زاهر بخيت الفكي

عندك جنس أنشاء..!!


صديقنا العزيز عبدو الشهير بعبدو (حنك) ذهب مُهاجراً فى نهاية ثمانينيات القرن الماضى إلى دولة خليجية ثرية بعد أن استخرج له أحد أقرباءه المُقيمين هناك إقامة تُمكنه من العمل ، ذهب إليها لا يحمل بيده سوى جواز سفره لا شهادة أكاديمية ولا شهادات خبرة تُعينه هناك ، اجتهد كثيراً فى الحصول على وظيفة تدُر عليه من المال ما يُحقق به بعضاً من طموحاته الكثيرة ، تم اختياره للعمل فى مؤسسة كبرى تتبع للأسرة المالكة ورغم تواضع وظيفته إلا أنها مكنته من رؤية كثير من أفراد العائلة المالكة بل التحدث إليهم أحيانا وهم يطلبون منه بعض الخدمات ، كان سعيداً بهذا الوضع ولكن لم تأتى الرياح بما اشتهته سفن صاحبنا ، عاد إلى أرض الوطن قسراً بعد حرب الخليج التى اندلعت وأرغمت الجميع على الخروج ، عاد ولم يُكمل عامه الأول بعد ..
ظل يُحدث الناس عن وظيفته المُميزة التى جمعته بكثير من الأمراء..
ما من مناسبة جمعته بهم إلا وحدثهم عن أيامه الخوالى هناك..
استغل البص السياحى يوماً فى طريقه إلى كوستى وما أجملها من صُدفة كانت إذ جلست بجانبه فتاة غاية فى الجمال ، تململ عبدو حنك وهو يُفكر فى مدخل للحديث معها لكنها كانت لا ترغب بل دخلت فى نومٍ عميق حتى القطينة ، ما إن توقف البص فى المحطة حتى نزل صاحبنا إلى الكافتيريا وجاءها يحمل أنواع من المشروبات ، شكرته كثيراً عليها ووجد (عبدو حنك) ما كان يبحث عنه وبدأ يُحدثها عن نفسه وعن حظه السيئ الذى جاء به من تلكم الدولة الجميلة وتلك الظروف الرائعة التى جمعته بالأمراء وأعيان البلد فيها وقد قالوا له وقال لهم وبعض الزيادات التى أضافها صاحبنا حتى يستطيع الوصول إلى قلب الفتاة وهى تستمع ، (ربك) كانت محطة الفتاة الأخيرة استأذنت صاحبنا وشكرته كثيراً على المشروبات وعلى جمال الحكى وهمست قائلة ( لكن عندك جنس إنشاء) ..
ذهب أحدهم للتفاوض مع أحد أثرياء الخليج فى محاولة منه لإقناعه بالشراكة معه والاستثمار هنا ، ما إن تم اللقاء بينهما حتى شرع هذا فى ذكر المزايا والفرص التى توفرها الدولة للمستثمر عندنا وما لدينا من وفرة فى الأراضى والمياه وبنية تحتية لقيام المشروعات عليها وسهولة الحصول على هذه المزايا وسهولة الحصول أيضاً على قروض من المصارف عندنا لتمويل المشروعات ، لم يصمت الرجل ولم يترك لغيره بما فيهم الرجل الثرى نفسه فرصة للحديث والرد عليه ، ما إن حانت للرجل فرصة للحديث حتى سأل صاحبنا ..
إنت قلت المصارف عندكم ممكن تعطينا تمويل..؟
أجابه نعم..
طيب ليش جيتونا ما تعطيكم أنتم أصحاب الأرض لاستثمارها..


تعليق واحد