لبنى عثمان

رسايل.. شوق


متى ألقاك.. وكم بقي من وقت..

فقد مزقني الانتظار.. صنع من جسدي دمية بلا إحساس وقذف بقلبي إلى الهلاك.. متى ألقاك.. هل بعد أن يحترق الشوق.. وبعد أن ينتابني اليأس في استرداد قلبي.. فانا لا أحمل غير إنتظاري الدامي.. ورسالة بعثتها إليك.. وقد أرهقتني كثيراً في ترتيب كلماتها لتصل إليك بذات الإحساس..

رسالتي إليك..

أعطرها برائحة الياسمين الندي وعبق القرنفل الزهري.. ألوّن كلماتها بألوان الشفق الأحمر حينما تقول شمس الحب وداعا.. ألوّنها بلون البحر الأزرق مساءً.. أنُير حروفها بنور القمر الفضي.. وأنثر عليها لون النجوم النيزكي وأمزجها بلون الشمس الذهبي..

رسالتي إليك..

كمطر ارتوت به روحك.. ونما به حبك لي.. كلماتي كغذاء لعشقك ودواء لوجعك بي.. لك فقط نبضت أحرفي بالحياة ولأجلك أنت لحنت أجمل غناء..

رسالتي إليك..

ليست برسالة عشق أو حب فقط.. بل رسالة وداع أودع بها ألآم الشوق وحرقة الانتظار.. أتركها في داخلك ذكرى.. تذكرك بي.. كلما اشتقت إليّ.. لتقرأها حين تتراءى لك صورتي.. حين تشرق لك ابتساماتي.. كلما تذكرت لقاءات الأعين واختلاجات المشاعر خلف قضبان الأضلاع.. وحين تحسن بأنك بحاجة لي لأكون معك..

رسالتي إليك,,

حقيقة متشبعة ومليئة بالتفاصيل المتناقضة حينا والتي يؤكد بعضها بعضا أحيانا أخرى.. ذلك أن آلام الحياة كلها مصدرها الآخرون.. إلا انت فمصدر لفرحي .. حين تدفن حبك الشذي في قلبك النقي وتبكي وأنت تضحك وتتألم وأنت في أحسن حال..

رسالتي إليك..

تستميحك يا من يسكن بأعماق وجداني.. مثل الزهرة اليانعة.. أن لا تمل من كلماتي فأنا لا أُتقن فن الصمت.. إنني أتمزق شوقا ولهفة.. وأنا أراك تحاول التمرد وحيدا على عالمك.. أراك تنتقل من تجسد لتجسد.. ومن سماء لسماء.. تنام على جناح حمامة.. وتورق في شرفات قلبي زهرا ضئيلا أبيض الألحان..

رسالتي إليك..

رسالة امتلأت بكل الحواس وأحاسيسها حتى صارت مترعة تحاصرني كلماتها من كل الجهات.. من الأرض ومن الجو تحملني روحا.. تأتيني أصواتا وتتملكني رسما ونحتا وشعرا وموسيقى.. تغمرني دفئا في الدواخل وخفة في الروح..

رسالتي إليك..

تنتقيك أنت.. عندما تنام الطيور في أعشاشها وتستكين أصوات الماره على جوانب الطرقات.. عندما تغفو الشمس مسدلة آخر ستار لها ولا يبقى شيء في العالم سواك..

رسالتي إليك..

هجرتني فيها الحروف والكلمات والأفكار.. وفقدت جميع الأوراق التي ظننتها رابحة.. وتوصدت أمامي جميع الأبواب التي ظننتها مفتوحه لأدخل عالمك..

رسالتي إليك..

قصيدة نسجتها على سور الشعر بكلماتي السحرية وأضفت إليها رائحة عطري الندية.. ونزف قلمي دم الألم افتقادا جعل القلب يكتبك شوقا وإحساسا.. علها تصلك أبياتي وتقرأك القوافي وتهفو إليك ترانيم السجع في كل حكاياتنا ولها وعشقا.. هناك حيث لا حدود لنبضي ولاحواجز تعترض إحساسي بك.. للوصول لآخر منافي الشوق إليك..

**محطة شوق **

لو باعدتنا المسافة ووقت اللقا يطول

تبقى الروح مشتاقة والفكر بيك مشغول