منوعات

حزمة أراك: السواك في رمضان.. سنة نبوية مستحبة


حاج يوسف على خمسة، حصل الجرد، الصبي يراقب من تحت ظل شجرة خفيفة لأي حركة تقترب من قطع الأراك المنبسطة على فرشة خيش متواضعة، وهو يردد “جزمة نسائية (٣٠) يا مواطن، جزمة رجالية (٣٠) يا مواطن”. استمرت المحطة بالحركة طابور غير أنيق من العربات والسيارات، الصبي يتحفز على أمل البيع لكل من يقع تحت بصره ولو بطريقة عابرة لأعواد تنظيف الأسنان الخضراء كان معه قدره الأسود الذي دفع به ضمن سواد نسبة من الفقر بلغت بحسب آخر إحصائية ٥.٤٥٪.

تفاصيل مدهشة

وقد بدا عليه انتماء أدلت عليه ملامح الوجه الشاحب وأسلوب حديثه الناضج لمن يسعون حتى في امتلاك قوت اليوم الواحد الحلقة تتسع المشهد في مكان مرتفع في محطة الاستاد يبدو واضح التفاصيل، تناقض ما تدل عليه اللافتات المتراصة مع بعضها في جانب على جميع أنواع الموبايلات، واسبيرات جميع العربات والمشروبات والمأكولات الشهية، انسجم مع تباين الحافلات والأمجادات والتكاسي على الأرض.

لافتات مختلفة

ثمة لافتات تروى إلى جانب بعض عن اختلاف آخر جمع ما بين المكتبة والعصائر وتعليم قيادة السيارات والشمس الساطعة تعطف على المشهد بجميع تناقضاته، وقد شمل عطفها كذلك صمود الشاب الصغير الممسك بزمام الصبر عبر سنارة بيع مساويك، يعود بفضلها بصيد وفير من المال على أهله ونفسه، تسعد بها بساطة حياته.

استحباب السواك

بينما يسوده دعم داخلي براحة نفسية ربما تنتابه من كسب عيش مزدان باستحباب السواك الذي أقره الرسول الكريم، إذ يقول الشيخ محمد أحمد حسن لـ (اليوم التالي) إن السواك سنة أقرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في رمضان وغير رمضان إذ قال: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء، وفي رواية أخرى عند كل صلاة. وأكد الشيخ ضرورة تنظيف الأسنان بعد كل وجبة من الوجبات الثلاث من ناحية طبية، لافتا إلى أن (المسواك) اسم يطلق على ما يستعمل في عملية السواك سواء أكان عود أراك أو جريدة نخل أو فرع شجرة أو فرشاة، موكدا أن التسوك بكثرة في رمضان غير ممنوع لجهة أن العلماء أجازوه بشرط أن لا يدخل ما يتكسر من الفرع من نتف صغيرة في بطن الصائم. وحذر فضيلته من أن ممارسة التسوك بالعود في الشارع يعد مظهراً غير حضاري، ربما كان ذاك البائع الصغير قد وصل توا إلى المحطة استعدادا ليوم جديد موعود بالرزق الحلال في الدنيا والمبارك من السماء عندما أكد الشيخ محمد أحمد حسن.

أجر كبير

إن للسواك في رمضان أجراً يزيد عن ممارسة العملية في ما دونه من أشهر من منطلق أن الأجر يزيد عند ممارسة أي عمل صالح في رمضان. وكان الشيخ الصغير يبلغ أربعة عشر عاما ويدعي الشيخ البلال، روى لـ (اليوم التالي)عن قصته مع المساويك، وذكر أنه ينتظم عند كل شهر رمضان في بيعها. وقال “فيها قروش كثيرة”. وأفاد أنها تدر دخلاً يتفاوت في اليوم الرمضان ما بين ١٥٠ – ١٤٠- ١٠٠ حسب السوق. وقال إن أسعارها تتفاوت ما بين جنيهين للعود الطويل الأخضر، وجنيه للعود الأقل في المزايا، ولكنه لفت إلى أن معظم الدخل يأتي من بيع الأخير. وأوضح الشيخ أنه يأتي بها من جبل أولياء ويبلغ رأس مال ما يفترضها خلال اليوم نحو ٦٠ إلى ٧٠ جنيها لـ (٢٠٠) مسواك. وقال: مع راحة داخلية اختلطت بالإيمان أن الربح سوف يتكسي به وأهله في عيد الفطر، قبل أن يجتهد مع صفحة جديدة للإعادة، حيث ينزل بجد في المدرسة ليتجاوز به النسبة التي أحرزها في امتحان الشهادة قبل أيام، وقد بلغت (٦٥٪) كما يقول

اليوم التالي