منوعات

تعاطي النساء لـ(التمباك)… ما بين حب (الاستطلاع) ومتطلبات (التحدي)!


ذات مرة، وهو يقوم برفع الوسادة عن فِراش النوم داخل حجرته الخاصة التي لا تشاركه فيها سوى زوجته وجد ذلك (الكيس) الملفوف بعناية، عندها بدأت الحرب النفسية مع نفسه وبدأ الشك يأكل في جسده والأفكار الغريبة تتخلل عقله، وظل يتابع خطوات زوجته ويترصدها ويتجسس على مكالماتها ليلاً ونهاراً، رغم أنه كان يعلم علم اليقين أن لا أحد يزورها ولا يوجد في البيت معها إلا ذلك الطفل الرضيع، وبعد صراع مع نفسه قرر أن يواجهها بما يدور في تفكيره فما كان منها إلا أن اعترفت بجريمتها، ليست جريمة شرف، ولكنها كانت جريمة أخرى تتمثل في تعاطي (التمباك)!.. ورغم أن القصة اعلاه هي قصة حقيقية، إلا أن الكثيرين لا زالوا يرفضون تماماً ظاهرة تعاطي الفتيات لـ(التمباك)، ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك عندما يؤكدون أن الظاهرة يمكن أن تكون موجودة في الماضي، ولكنها اندثرت مع تقادم السنوات، وبين هذا وذاك، كان لا بد لنا من وقفة لمعرفة المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
مضار عدّة:
الشاب أبو القاسم محمد الذي يعمل بمحل لبيع الرصيد في موقف جاكسون بالسوق العربي، قام بانتقاد الموضوع ورفض تماما حيثياته، قبل أن يعرج للحديث عن مضار التمباك على صحة الفهم والأسنان والجسم بصورة عامة وذكر ما يحتوية التمباك من مواد مسرطنة تضعف المناعة وتجعل الجسم اكثر عرضة للأمراض وخصوصاً جسد المرأة لأن تكوينها الجسدي أضعف من الرجل، كما تحدث عن رفض المبدأ اجتماعياً وأضاف أن المرأة التي تتعاطى التمباك غير جديره بالاحترام ولا يمكن الاعتماد عليها وليست بالمسؤولة.
ظاهرة قديمة:
أما عباس الطاهر الذي يعمل بمحل لبيع الأحذية بالسوق العربي فكان حديثه يدور حول الظاهرة بالنسبة للمرأة، مضيفاً أنها ظاهرة قديمة حيث كانت تنتشر في مجتمع (حبوباتنا زمان) وهي ليست بالجديدة، إلا أنها تعد مظهرا من مظاهر التخلف وعدم الوعي والثقافة وعلى الرغم من انتشارها قديما إلا أنها كانت تمارس في الخفاء، مختتماً: (الجوانب الصحية معروفة للجميع، وفي اعتقادي الشخصي أن المرأة التي تتعاطى (التمباك) تكون قد تجردت من القيم والمبادئ)!
أسباب متعددة:
يوسف علي التاج الذي يعمل في محل لبيع الفواكه بموقف (الإستاد) تحدث عن الظاهرة بشيء من التفصيل، وأرجع السبب إلى التنشئة والتربية من الأسرة والمحيط الذي تنشأ فيه المرأة كما تحدث كذلك عن رفض المجتمع للظاهرة ووصفها (بالمقرفة) كما أرجع الأسباب إلى ضعف الوازع الديني وأصدقاء السوء، ووصف المرأة التي تتعاطى (التمباك) بأنها لا تصلح لتربية الأجيال فهي نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله!
شاهد عيان:
الطالب عادل محمد حسن الطالب بجامعة النيلين كانت إفادته لنا مختلفة بعض الشيء، فقد قال بسرعة: (هي ظاهرة حقيقية رأيتها بعيني عندما شاهدت إحدى الفتيات تتعاطى (التمباك) وتتقاسمه مع صديقة لها في مكان عام في مشهد نُزعت عنه الحياة والخجل)، ويواصل: (أصبت بالدهشة ولم أصدق ما رأيت)، ويضيف: (بعض الفتيات تجردنّ من صفات الأنثوية وفقدنَ الكثير من معطيات المرأه وملامحها وكذلك فقدنَ سر جمال الابتسامة، وقد تكون من ضمن الأسباب الرئيسية لذلك تعاطيهن للتمباك).
حب استطلاع:
(حب الاستطلاع ربما يقود المرأة لأكثر من ذلك).. بهذه العبارة ابتدر المهندس محمد عربي حديثه وأضاف: (المرأة دوماً شغوفة بمعرفة كل شيء، واستكشاف أي شيء، لذلك من الطبيعي أن تجرب بعضهنّ اكتشاف تأثير التمباك)، وواصل ضاحكاً: (أعرف صديق لي قامت زوجته بتهديده بتعاطيها للتمباك إن لم يتخلَّ عنه، لكنه أخذ حديثها مجرد مداعبة، ليُفاجأ بها ذات يوم وهي تحاول وضع (سفة) فما كان منه إلا أن أثناها عن ذلك الأمر وتعهد لها بتركه نهائياً وقد كان)!

 

السوداني


تعليق واحد

  1. لانستطيع حصر الاشعار التي تتكلم عن بياض الاسنان وجمالها وعن رائحة المسك والنفس”من التنفس” الانختم في الشعر الشعبي!
    لو كان ابوصلاح حيا وسألناه كيف يقبل فما”خشما” مليان تمباك فكيف تكون ردة فعله؟! ولو عرف ذلك إمرؤ القيس لما قبل محبوبته تسعا وتسعين قبلة وواحدة اخرى وقد كان على عجل!!!