منوعات

قراءة واقعية: الممثل الهادي الصديق: الدراما تفتقد للإنتاج ودعم الدولة


للدراما السودانية نكهتها الخاصة في شهر رمضان، ولاسيما أن من يقومون بأداء الشخصيات ممثلون محترفون لهم القدرة في إقناع الناس بحرفية متناهية، الهادي الصديق (دكين) يعد أحد أعمدة الممثلين الدراميين لما يتميز به من قوة في الأداء وصدق التعبير. كانت له بصمته الواضحة حتى عبر خشبة المسرح، الحقيقة أن الهادي لم يبرع فقط في أداء أدواره، وإنما نجح أيضاً في إخراج العديد من المسلسلات السودانية والأفلام غصنا معه لسبر أغوار الدراما السودانية، وما يقف أمامها من تحديات، فكانت لنا معه الحوار التالي: * ما هو تقييمك للدراما السودانية في رمضان؟ – لا يزال الراديو مستمراً في عطائه الرمضاني كل عام، بإنتاج العديد من المسلسلات (بيت الجالوص) الذي أتشرف ببطولته، (قراءت ما) لعبد الناصر الطاهر، وهناك عدد من الأعمال الكوميدية (الحاج مذكر) و(سائق تاكسي) على سبيل المثال، وهذا يعني أن الراديو ظل محافظاً على مسلسلاته، بينما يعتمد التلفزيون القومي ويركز على الاسكتشات القصيرة، وهذا قطعاً يخصم من رصيد المسلسلات السودانية التي كان يتميز بها على الأقل في رمضان. * وإلى ماذا تعزو الضعف الإبداعي؟ ليس الضعف في عدم وجود نصوص جيدة أو ممثلين مجيدين، لكن المشكلة في عدم صرف الدولة على الدراما السودانية، وبذلك تفتقد الإنتاج الذي هو أساس أي عمل، وقد أنتج التلفزيون في السابق الكثير من المسلسلات الهادفة التي لنتجها التلفزيزن كـ (الشاهد والضحية)، (دكين)، (سكة الخطر)، (أقمار الضواحي)، (الدهابية)، أما الآن أصبح التلفزيون يطالبك أن تأتي برعاية. * لماذا لا يعيش الممثل السوداني الدور الذي يمثله؟ لا أعرف تماماً ما المشكلة التي تجعل الممثل لا يظهر بصورة تقنع المشاهد، لكن ربما أن الممثل لا يرى نفسه في الشخصية المنوط به تقديمها، وتقع مسؤولية ذلك على المخرج الذي هو مسؤول تماماً عن إخراج العمل بشكل مقنع، وحرفية متناهية، وألاحظ أن المخرج السوداني لا يعيد اللقطة أكثر من مرة، عكس ما شاهدته من تصوير لدراما مصرية التي يعيد فيها المخرج اللقطة عدة مرات حتى يختار من بينهم الأفضل والأجود، لذلك نجدها صادقة. * وصل التطور كل مناحي الحياة (السياسية، الرياضية، الاجتماعية) ما عدا الدرما تقف محلك سر؟ في كل الشعوب برتبط التطور باستمرار العطاء، فكيف يكون التطور مع توقف الإنتاج سواء أكان درامياً أو سينمائياً، مجرد الحلم بذلك مستحيل. * حدثنا عن خططك المستقبلية؟ دوماً مهموم بالفعل الدرامي أياً كان إذاعياً أو تلفزيونياً أو مسرحياً حتى أقدم ما أمتلكه من خبرات وإيصالها للكل مهموم بالعمل الدرامي عبر الورش والندوات، فضلاً عن ظهوري في بعض الأعمال التلفزيونية، كدليل على عملي، وقد شاركت في فيلم (صدى الإمواج) الذي تم تصويره بين مدينتي الدمازين والروصيرص، وفيلم (جرادق المطر) الذي صور في تندلتي ومنطقة سليمة المجاورة لمدينة كوستي. وأحسب أن هذه الأعمال وجدت صدىً طيباً لدى الجمهور. * شخصية موجودة في خيال الهادي الصديق؟ بحكم نيلي للدكتوراه في التاريخ أميل إلى الشخصيات التاريخية، وأراها غنية جداً بالمعلومات، لكنها مكلفة للأزياء والأمكنة التي تواكب تلك الفترة التي عاشتها الشخصيات المحددة، وأنا مغرم بشخصية الإمام المهدي وعبدالقادر ودحبوبة والسلطان تاج الدين (دارندوكة) وشخصيات أخرى كثيرة. * كيف هو الحوار مع جمهورك؟ أشعر بحبهم لي من خلال النظر إلى أعينهم، ودائماً ما يسألون عن سبب غيابي، ويقولون بشوق: “انت وين يا أستاذ”، وأجيبهم قريباً أظهر إن شاء الله. * إذن ما هو جديد الهادي الصديق في شهر رمضان؟ المسلسل الإذاعي (بيت الجالوص) الذي يذاع الآن، و(الأرض الواسعة) الذي تم تسجيله باستديوهات مدينة الجنينة من تأليفي وإخراجي ومشاركة ممثلي فرقة فنية من دارفور، أجادوا أدوارهم بلهجة عدد من القبائل المختلفة بتلقائية. * دعنا نرجع بذاكرتك قليلاً، ما هي الأعمال التي شعرت بأنها وضعت أثراً على المجتمع؟ هي كثيرة لكن مسلسلي (الشاهد والضحية) و(دكين) ومسرحية (الزوبة) هي الأكثر تأثيراً ووجدت صدىً واسعاً، وهناك أعمال في الطريق ذات تأثيرٍ أقوى إن شاء الله. * تراجعت الدراما على مستوى العالم، والمسرح أظلمت دوره واختفى كتابه ومخرجوه؟ قد يكون هذا الحديث إلى حد كبير فيه كثير من المصداقية، ويرجع ذلك إلى أن جهاز التلفزيون سحب الكثير من الإضاءة المسرحية، غير أن دراما الحياة اليومية والمذابح التي يبثها التلفزيون يومياً عبر أخباره، أضحت هي الدراما الحقيقية المشاهدة. * هل أثر غياب الدراميين الذين رحلوا عن دنيانا مثل (عيسى تيراب) في الدراما بشكل عام؟ بالتأكيد تأثرت نكهة الدراما في حد ذاتها، حتى توقفت تماماً، فهم عاشوا عهد الإنتاج الدرامي الكثيف، حيث الظروف كانت أفضل

اليوم التالي


تعليق واحد

  1. ما عارف اقول ليك شنو , لكنك ممثل مسرحي فقط و لا تصلح للعمل التلفزيوني و السينمائي فتمثيلك مبالغ فيه بشكل سافر .