقليمية والدولية الى اي مدى يمكن ان تساعد في ابطاء عجلة الحوار او الدفع بها للأمام؟
< التعويل على تحالفات اقليمية ــ تعتبر طارئة بكل المقاييس ــ فهي لا تستند الى تراث من التعاون والتحالف السابق ــ العلاقة بالخليج في الماضي كانت سيئة ــ وبما انها حالة طارئة فهي يمكن ان تتغير، والآن الافتراضات التي قامت عليها عملية الحلف الاقليمي ما الذي تحقق منها للسودان دون الخوض في التفاصيل، ويمكن للتحالفات الاقليمية ان تنفض تماماً مثلما تنشاً، ويمكن للمشكلات الاقليمية ان تتفاقم وان تشمل كل المحيط المجاور، وليس هذا ما يجب التعويل علييه، يجب ان نعول على المطالب الأساسية المبدئية الاخلاقية التي هي في عنق كل حاكم وعليه ان يحتكم اليها، نحن نتحدث عن توحيد الجبهة الداخلية للسودان لأننا نرى ان هنالك ازمة اقتصادية لن تحل اطلاقاً في اطار الاحلاف الاقليمية، ولن تحل مشكلة الجنائية الدولية ومشكلة اليونميد ولن تحل مشكلة العقوبات الاقتصادية والقرارات الدولية بشأن السودان، هذه قضايا كبرى ونحن نتشاجر حول الحوار في ان يكون كذا وكذا، وادعو إلى أن يدور حوار وطني حقيقي يفضي لتوحيد الجبهة الداخلية لنعالج كل الاشكالات الكبرى السابقة، وبدون ذلك اي بحوار جزئي او مبتسر او حوار يفضي لاتفاقات ثنائية لن نحقق ذلك، وسيعيش المواطن السوداني نفس الأزمات ونفس المشكلات.

> في تصريحاتك الأخيرة دعوة لإدارة الحوار بآلية حرة محايدة.. هل تتحدث عن حل الآلية وتشكيل آلية جديدة.
< ليس لي رجاء في آلية «7+7»، ولا بد من آلية محايدة. > هل تدعو لآلية جديدة؟
< «والله يحلوها يربطوها يختوها في كيس» «يضحك». > هل ترى ان استماتة الشعبي في الدفاع عن الحوار الحالي قد خذلكم بها وانتم تدعون للحوار وفق أسس عادلة كما تشيرون؟
< الشعبي مهم لدينا وللحوار، ولدينا اتصالات معه ومع كل القوى السياسية، واية فجوات في الفهم سنسعى لردمها، ولا شك ان الشعبي من اوئل القوى التي نخطط للاتصال بها ومع بقية القوى أيضاً.

> لو انضم الشعبي لمنظومة الاحزاب التي جمدت مشاركتها في الحوار ألا يعتبر ذلك اضافة ايجابية لكم؟
< انا لم التق بقيادات الشعبي، وارجو ان نلتقي بهم في اقرب وقت، لكن اظن واميل للترجيح بأنه يتبنى نفس مواقفنا في ما يتعلق للحوار، بمعنى انني لا اتصور ان الشعبي يريد حواراً جزئياً ودون تهيئة المناخ وبلا مدى زمني، وفي اعتقادي ان اية قوى سياسية راشدة ستؤمن على تلك الرؤى، وعلى كل حال الى ان نلتقي معهم لا نريد ان نتحدث نيابة عنهم.

