تحقيقات وتقارير

بعد «26» عاماً الإنقاذ .. مابين الحلم والكابوس


في مثل هذا اليوم من العام 1989م اعتلى المشير عمر البشير قائد ثورة الإنقاذ الوطني كما أسموها، كرسي السلطة في السودان عبر انقلاب عسكري على الحكومة القائمة آنذاك بقيادة الصادق المهدي رئيس حزب الأمة، ومنذ ذلك الحين شهدت البلاد أحداثاً ووقائع غيّرت مجريات الحياة السياسية والاجتماعية بجانب الاقتصادية، تغيرات لا نريد أن نحكم عليها نحن كإعلاميين لصفتنا الحيادية ولكن نحيلها إلى ساسة وخبراء سياسيين، للإدلاء بآرائهم حولها وتقييم الفترة الماضية مالها وماعليها.

الفريق صديق نائب رئيس حزب الأمة في أول تعليقه على ذكرى الحادثة، قال 30 يونيو تمثل نقطة سوداء في تاريخ السودان لأن فيها تم الانقضاض على النظام الديمقراطي الحر، ودخلت البلاد منذ ذلك التاريخ في صراع سياسي لم تخرج منه حتى الآن بالرغم من مرور 26 عاماً على الانقلاب، معبراً عن أمانيه بأن تجد الأوساط السودانية مخرجاً سلمياً يعيد الديمقراطية ويؤسس للتداول السلمي للسلطة.

وأقر نائب رئيس حزب الأمة بوجود إنجازات على مستوى البنى التحتية والخدمات أنجزتها الإنقاذ، وقال لا ينكر ذلك إلاجاحد وهي إنجازات كبيرة جداً، وقال مستدركاً ولكنها أتت بتكلفة باهظة وكان يمكن إنجازها في ظل الديمقراطية بأقل فاتورة.

من جانبه قال صديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي إن النظام الحاكم وخلال سنوات حكمه خرّب عبر سياساته كل المؤسسات بما فيها التعليم والصحة بالإضافة إلى الصناعة وأفقر الشعب السوداني ودخل في حروبات بمناطق واسعة، مردفاً نحن رؤيتنا في المعارضة العمل على الإطاحة بهذه الحكومة ولانريد أي حوار معها.

المؤتمر الشعبي الذي كان يوماً جزءاً من الحكومة وثورة الإنقاذ، برر على لسان أمينه السياسي كمال عمر للإنقلاب وقال إن الثورة أتت بحيثيات في وقتها، منها أن البلد كانت تعيش في ظرف أمنى سيئ جداً وأن كل القوى السياسية كانت تعمل داخل الجيش للقيام بانقلاب ونحن سبقنا الناس بالخطوة لأنه لم تكن هنالك ديمقراطية حقيقية، حتى أن زين العابدين الهندي قال مقولته الشهيرة «إن الديمقراطية هذه إذا أراد أن يأخذها كلب لن نقول له جر».

وأضاف نعتقد أن «30» يونيو كانت بالنسبة لنا حلم كبير لإنجاز دستور ينتهى بانتخابات وحريات كبيرة وخططنا لذلك، لكن عدم التجربة في الحكم أحدث الإخفاق مما جعلنا في 99 نفاصل وننادي بأفكارنا، مضيفاً أن الإنقاذ نجحت في الأمن إلا أنها فشلت في تقديم نموذج حكم راشد في البلاد، وفشلت أيضاً في الحريات و الديمقراطية.

وقال عمر إن الإنقاذ عندها فرصة في الحوار بأن تعيد إصلاح الماضي وأن تقدم ديمقراطية وحكم راشد، وزاد بالرغم سوء التجربة إذا قارناها بالقوى السياسية التي رأيناها، هذه هي أفضل الخيارات ويمكن أن تطور نفسها وتصبح «إنقاذ» بمعناها الحقيقي.

القيادي بالمؤتمر الوطني د.ربيع عبدالعاطي قال لـ«آخر لحظة» لا يمكن أن نقول إن الإنقاذ فعلت كل شئ أو إنها لم تفعل شئ، واصفاً أصحاب القول الأول أنهم «يوتوبيون»، و القائلين بأنها لم تفعل شئ أنهم ينطلقون من منطلقات سياسية، مشيراً إلى الثورة نجحت في الطرق والخدمات، وتابع هنالك فرق كبير بين الإنجازات الموجودة وما كان عليه السودان في الفترة الماضية.

وأورد أن هنالك دوراً لم تطلع به في عدة مجالات، منها الاقتصاد و المعيشة والدخل الخاص بالمواطن، ولكن في الناحية السياسية صارت هنالك مشاركة واسعة للأحزاب في الحكومة. والتحدي الذي يوجه المؤتمر الوطني حالياً ومستقبلاً هو إيقاف الحروب بدارفور وجنوب كردفان بجانب النيل الأزرق وإشراك القوى السياسية في حوار وطني شامل غير مشروط لإيجاد حلول للمشكلات التي تعاني منها البلاد.

الإنقاذ مثلها مثل الأنظمة الأخرى، بهذه العبارات ابتدأ الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبدالله آدم خاطر تقييمه لتجربة ثورة الإنقاذ، مضيفاً أن الحركة الإسلامية قد خطت بالانقلاب خطوة أكبر من قدراتها، وأن انقلابها على السلطة خطوة في الظلام، موضحاً أن الحكومة قدمت كثيراً من الخدمات في مجالات الطرق والاتصالات والمواصلات، إلا أن هذه الخدمات كانت على حساب الديمقراطية الأمر الذي انتهى بنا إلى نزاعات في درافور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وانفصال الجنوب.

وأضاف خاطر أن الإنقاذ قالت إنها أتت لوحدة السودان والآن ذهب الجزء الجنوبي وأوردت أنها قدمت لتحسين الاقتصاد وحالياً الوضع الاقتصادي سيىء والدولار مرتفع مقابل الجنيه السوداني، لافتاً أن علاقات البلاد الخارجية لم تكن أحسن مما كانت عليه قبل الانقلاب، وأن السودان يتعرض لضغوط دولية لم يسبق له أن تعرض لها في الفترات السابقة.

تقرير : لؤي عبد الرحمن
صحيفة آخر لحظة


تعليق واحد

  1. ى البشير
    اما كان لك ان تنهى حياتك كضابط جيش فقط بدل الانقلاب وتشيل ذنوب الشعب السودانى وان الله سائلك غدا عنهم