أبشر الماحي الصائم

لعبدالوهاب الأفندي وآخرين


أحبار غزيرة أريقت على مدى الأيام الفائتة تفتأ تحذر من دخول مصر كأكبر دولة عربية، في أتون الفوضى التي تكاد تضرب كل المنطقة العربية، فعلى الأقل قد وقفت في هذا السياق على عدة مقالات من بينها مقالة تنزف حسرة ودماً للدكتور الأفندي، الأستاذ السوداني بجامعات الغرب، على أن ما يفعله نظام السيسي من تنكيل وتقتيل في صفوف الإسلاميين، سيأتي بردة فعل ربما تعصف باستقرار دولة بحمولة مائة مليون نسمة، وستكون الكلفة يومئذ باهظة جدا، إلى آخر تلك القراءات المشفقة و.. و..

* مؤسسة الملاذات الجناح الفكري، وإن كانت تذهب في ركائب قولهم، إن العنف لا محالة يولد العنف، إلا أن رؤيتنا دائما في شأن العزيزة مصر هي أن الغرب وعلى رأسه الإمبراطورية الأمريكية، مكمن تصدير أطروحة الفوضى الخلاقة، لا ولن يسمحوا بدخول مصر إلى مرحلة اللا دولة، وذلك لسبب بسيط جدا لا يحتاج إلى كثير عصف ذهني وعبقرية ..

* هو أن انهيار الدولة المصرية يشكل خطورة بالغة على دولة الكيان الصهيوني، بل ربما يضع المعركة الإسلامية المرتبكة في مسارها الصحيح، وذلك بسحب البساط من معارك داعش والاحترابات المذهبية والمناطقية الأخرى إلى مقاتلة اليهود المغتصبين، معركتنا المركزية المؤجلة و.. و..

* وبإمكانكم أن تراجعوا كل بينات الدول والواجهات والمنظمات الغربية، إزاء العنف الممنهج الذي يُمارَس ضد الإسلاميين في مصر، كلهم وبلا استثناء يدينونه ولا يرغبون أن يمضي إلى مآلات قد تعصف بتماسك الدولة المصرية، المرسوم لها حفظ توازن ومصالح الغربيين في الشرق الأوسط، فعلى الأقل إن الأمر عند واشنطن خطأ أحمر لا يقبل التهاون والتلاعب و.. و..

* فالأستاذ الأفندي قبل الآخرين يدرك، أن واشنطن هي التي تدفع، وفق اتفاقية سلام كامب ديفيد، قمحاً سنوياً لمصر بما يقارب المليارين من الدولارات الأمريكية، مقابل الحفاظ على تماسك الدولة ومن ثم أمن إسرائيل، لهذا نسمع عن التنسيق بين الجيشين المصري والإسرائيلي لملاحقة (الإسلاميين) !!

* الأفندي يعلم أن مصر ملتزمة بتسليح الجيش المصري بقدر ما ما يردع الإسلاميين، على ألا يتفوق على الجيش الإسرائيلي في التشوين والقدرات التسليح، وربما يذكر المراقبون مطالبة إسرائيل واشنطن إعادة طائرات أباتشي إلى مصر، كانت قد أرسلت إلى الصيانة الدورية لواشنطن فتباطأت في إعادتها، وذلك لسبب بسيط، وهو أن هذه الطائرات تصلح لملاحقة الإسلاميين ولا تقوي على المعارك القطرية، إن وجدت !

* وبهذا أن واشنطن التي تمول الجيش المصري تعرف تفاصيله أكثر من المصريين أنفسهم، تعرف عدد الجنود وقدراتهم القتالية، وعدد الآليات والمواقع وحتى عدد الراجمات والطلقات فضلاً عن الطائرات والمدرعات !!

* لهذا وذاك لا تخشوا على مصر فلن يسمحوا بانهيارها، فهي في هذه المرحلة مصممة لمحاربة الإسلاميين، وحفظ أمن الدولة العبرية، هذا ملبغهم من التدبير والتخطيط، صحيح أن لمدبر السموات والأرض أمر آخر.. والله خير الماكرين.