تحقيقات وتقارير

في الذكرى الـ(26) للثورة: هل ماتت الإنقاذ أم ما زالت حية ترزق؟!


إفادات ما بين تجربة الإنقاذ ومايو وموقف أعضائها ودور المرأة في الثورة
اليوم تحل علينا الذكرى الـ(26) لثورة الإنقاذ الوطني، حيث تسلم العميد – وقتها ـ “عمر حسن أحمد البشير” في يوم (الجمعة) (30) يونيو 1989 السلطة بعد أن مرت البلاد بحالة توهان وأزمات اقتصادية، وحالة غليان في الشارع العام. (المجهر) قلبت بعض صفحات تلك السنوات وحركة التحول وكيف أن الثورة تحولت إلى حزب سياسي .. وكيف استقطبت رموزاً من ثورة مايو وأخذت شكلاً جديداًـ بدأ من حل مجلس الثورة، مروراً بتطعيم الثورة،  بعناصر أخرى انتهاءً بخلع آخر أعضاء الثورة لزيه العسكري، وهو الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” .. وكيف حلت المرأة كعنصر داعم للثورة .. وطرحنا سؤالاً .. هل ماتت الإنقاذ أم ما تزال حية، والتقينا في ذلك بالقيادي في المؤتمر الوطني “محمد الطاهر أبو كلابيش” بوصفه أحد القيادات المايوية التي التحقت   بالإنقاذ، وحكا لنا تفاصيل من التجربة .. وكذلك التقينا بالقيادية بالمؤتمر الوطني “رجاء حسن خليفة” في إفادات حول تجربة المرأة في الإنقاذ وحجم التحول بعد (26) عاماً فإلى مضابط الحوارين:
“رجاء حسن خليفة”: المرأة واجهت مع الإنقاذ كل مراحل البناء وتصدت للهجمات الشرسة
والإنقاذ الآن انتقلت من مرحلة الثورة إلى مؤسسات مكتملة أركانها

الدكتورة “رجاء حسن خليفة”، امرأة الإنقاذ الأولى عرفت بنشاطها الدءوب في الدعوة والعمل في أوساط النساء،وكانت من الإسلاميين الذين انضموا للإنقاذ مبكراً، فهي مستشارة رئيس الجمهورية السابقة قبل ثلاثة أعوام، وقبلها كانت وزيرة ولائية وعضواً في البرلمان ورئيساً لاتحاد عام المرأة السودانية لدورات طويلة، كما عملت بالتدريس بالجامعات وتقلدت مناصب عديدة وكانت أول امرأة تنتخب بالمجلس التنفيذي لاتحاد نقابات عمال السودان في العام 1994م. كانت بارزة في ثورة الإنقاذ قدمت لها الكثير ويعرف عنها أنها المرأة الأكثر حضوراً في الإنقاذ، هذا فضلاً عن تناولها مسيرة المرأة في الإنقاذ عبر كتاب ألفته في العام 2004م .
“رجاء” لها آراؤها القوية والصريحة عن دور المرأة في الإنقاذ، وسبق أن قالت في تجمع لنساء المؤتمر الوطني إن المرأة هي من جعلت الإنقاذ، تقعد في الحكم. (المجهر) التقتها وكان الحديث عن ثورة الإنقاذ ودور المرأة فيها، وتقييمها للـ(26)سنة الماضية  من عمرها.
ذكرى عزيزة
تقول “رجاء” عن الإنقاذ في ذكراها الـ(26) اليوم، إن ذكرى ثورة الإنقاذ ذكرى عزيزة في نفسها وهي بمثابة وقفة وذكرى من الاجتهاد والمثابرة والصبر والاحتساب والرؤية والهم الوطني المشترك،  مشيرة إلى أنها كلها من قيم الإنقاذ وكانت من وجهات قطاعها العريض.
وترى د. “رجاء” أن قطاع المرأة استجاب لنداء ثورة الإنقاذ بعمل قاعدي تلمس قضايا المجتمع واستجاب لها، وتؤكد على أنها واجهت مع الثورة كل مراحل البناء وتصدت للكثير من الهجمات الشرسة للإنقاذ منها الاستهداف الخارجي .. بجانب مسيرة الجهاد التي شهدت وجود نساء الإنقاذ في ميادين القتال كثير. تذكر أخوات نسيبة وعزة يعدون العدة  للمجاهدين (زاد المجاهد)، ويرافقنهم لمناطق العمليات لشفاء وتضميد الجرحى من المجاهدين،  بجانب الشاعرات اللاتي أنشدن شعراً غزيراً عن الجهاد والمجاهدين في بداية الثورة. وتمضي د.”رجاء” لتقول إن محور الجهاد في الكثير من الكلام وتشير إلى أنه مسيرة حافلة والنساء كانت عندهن مواقف مؤثرة مثبتة لأركان الإنقاذ ومعززة وداعمة لأركانها . تضيف أنها كانت مقدمة في الشورى وأن صف المرأة بالإنقاذ  كان وطنياً وتداعت له من بعد ذلك العديد والكثير من النساء، من مختلف القطاعات والأحزاب والاتجاهات. وكانت وما زالت تنظيمات المرأة قوية.
نقلة نوعية للإنقاذ في الحكم
وترى “رجاء” أنه وعلى مدى الثورة أن مسيرة المرأة التي انطلقت منذ بداية الإنقاذ كانت لها بصماتها التي لا تخفى، وتبين “رجاء” أن الحديث يطول عن المرأة في ثورة الإنقاذ وفيها تحققت لها العديد من المكاسب .
وعن تقييمها للإنقاذ بعد بقائها على عر ش الحكم في السودان إلى يومنا هذا (26) عاماً، تقول  إن بقاء الإنقاذ هو عبارة عن مغالبة  لتحديات كبيرة، وترى أن الانتقال للشرعية القومية والشرعية  الدستورية هو نقلة نوعية للإنقاذ في الحكم وإدارة الدولة، مشيرة إلى النقلة السلسة هذه من ثورة جماهيرية إلى مؤسسة ودولة لها مؤسسات تشريعية وتنفيذية، لافتة إلى أن الانتخابات الأخيرة في أبريل 2015م، تؤكد التطور الدستوري للإنقاذ كونها انطلقت إلى آفاق أرحب تصب في حماية الوطن وتشمل الجميع .
الانتقال من مرحلة الثورة إلى المؤسسات
وعن كيف ترى الإنقاذ الآن قالت “رجاء” إنها تراها دولة انتقلت من مرحلة الثورة إلى مؤسسات مكتملة الأركان بجهاز للتشريع وجهاز قضائي مستقل وجهاز تنفيذي وعلى حكم اتحادي فيدرالي على مستوى الولايات وانتخابات حرة نزيهة تقام، ووجود مستوى مدني في الدولة. وتختم بأن الإنقاذ الآن في مرحلة مؤسسات مكتملة أركانها، تعمل من أجل المجتمع

 

 

المجهر السياسي