يوسف عبد المنان

رسائل.. ورسائل


{إلى البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان: لقد شبع الشعب السوداني من برلمانات الحشد والتأييد والنصرة والمؤازرة، ويتوق الشعب لبرلمان يحاسب الوزراء ويقف مع الناس في قضايا المعيشة والخدمات.. برلمان عندما يأتيه الوزير ترجف أوصاله رعباً وخوفاً من أسئلة النواب وليس برلماناً يشيد بأداء الوزير ويقيم حفلات التكريم للجهاز التنفيذي. وقد بلغ الهوان وخلط الأوراق والخوف من المتنفذين أن ذهب البرلمان السابق بكامل هيئته لأحد الوزراء لتلقي تنوير منه عن أداء وزارته.
{إلى بروفيسور “إبراهيم غندور” وزير الخارجية: متى تنظرون لعمق العلاقات مع الجيران الأفارقة.. تذكروا تشاد واريتريا وأفريقيا الوسطى والنيجر ومالي الدول التي كسرت طوق الحصار ووقفت مع السودان في أيام عسره رغم فقرها وحاجتها إلى الدعم الأمريكي.. لا تنظروا فقط لدول النفط والريال والدولار.. فالأقربون أولى بالزيارات التفقدية وتبادل المصالح.
{إلى “الزبير عثمان أحمد” مدير عام الإذاعة والتلفزيون: إيقاف مسلسل بيت الجالوص من خلال توجيهات المتنفذين في السلطة الذين لبسوا طاقية قصة المسلسل يمثل انتهاكاً صريحاً لقيم الإذاعة السودانية وتقاليدها.. لقد ذبحت المهنية من الوريد إلى الوريد.. ولم يتبقَّ إلا الدعاية التي تبثها الأجهزة المسماة قومية.. ما حدث (فضيحة) كبيرة وسابقة لم تشهدها الحيشان الثلاثة.. هل تمت إجازة المسلسل الموقوف بضمير المهنتين؟؟ وهل أنت شخصياً مقتنع بأسباب الإيقاف؟؟
{إلى د.”علي بلدو” الكاتب والاختصاصي الكبير: إذا تحالف رأس المال والسلطة والإعلام نضب نهر الإبداع لست ضحية وحدك للثلاثي النافذ، ولكن الضحية الحقيقية هو المتلقي الذي جعل الإذاعة بديلاً ومتكأ من هجير ورمضاء هذا الصيف.. ولكن “الزبير باشا” استطاع إطفاء الشمعة في منتصف رمضان وكل سنة وأنت طيب.
{إلى د.”عبد الحي يوسف”: شكراً لاعترافك الجهير بأنك نصف سوداني ونصف مصري وكثير من المبدعين في بلادي يتقاسمون الهويات، فـ”الفيتوري” نصفه ليبي ونصفه سوداني، ولكن “عبد الحي يوسف” الآن ينشط في الدعوة وسط المسلمين أكثر من نشاطك وسط الوثنيين والروحانيين في بلادنا من (عبدة) الكجور والكجرة.. فمتى تخرج من الخرطوم للفضاء السوداني الذي يمتد من حلفا حتى كوستي بدلاً من نمولي طبعاً.
{إلى الفريق “هاشم عثمان” مدير قوات الشرطة: أن تتربص شرطة المرور بالمصلين أمام مسجد الشهيد بالخرطوم في ليل رمضان من أجل الحصول على (أتاوات) وجبايات، ذلك ما يشكل منظراً محرجاً في حق الدولة.. ماذا إذا ترك مسلم الصلاة في ذلك المسجد خوفاً من تربص شرطة المرور بسيارته.. ولماذا في شهر الرحمة والمودة والطاعة تضيقون واسعاً وتتصيدون السائقين!!
{إلى وزير المالية “بدر الدين محمود” الأرنيك الإلكتروني يقضي على ظاهرة (القشرة) والتهرب الضريبي، ولكن تطبيق النظام الجديد قبل تدريب الموظفين قد أصاب قطاعات عريضة بالشلل. بعض السيارات القادمة من أقاصي البلاد تقف منذ أسبوع في انتظار وصول الأرنيك الإلكتروني وقد تضرر أصحابها وكسدت تجارتهم.
{إلى اللواء د.”عيسى آدم أبكر” والي جنوب كردفان: بإعلان حكومتك يركب البعض قطار المعارضة لأنهم وجدوا أنفسهم بعيداً عن السلطة.. ليس مهماً أن تأتي بثلاثة وزراء ومعتمدين من قبيلة واحدة.. وليس مهماً أن تحشد العسكريين في الخدمة والمعاش في الجهاز التنفيذي، ولكن مهم جداً البرنامج وقدرة حكومتك على الوفاء بما يطلبه المواطنون. الطبقة السياسية المرتبطة بالسلطة لن ترضى عنك مهما بلغ ولكن رضاء المواطنين هو الأهم.
{إلى اللواء “دخري الزمان” مساعد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات: مليون جنيه دعماً للهلال ومثلهما دعماً للمريخ خطوة تستحق الثناء والتقدير والإشادة، لارتباط جهاز الأمن الوثيق بهموم الوطن الثقافية والرياضية والاجتماعية، ولكن حتى ينفق الجهاز مليونين من الجنيهات على الفريق القومي السوداني الذي يعيش الآن يتيماً لا دعم أهلي ولا رعاية رسمية.. ومتى تدعمون فريقاً مثل هلال كادقلي الذي أصبح على حافة الهبوط بسبب الإهمال وقلة الدعم وشح المال!!