مصطفى أبو العزائم

اسماء وأخطاء.. وطرائف..


“اللهم إني صائم”.. ليس أمامك إلا أن ترددها سراً أو جهراً عندما يقع خطأ أمام عينيك وانت تنظر في هذا الشهر المبارك, ونحن نتعامل مع الصيام كأنه مبرر موضوعي للخطأ, في حين أنه يجب أن يكون هو الأدعى للصواب..
بالأمس تم تداول خبر إختيارالمجلس الوطني لخمسة من عضويته ليكونوا ضمن عضوية المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية الجديد الذي يرأسه استاذ الأجيال فضل الله محمد ويتولى أمانته العام البروفيسور هشام محمد عباس.. وليس في الأمر عجب كما نقول لكن جاء اسم عضو المجلس الوطني السيد صلاح عبد الله علي ضمن تلك المجموعة المختارة وسرعان ما ألحق به اللقب الاشهر (قوش) ليصبح السيد الفريق أول مهندس صلاح عبد الله قوش ضمن تلك المجموعة, رغم ان اسمه الثلاثي هو صلاح عبد الله صالح.. و.. (هوب) تلقفت المواقع الاخبارية وبعض اقسام الاخبار في الصحف ذلك الخبر وتصدر قائمة النشر لديها ولم ينتظر البعض قليلاً للتأكد من إذا كان المعني هو السيد صلاح قوش أم صلاح آخر.. وهذا لعمري من أخطاء التعجل المفضية إلى التهلكة في الصحافة الاستقصائية والخبرية.. أي النشر دون روية أو تحقق, ولم يكن هناك اصلاً من داع للعجلة وطي ملفات الاخبار خاصة وإن (الزمن بدري) مهما تقدمت الساعة في هذا الشهر المبارك, وكان يمكن ان يكتشف أي باحث عن الحقيقة صحة الخبر بعد أقل من نصف ساعة, وإن المقصود والمعني كان هو السيد صلاح عبد الله علي, صاحب مطابع ومعامل التصوير الملون, والمشهور أكثر باسم صلاح المصوراتي.
لكن هذه العجلة ماذا نفعل معها وكثيراً ما نقول أنها (من الشيطان) ولكن الشيطان غائب في هذا الشهر.. لذلك هي من سيئات اعمالنا.. (!)
الأخطاء في مهنة الصحافة واردة, حتى في دنيا ودوائر اتخاذ القرار, فربما يصدر قرار أو مرسوم بتعيين شخص أو إعفائه ويكون حملة ذلك الاسم اكثر من واحد او اثنين.. وقد حدث من قبل ان صدر قرار بتعيين (محافظ) من أصدقائنا ونحر اهله الذبائح, وأنتقى افضل ما عنده من ثياب لاداء القسم, وعندما وصل إلى القصر وجد أنه ليس الشخص المعني رغم التشابه والتطابق حتى الاسم الثالث, وعرف الشهيد المشير الزبير محمد صالح- رحمه الله- بالذي حدث, فضحك وقال للرجل: (يا زول ما ترجع.. تعال وادي القسم.. إنت عينك رب العالمين ما بنقدر نرجعك)..
استشهد المشير الزبير وغاب وبقي صديقنا يتقلب في المواقع ويحقق نجاحاً وراء نجاح, ما كان ليتحقق لولا ذلك الخطأ غير المقصود أما عن الاخطاء في مهنة الصحافة وفي النشر فهي كثيرة وطريفة, ربما اشهرها قصة ذلك الاعلان الذي جيئ به إلى أحد اساتذتنا الكبار- رحمه الله- وكان إعلان نعي, وطلب منه سكرتير التحرير أن يأمر بنشره إن رأي ذلك لأن الصفحات تكاد أن تكون قد اكتملت.. فما كان من استاذنا الجليل ذاك- رحمه الله- إلا أن أمسك بالقلم وكتب في آخر إعلان النعي الذي ختمه اهل المتوفي بالدعاء المأثور: (اللهم اغفر له وأرحمه واسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً).
امسك رئيس التحرير بالقلم وكتب بالخط الواضح (ينشر) ثم استدرك وكتب في آخر الورقة: (إن وجد له مكان) فخرج الإعلان يحمل تلك العبارة (إن وجد له مكان) بعد الدعاء المأثور.. فقامت القيامة.