> إذن هل ترى ان اهدافكم مشتركة ولكن طريقكم اليها مختلف.
< اعتقد أن اهدافنا مشتركة. > ………………………..؟
< نحن ننطلق من مبدأ ان الحوار لا بد ان يكون شاملاً، واركز على كلمة «شامل» لكل القوى السياسية بما فيها الحاملة للسلاح، واعتقد انه من الاهم ان تشارك لأنها المؤثر الأول في الأوضاع في المنطقة والأوضاع داخل السودان، ويمكن ان تؤثر ايجابياً اذا انحازت الى صيغة وطنية للحوار، وبالتالي وجود هذه القوى المسلحة وجميع القوى السياسية الفاعلة والنشطة شىء ضروري لأن اولوية الحوار يجب ان تكون ايقاف الحرب ــ صديقني ــ لأنه من خلال خبرتي في العمل السياسي بالخارج مشكلة الاقتصاد ومشكلة العلاقات الخارجية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحرب، واذا لم تكن هنالك اشارات واضحة الى ان هناك اجراءات مجمع ومبارك عليها من جميع القوى السياسية والحكومة لاتخاذ اجراءات لوقف الحرب لن نتمكن من معالجة الملفات الاخرى، وبالتالي هذا يوضح اهمية شمولية الحوار، وان يكون الحوار حقيقياً يستوعب كل القوى السياسية، والا يكون حواراً يفضي لاتفاقات ثنائية او جزئية، فنحن سنسعى عبر علاقتنا الجيدة مع كل القوى السياسية بما في ذلك المجموعات المسلحة الى ان نعزز ذلك الفهم، بحيث يقوم حوار حقيقي يؤدي الى توحيد الجبهة الداخلية والى معالجة مشكلات البلاد.

> إذا لم يمض الحوار للأمام ما هو بديلكم؟
< بديلنا المعارضة، سنصبح معارضة معيارية اخلاقية، واي موقف مبدئي يحتاج لتوضيح سنتصدي له، وسنظل نحاول ان نكون قوى تنويرية للرأي العام عبر كل الوسائل السياسية المتاحة لنا في الدستور، ونحن نحتفظ بحقنا في استخدامها بواسطة الضغوط السياسية، وفي غياب الحوار الحقيقي لن يكون لدينا خيار غير ان نكون معارضة معيارية توضح المعيار الأدبي في كل قضية سياسية.

> بعض القوى السياسية تدعو للضغط على الحكومة من الخارج.. ما رأيكم؟
< نحن قلنا بما ان القوى الاقليمية والدولية والغة في امر السودان «لم نأت بها نحن بل اتت بها الحكومة»، وتستخدم لتشجيع الحكومة وليس لممارسة الضغوط والقوى السياسية الاخرى للمضي قدماً في طريق الحل السياسي، والقصد من التشجيع ان تكون الجنائية الدولية خارج النص وكذلك اليونميد والقرارات الدولية ضد البلاد، ألا ترون انه بعدم حل هذه القضايا ان مشكلة السودان لن تحل «نحقق شنو اذا ظلت هذه القضايا فوق رأسنا»، ولذلك نتحدث بلغة ايجابية، لذا قلنا ان المجتمع الدولي يكافئ ويشجع الحكومة والاطراف الاخرى بأن مصير الحوار وسبيل الحوار هو سبيل النجاة والفوز للشعب السوداني عامة.

