صلاح احمد عبد الله

مكارم بشير..؟!!


* لا أحد يستطيع أن ينكر أن برنامج أغاني وأغاني.. ذو شعبية طاغية.. وفرح مستمر لأكثر من عشر سنوات.. به طرب أصيل.. وثقافة غنائية راقية المضمون والمحتوى.. به شباب يعرفون جيداًً.. كيف يخاطبون المشاعر والوجدان.. الذي كاد يتكلس بفعل الزمن.. وعاديات السياسة.. ويزرعون الفرح في أرض كادت تكون مواتاً..
* شدني متسمراً هذا العام.. صوت قوي.. طروب.. به شجن السنين.. استمعت إليه بالعقل أولاً.. وتدخل القلب سريعاً.. رأيت بهما قوة النيل الأزرق.. المندفع من أعالي جبال إثيوبيا.. يحمل (الخير) لوادي النيل.. ورأيت بهما (العقل والقلب) النيل الأبيض.. يتلوى جاهداً عبر الغابات والمستنقعات ليصل إلى المقرن.. حيث تمتزج القوة.. بالهدوء المثير.. بالصوت الممتع.. بخرير السواقي.. بشقشقة العصافير.. بنداوة الجروف وخضرتها.. برتع الماشية وثغاء صغارها وقفزاتها الطروبة والشيقة.. والنيل الكبير يتلوى جاهداً عبر الشلالات.. والصحاري مندفعاً إلى مصبه عبر الأراضي الخضراء.. إلى الدلتا.. وحتى المتوسط..!!
* صوت شامخ بكبرياء النخيل.. يشق جاهداً فضاء المستحيل وسيصل بإذن الله.. لأن (المزامير) نحتاجها لإيقاظ الضمير..!!
* صوت نحتاجه بشدة.. لأن الحب والشجن البرئ.. يطفئان نيران الحروبات في جنوب كردفان.. والنيل الأزرق.. وكل دارفور.. ويشدان ويشدوان بالمودة التي تزيل آثار البارود.. ودوي المدافع من صمم الآذان.. وتكون بلسماً لجراحات أهل المعسكرات.. ليعرفوا أن بالسودان.. ما زال هناك صوت حب..!!
* شدت.. برائعة إدريس جماع.. (غيرة).. للفنان سيد خليفة.. عم الطرب كل شوارع حلفاية الملوك.. وأزقتها.. ودقت طبول (الكرم) واشتعلت نيران الطعام في شرق النيل.. تقديراً لها.. وللشاعر والفنان العظيم..!!
* تغنت.. بنجمة نجمة.. وأكاد أجزم أن الفنان إبراهيم حسين تحرك بمعافاة معها شفاه الله.. بقدر ما أمتعنا.. وحرك الأمل دائماً في دواخلنا.. وتبسم (توتيل) وتعلم (فراش القاش) معنى الوفاء..!!
* اسمتعت إليها.. (بعقل وقلب).. أغمضت عيني حتى تمتلئ الخلايا بالطرب في زمن الشقاء السياسي.. والكهنوت الحزبي البغيض.. وجامعي الفتات ولاعقي الموائد.. ولا أشبهها بأحد.. هي نسيج وحدها.. حتى لو تغنت لغيرها من أساطين الفن.. رأيت في عيونها.. وردي في صواردة وتلك البدايات القوية.. وعثمان حسين في سوق السجانة.. وألحان الطرب والأمل.. (الأول) وجد إسماعيل حسن.. والثاني وجد (بازرعة).. رأيت آسيا وأفريقيا.. و(الكابلي) في مهجره الاختياري يبتسم.. وبكل علمه.. وثقافته.. وأدبه وتأدبه يقول.. إن راية الفن لن تسقط.. رغم تنطع الكاذبين.. وبغاث الطير.. وغثاء السيل…!!
* والباشكاتب يقول لها.. إن الإنسان (بيتعلم من الأيام).. وقد يلاقي المصاعب.. والمتاعب.. وقد يغني ويشدو وهو يبكي.. ولكنه سرعان ما يجفف دمعه.. ويتحدى ظروفه وزمانه.. ويواصل مسيرته.. من أجل شعبه الذي يستحق كل الخير..؟!!
* لا أريد أن أقصم ظهرها بالإطراء.. ولكنها مزيج ألحان.. وقوة أداء.. أتمنى أن تواصل بنفس (نفس) القوة التطريبية العالية.. والأداء الممتاز.. وأن تجد من (الكلمات) والشعراء ما يعينها.. ومن الألحان ما يزيل الناس رهق الحياة..
* صدقوني.. لم ألتقِ بها.. ولم أستمع اليها إلا من خلال التلفزيون.. ولأول مرة منذ سنوات يشدني (صوت) بعد أن غادرت الطيور الحزينة إلى العالم الآخر.. وهي ترى.. (فنها) الذي أفنت عمرها من أجل تجويده إكراماً لشعبها يصير في هذا الزمان.. مسخاً بين (الحناجر).. و(النطاطين)..!!
* شباب أغاني وأغاني.. لهم التحية على زراعة الفرح..
* مكارم بشير.. المسؤولية كبيرة.. أثق جداً.. أنت أهل لها..
* السر أحمد قدور.. الله يعطيك ألف عافية..


تعليق واحد