مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : «داعش» مشكلة مفهوم سوداني


> من ينادون بحسم حالة داعش باعتبار انها حالة تطرف ديني لا علاقة لها بمشروع تحرير ارض وعرض يرون أن المشكلة هي ان «داعش» تكسب في كل يوم انصاراً ومؤيدين في كل المجتمعات المسلمة وغير المسلمة ويكسبون فئات من الشباب المتعلم والثقف. هذا ما ذكره الكاتب جمال علي حسن.
> لكن الكاتب هذا يأخذك بيده ويمضي بك دون ان يدري أين يقف بك لفهم جذور المشكلة فهو يعتبر ان داعش مجموعة دينية تدعي امتلاك الحقيقة دون غيرها.. وفي نفس الوقت يعتبر حالة داعش آفة كبيرة او جدتها ربما حالة الفوضى الاخلاقية والاجتماعية والسياسية.
> وهنا نجد «تشتيت الكورة» كما يقولون للموضوع. ولكي نعالج اولاً فهم المراقبين السودانيين لحالة داعش.. نبدأ بمعنى المصطلح والتسمية.. فهي اختصار لعبارة «تنظيم الدول الاسلامية في العراق والشام».
> وهنا اختلفت داعش عن تنظيم «القاعدة» فهي مشروع سيادة على اراض ومناطق بدأ بمناطق اغلب سكانها من السنة لتحريرها من احتلال اجنبي دولي واقليمي. وهنا الامر ليس بالضرورة ان يوكن امر دين. فالامر هنا محاولة للتحرير والاستقلال بغض النظر عن الدين.
> وهذا بخلاف مشروع تنظيم القاعدة الجهادي الذي يحارب خصومة المعروفين بدون ان تكون له دولة على ارض معينة كما الامر عند داعش.
وهذا الفرق يجهله او يتجاهله الكثير من المراقبين وتقريباً كل المراقبين السودانيين.
> داعش عبارة عن حلف بين ابناء عمومة ومناطق مجاورة لبعضها في جزء من العراق وجزء من سوريا. فهو حلف العشائر العربية السنية. حلف مكون من قيادة تختلف مبادئ اعضاءها ففيها السلفيون اصحاب الصوت الاعلى والبعثيون اتباع صدام اصحاب الخبرات القتالية والصوفيون النقشبنديون وغيرهم.
> وجميعهم يوحدهم في القتال هدف واحد.. واحد فقط باعتبارهم ابناء اقليم واحد.
> يوحدهم تحرير ارضهم من الاجنبي بغض النظر عن انهم مسلمون او غير مسلمين.. فتحرير الارض من العدو ليس بشرط ان يكون اصحابها مسلمين. والجهاد لتحرير الارض لاي عني انه حالة دينية متطرفة. فهل كانت الجبهة المعادية للاستعمار في السودان حالة دينية متطرفة؟!
> والكاتب جمال علي حسن ينصح بان تسد الطريق اما من سماهم متطرفين لديهم مساجد ومنابر دينية وبرامج تلفزيونية ويصفهم بانهم يؤلبون على الاسلام باسم الاسلام.
لكن ما الفرق بين من يدّعي امتلاك الحقيقة ويقصي الآخر وبين من يحرّض الدولة على من يتحدث بلسانه ـ وليس بسلاحه ـ لتكمم افواههم؟!
> اذن الكاتب لم يأت بعلاج للمشكلة.. وعلاج المشكلة يبدأ بفكرة الدعوة للنقاش والمناظرة سواء مع شباب وصيبة وصبايا داعش او مع اصحاب المنابر والبرامج التلفزيونة.
> فكيف تجيز لنفسك ان تحكم على جماعة تناضل للتحرير بكل انواع التعبئة الدينية والوطنية والجهوية والعشائرية لطرد الاحتلال الامريكي والفارسي تحكم عليها بأن آفة وفي نفس الوقت لا تريد ان تفهم طبيعة المشكلة لانتاج حلها عبر النقاش والحوار سواء المباشر او غير المباشر؟!
> الكتابة بالدوافع العاطفية والغضب لا يمكن ان تحمل بني السطور علاج المشكلة.
وانت بنفسك تتحدث عن ان «داعش» في كل صباح يوم جديد تكسب عضوية جديدة ومؤيدين وانصار ينضمون اليها من باب التعبئة الدينية. ولا تضمن ان لا ينضم ابنك او ابنتك غدً الى «داعش».
> واسرائيل الآن اذا تعرضت الى هجوم من دولة اسلامية هل ستقف واشنطن متفرجة؟!
هل قرأت عن العدوان الثلاثي على مصر؟!
> نحن لا نريد داعش ولا القاعدة.. فقد نريد المناخ السياسي الملائم للدعوة.. لكن واشنطن وطهران ولندن وتل ابيب لن تترك الناس في حالهم حتى لا يكون الناس في حاجة الى داعش والقاعدة وحماس وبوكو حرام.
> ماز لنا نكتب عن داعش وعن الطلاب والطالبات السودانيين والسودانيات الذين يلتحقون بداعش أو «الدولة الاسلامية في العراق والشام م ن اباب الانس او من اجل الكتاب وملء الشاغر.. فسنظل نبكي دون ان نعرف من هو الميت.
> وما دام ان المسلم يقرأ القرآن والحديث ويفهم ان الدنيا فانية ويؤمن بان الله سائله عن شبابه فيما افناه فهو بذلك يمكن ان يكون مهيئاً للدفاع عن ارض وعرض المسلمين ضد الامريكان واليهود والفرس. هكذا نفهم القضية.
غداً نلتقي باذن الله