> ما الذي يدفع المجتمع الدولي ليقف ذلك الموقف الأخلاقي الذي تحدثت عنه، بينما سبق له ان ناصر الحركة الشعبية بقيادة قرنق وسعى لفصل الجنوب الى ان تحقق ذلك؟
< أنا لا اختلف معك، لكن على كل حال علينا ان نبحث عن العناصر المواتية لنا والمتجاوبة في المجتمع الدولي، وهنالك عناصر متجاوبة، وانا اعلم من خلال اتصالاتي ولقاءاتي وخبرتي في العمل الخارجي ان هناك عناصر تؤمن بأن مشكلة جنوب السودان اصبحت عظة واعتباراً، والآن هناك قوى دولية كثيرة ندمت على ما جرى في جنوب السودان، وانت تعلمين النتيجة، هل هذا سيؤدي بهم منطقياً الى فصل مناطق اخرى من السودان؟ ثانياً هناك قانون في الاقتصاد يسمى قانون العائدات المتناقصة، هذا القانون صار ينطبق على حالة السودان، فالسودان بالنسبة للغربيين صار متناقص العائدات بينما التعقيدات متزايدة، وبالتالي يجب أن ننظر للسودان في السياق العربي.. هل تظنين أن الدول الغربية ترغب في ربيع عربي آخر في السودان؟ الاجابة عندي قاطعة لا، ليس لانهم رفيقون بنا وانما لأنها تعقيدات لا يمكن التحكم فيها، وبالتالي في تقديري ومن خلال اللقاءات والاتصالات التي اجريتها أخيراً في بريطانيا ان الرغبة هي ان يكون هناك سودان مستقر ومتوائم مع المحيط المباشر له، وفي اعتقادي يجب ان ننتهز هذه الفرصة لإدارة حوار حقيقي بحيث نستطيع ان نؤثر في الإرادة الدولية باتجاه دعم السودان ومكافأته، اما البديل فهو التلاعب بقضية الحوار واستخدامها للكسب السياسي وبقاء الأزمات كما هي لا تقدم ولا حلول وتبقى حياتنا مطاردة من نقطة الى اخرى.

> أيهما يقف وراء إبطاء الحوار المؤسسة العسكرية ام الحزب الحاكم ، وما هو الهدف من طرحه؟
< والله انا أحسن الظن بالمؤسسة العسكرية، وبالتالي ابحث عن الاطراف الاخرى، واعتقد ان الموقف الطبيعي للمؤسسة العسكرية ان تؤيد الحوار لأنه لا توجد مؤسسة عسكرية راشدة في العالم تؤيد الحرب الاهلية. ويمكن لها ان تؤيد الحرب الخارجية والغزو لدولة اخرى، لكن ان تؤيد حرباً داخلية هذا لا يحدث في اية مؤسسة عسكرية. وانا كلي ثقة أن المؤسسة العسكرية مع وقف الحرب والوصول الى تسوية.

> قرارات الحوار بيد الرئيس أم الوطني؟
< «الزول» أحسن يصوب على الهدف الحقيقي، وأنا أرى ان قصة الحوار هذه قد استخدمت استخداماً انطلى على كثيرين، فما يحدث الآن ليس حواراً.

> عودتكم للحوار هل تتطلب اجابة كل البنود ام هناك أساسيات وتطرح البقية لاحقاً؟
< اهم بند ــ رغم اننا لم نذكر البنود الاخرى رغم اهميتها مثل المناخ والضمانات ــ اهم بند هو ان تكون الآلية محايدة، ثم نتفق على الباقين.. ما الذي يكون شروطاً وما الذي يكون أدنى التربيزة او اعلاها، ونريد ان يدير الحوار غير الوطني، فالوطني خصم فكيف يكون حكماً؟ نريد التحاكم الى جهة محايدة، والآن أنا لا أشعر بأن ادارة الوطني للحوار محايدة لأن لديه مصالح، ونحن نعمل معه في الحوار، وعندما وجد مصلحته في الانتخابات أوقف الحوار وذهب للانتخابات، كيف أقبل بشيء كهذا؟

> جهة محايدة مثل من؟
< لدينا مقترحات سنطرحها في حينها إن شاء الله.

