محمد عبد الماجد

المخابرات البريطانية «تحقق» والبرلمان السوداني في طور «الاستدعاء»


«1»
> تحتاج الوسائط الإعلامية من صحف وفضائيات وإذاعات إلى أن تناقش الظروف التي أدت الى مغادرة «12» او «17» او «18» من طلاب جامعة «العلوم الطبية» بشيء من الأمانة والشفافية والشجاعة.
> كلنا نفقد بهذا.. وكلنا يسأل عن هذا القصور.
> لاحظوا أننا من «ضبابية» لم نصل حتى لرقم موحد للطلاب الذين غادروا السودان للانضمام لتنظيم «داعش» فتارة يقولون إنهم «12» وتارة «17» وتارة «18»، واخشى ان نصل اليوم الى الرقم «21» من المغادرين عبر مطار الخرطوم الى تركيا للانضمام لتنظيم «داعش» في سوريا والعراق.
> تنظيم «داعش» هزيمته والقضاء على تطرفه وعصبيته لن يكون متاحاً إلّا عبر المناقشة الإعلامية والعرض الصحفي بدلاً من «السكوت» أو التكتم حتى يبلغ «السيل» أن يجد «الأب» ابنته في صبيحة اليوم التالى في «تركيا».
> لذلك من مصلحة الحكومة أن تفتح نوافذ الإعلام.. وأن تترك الموضوع للنقاش بعد أن فشلت حتى في ان تمنع تسرب طلاب ومغادرتهم بصورة غير شرعية عبر مطارها الدولي.
> أما التعليم في السودان فقد وصل «الوهن» به أن أصبح كلية جامعية فيه بقيمة «العلوم الطبية» مخترقة للتنظيم ليغادر بعض طلابها عندما يجلس البعض الآخر للامتحانات.
«2»
> إذا نظرنا للأمر من ناحية تحليلية سوف نجد أن التنظيم اختار ضحاياه من أسر «ثرية» وهي فوق ذلك تتمتع الى جانب المال بالسلطة.
> دراسة الطب ايضاً اضحت هدفاً لهم لضم طلاب الكلية للتنظيم، وطلاب الطب يعرف عنهم التميّز والطموح والذكاء.
> ويميز أولئك الطلاب حصولهم كذلك على «جواز» آخر الى جانب الجواز السوداني.. ليكون «الجواز» «جوازاً» لهم للانضمام للتنظيم.
> الطلاب الذين انضموا للتنظيم او الذين غادروا اعمارهم تتراوح بين «18» سنة و «22» سنة .. وهذه سن الاختراق فيها تسأل عنه «الأسرة» بشكل خاص و «الدولة» بشكل عام.. قبل ان يسأل «الطالب» نفسه.
> إذا غابت الدولة كيف للأسر أن تترك ابناءها للانجذاب لهذا التنظيم والانضمام له والتعصّب حد ان «الطالبة» يمكن ان تترك وطنها وأسرتها وكليتها لتنضم الى «داعش» في سوريا او العراق.. هذا عمل لا يتم بين يوم وليلة.. وهو شيء يثبت أيضاً قوة تأثير التنظيم ونجاح تخطيطه رغم ما يُعرف عن «دمويته» وتطرفه «البغيض».
> نحن نتحدث عن «داعش» او الدولة الإسلامية في العراق والشام على أنه «تنظيم» وهو يعرف نفسه بذلك.. فيؤكد ذلك أن «داعش» حركة «يُنظم» لها ويخطط… وقد غاب عنّا «التنظيم» نحن في كل الأشياء.. لذلك يتمدد «داعش» بهذه الصورة الخطيرة.
> لا بد أن يكون هناك «تنظيم» يضعف هذا «التنظيم» ويتصدى لمده.. اللوائح والقوانين هنا غير «مجدية» المد الفكري يوقف بمد فكري.. والمعتقدات يقضى على سلبياتها بالحوار والنقاش والمنطق.
«3»
> في صحف الأمس أن عضو البرلمان المستقل أبو القاسم برطم دفع بمسألة مستعجلة للبرلمان لاستدعاء وزير الداخلية حول حيثيات انضمام عدد من الطلاب السودانيين لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش».
> نرجو أن يتجاوز البرلمان مربع «الاستدعاء» هذا وإن كان «مستعجلاً»، فلم نحصل قط على «نتيجة» إيجابية أو سلبية من تلك «الاستدعاءات».
> على البرلمان أن يبعد القضية عن سوح البطولات والعنتريات والمكاسب والتصريحات الصحفية والاستدعاءات البرلمانية التى تحفظ فقط حق العضو الذي يدفع بالاستدعاء.
> في بريطانيا وبسبب «الجواز البريطاني» وحده فتحت المخابرات البريطانية التحقيق مع طلاب جامعة مأمون حميدة الموقوفين بتركيا، بينما نحن هنا في السودان نفقد فلذات أكبادنا ونكتفي بـ «الاستدعاء».
> وأشد من الانضمام لـ «داعش» هذا «الاستدعاء».
«4»
> غداً إن شاء الله نتحدث عن تصريحات مصطفى عثمان إسماعيل التي قال فيها «لو طلق الرجل زوجته سيقولون السبب الوطني».
> وهل هناك سبب آخر؟