عبد الباقي الظافر

في بيتنا داعش..!!


زارنا قبل أسابيع في صحيفة التيار مواطن سوداني ساردا تجربته مع داعش ..شيخ مصطفى في منتصف العقد الخامس..في ذات مساء متأخر كان الشيخ في طريقه لمسقط رأسه في ولاية الجزيرة ..الوقت كان متأخرا فلم يجد مصطفي راحلة تاخذه إلى أهله..في لحظة اليأس هذه اقترب منه شاب وسيم تبدو على وجهه معالم التدين..عرض الشاب على الشيخ فضل زاد يحمله الى أهله..وافق شيخ مصطفي على خيار الرفقة الطيبة.
مازال الشاب يبحث عن مدخل لعالم شيخ مصطفى..في منعطف صرخ الشيخ ” يامكاشفي القوم”..هنا بدأت رحلة تجنيد شيخ كبير..عبر هذا الباب عرض الشاب الوسيم فكر الدواعش..عرض الشاب على الشيخ جنة في الدنيا عرضها مساحة دولة الاسلام في الشام..كان الشاب يقدم كل مطلوبات الحياة الدنيا مقرونة بأجر الآخرة ..قال له ان كنت تريد المال فكل مدينة تسقط فتعتبر ثروات أهلها من الغنائم..السبايا الجميلات اللائي يوقعن في الأسر معروضات في طرف السوق لمن يرغب أو يدفع .. العطاء الجهادي وفقا للحالة الصحية..الكبار في الصفوف الخلفية يصنعون الطعام ويعتنون بالجرحى .
لم يمضِ الشاب مباشرة الى أهله بل دلف إلى قرية الشيخ كداعية .. بعد اسابيع كان الشاب قد تمكن من تجنيد عدد الشباب ليعينوه في قتال الكفار في أرض الشام ..أحد المجندين توفي لاحقا في أرض المعركة…
قبل ايام فوجئت البلاد بفوج جديد من الطلاب والطالبات يغادر الى حيث تنظيم دولة الاسلام..معظم الطلاب المغادرين يحملون جوازات أجنبية وبعضهم من أسر معروفة ..البعض حاول أن يحمل إحدى الجامعات الخاصة مسؤولية صادر الجهاديين الجدد..الحقيقة ان الجامعة لا ذنب لها سوى انها تحتضن الأصناف الجهادية التي يسهل تصديرها عبر الموانئ الجوية بحكم انهم يحملون جوازات عابرة..لاحقا سيتجه التنظيم الداعشي الى توفير مسارب خروج جديدة لأفواج شعبية تنتظر حظها في القتال وربما يتم تكليف الشباب المتحمس بمهام داخل حدود السودان وهذه ثغرة تحتاج للانتباه.
في تقديري ان هنالك عوامل حاسمة في تمدد الفكر القتالي المتطرف..التربة السودانية خصبة لنمو هذه التيارات..إذا سأل احد هؤلاء الشباب أي إمام مسجد لتصنيف اتباع مناهج غير أهل السنة لكانت الإجابة حاضة على العنف الديني..أما إذا كان السؤال عن غير المسلمين لرد ذات الإمام لا تضيع الوقت في طلب الفتوى وأمضِ الى قتالهم ..العامل الثاني ان الوسائط (الميديا )الجديدة جعلت الأفكار يتم تناقلها بوسائط غير خاضعة للمهنية.. ابتعاد الآباء عن مفاصل حياة أبنائهم بسبب الاجتهاد في سبيل توفير لقمة العيش جعل الجيل القادم يعيش في عالم افتراضي واسع جداً ..مثل هؤلاء الشباب خياراتهم تتوسع ما بين القتال أو الوقوع في براثن المخدرات ..كل ذلك والأسرة نائمة في العسل.
بصراحة ..بلادنا تواجه حربا صعبة..تجاوز المنعطف يقتضي إتاحة مزيد من الحريات حتى يفرج هؤلاء الشباب عن طاقاتهم المتفجرة ..هؤلاء الشباب هم ضحايا لا جناة..ضحايا فكر ديني يحتاج لإعمال مزيد من التجديد حتى يتعايش مع الآخر .


تعليق واحد

  1. يعنى ايه مزيد من الحريات ؟؟؟نفتح بيوت الدعارة و الخمارات .؟ انت انسان تصطاد فى الماء العكر