> هناك بعض القوى التي احتجت على رئاسة الوطني للحوار منذ البداية لم لم تفعلوا ذلك؟
< السياسة ليست 1+1 = 2.. وكان لدينا امل ورجاء، ولدينا نتائج محسوسة مثل خريطة الطريق واديس ابابا، وكان هناك ما يعزينا بأن الحوار رغم المماطلة الا انه «ماشي لقدام»، وهذا تقدير سياسي، لكن عندما وصلنا درجة اليقين بأن الحوار وقف ولا عائدات منه وانه لا نية حسنة هناك اوقفنا الحوار، والخصم الذي اريد ان اقتضي منه حقي يجلس مجلس القاضي ما ممكن طبعا، لذا سكتنا عن كل المواصفات الاخرى ماعدا استقلال رئاسة الحوار، ونتفق مع القاضي الحكم العدل، وهذه شروط نضعها خارجاً وهذه متطلبات ندخلها «جوه»، ونصل لصيغة حوار، اما الحوار الحالي فهذا ليس لنا فيه اي قول او تحكم، فلما جاءت الانتخابات الوطني «كش» الجميع وذهب للانتخابات «بكرة ممكن تجي حاجة تانية».

> ألا ترى ان ضعف المعارضة ككل وتفرقها اغري بها المؤتمر الوطني؟
< ممكن، لكن على كل حال المسؤولية الأخلاقية التي امامه بتوحيد الجبهة الداخلية، والمسؤولية العملية السياسية لمصلحته بحل مشكلات السودان بطريقته هذه لن تحل، فلا بد للعودة لكل الأحزاب والمجتمع المدني والقواعد الشعبية، وفي النهاية هناك خطوات محددة معلومة اذا قام باتخاذها الوطني سيكون قد مضى في المسار الصحيح، لذا نقول إن الحوار الوطني هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق الإجماع الوطني، والإجماع الوطني هو الشرط الوحيد لحل مشكلات السودان.

> ………………؟
< نحن مع الحوار مبدئياً، وحتى القوى السياسية الأخرى مع الحوار، لكن الذي كان يجري جُيِّر ووظف لمصلحة الوطني وليس لمصلحة الجبهة الوطنية، وعندما نقول نحن مع الحوار لا يعني ذلك أننا فارقنا طريق القوى السياسية الأخرى، نحن مع الحوار الذي نتفق على أدواته وقوانينه ولوائحه وإجراءاته الداخلية، وهذا ما أردناه، وبدأنا بنقطة واحدة مبسطة جداً وهي إدارة مستقلة للحوار. > ماذا عن مستقبل السودان في ظل فشل الحوار؟
< كل المشكلات ستظل هناك، الجنائية والاقتصاد والديون والحرب وغير ذلك.

حوار: ندى محمد أحمد
صحيفة الإنتباهة


تعليق واحد

  1. كاذب ومراوغ هل تعلم وانت وغيرك يعلم بان الشماليين يؤيدون الانفصال انها الحقيقة نعم اذا أردنا سلام حقيقي والكل يعرف ذلك ليس عنصرية ولكن حق يعطي لاصحابة
    الشماليين يَرَوْن دارفور جسم غريب وشعب مختلف وحتي الدارفوري يعرف ويشعر بذلك والحكومة حاولت وفشلت في الإصلاح وحديث الرئيس عن الدارفورية وشوف لها الاغتصاب من شمالي كلها حقائق تبين الفرق جماعة دارفور المثقفين يعرفون خطورة الانفصال لأنهم سوف يلتحقون بمجتمع أفريقي متخلف في كل شيء وهذا سبب الهجرات من النيجر ونيجيريا للهوسا والفولاني للسودان وكذلك التشاديين والارتريين والأحباش للحصول علي جواز سفر سوداني والسفر الي احدي الدول العربية كون السودان عضو بها
    وعنا نقف عند رأي العرب بانضمام السودان للجامعة العربية
    كان شرط العرب ان يتخليالسودان عن الجنوب ودارفور للانضمام الي المنظومة العربية
    واليوم نري انهم علي حق
    تدخل جمال عبدالناصر لمصالح مصر والشمال في مياة النيل سبب إقناع القادة العرب
    وهنا دفع الشمالي فاتورة العذاب عشرات السنين
    ولذلك لا نؤيد الوحدة مع دارفور ولا جبال النوبة ولا حتي النيل الأزرق ومن له مصالح علية حمايتها بعيدا عن شعب شمال السودان