منوعات

الفنان حمد الريح بعض التفاصيل.. ابن الجزيرة الوادعة وعصفور الأماسي الحالمات


كثيراً ما كانت البدايات الفنية لمعظم الفنانين ذات صعوبة وتعثر، وهو الشيء الذي جعل معظم الفنانين يذكرون في ذكرياتهم حول تلك البدايات، ومن ضمن هؤلاء الفنان المبدع حمد الريح.

في العام 1940م وبجزيرة توتي الخضراء كان ميلاد الفنان حمد الريح الذي انتمى لأسرة تمتهن الزراعة بحقول الزرع بتلك الجزيرة في هذا الجو كان لا بد له من السير نحو طرق التعلم كعادة ودأب أهله المتصوفة، فالتحق بالمدارس النظامية الموجودة آنذاك ووصل حتى المرحلة المتوسطة.

برزت قدراته في الغناء في تلك الفترة وهو طالب بالمرحلة الوسطى، فكانت ليالي الأنس والسمر بالجزيرة الخضراء مهبطاً للفن والألحان وعلى ضوء القمر، كان رفاقه أحمد محمد الشيخ والزبير عثمان عابدين وغيرهم مرافقين له، فظهرت سيماء الجمال الصوتي والقدرات التطريبية العالية.

ساعده في ذلك أداؤه المميز للأناشيد المدرسية وخاصة نشيد (صه يا كنار) و(عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن).

في الجانب الموازي لحياته في تلك الفترة وتأثراً بأجواء الحرية والأهل بجزيرة توتي كان الفتى حمد الريح أحد أشهر لاعبي الكرة بالمدرسة المتوسطة.. وهو ما أهله ليلعب بفريق أشبال المريخ في نهاية الخمسينيات وهو الذي زامل اللاعبين عز الدين الدحيش وعلي قاقرين بفريق أشبال المريخ.

كان العام 1957م هو عام انطلاقة الفنان حمد الريح بالغناء بجزيرة توتي ويعتبر غناؤه يومها بمناسبة احتفال عيد العمال وافتتاح نادي العمال بتوتي.

تأثر حمد الريح في بداياته بالفنانين خضر بشير وحسن سليمان الهاوي فتغنى بأغنيات مثل (قوم يا ملاك والدنيا ليل)، (خدعوك وجرحوا سمعتك).

شكل حفل نادي العمل بتوتي في العام 1957م بداية انطلاقة حمد الريح في عالم الغناء، فدفعه أصدقاؤه للتفكير في ولوج الغناء عبر الإذاعة.

ساق القدر للفنان حمد الريح فرصة الظهور عبر الإذاعة وذلك بعد أن دعاه الإذاعي أحمد الزبير للظهور عبر برنامجه أشكال وألوان.

الغريب في أمر الفنان حمد الريح أنه ظهر بأغنيات كانت قمة وهي بلونيتها تعتبر من قمم الغناء وهي أغنيتي (مريا) للشاعر صلاح أحمد إبراهيم، و(إنتِ كلك زينة) للشاعر بُر محمد نور.

عرف الفنان حمد الريح بألقاب كثيرة بيد أن أشهرها كان فنان الجامعة وفنان المثقفين.

تغنى كذلك بالعربية الفصيحة أغنية (حينما كنت حبيباً) و(أسكني يا جراح وأسكتي يا شجون).

تعاون مع عدد من الشعراء عمر الطيب الدوش (الساقية) وعثمان خالد (القلب المقتول) (يا قلبي المكتول كمد).

على الصعيد المهني، عمل الفنان حمد الريح كأمين لمكتبة جامعة الخرطوم.. وخلال عمله بجامعة الخرطوم تغنى كذلك بأغنية (طير الرهو) التي كتب كلماتها الشاعر إسماعيل حسن.

خلال مسيرته الفنية أنتج أكثر من ستين عملاً غنائياً لشعراء غير المذكورين سابقاً، بيد أن أكثر الشعراء الذين تعامل معهم كانوا عبد الرحمن مكاوي وإسحق الحلنقي.

تعتبر فترة السبعينيات هي أكثر الفترات التي أنتج فيها حمد الريح فناً غنائياً ويظهر ذلك من خلال تعاونه مع شركة منصفون التي أنتجت له أكثر من خمسة ألبومات صعد بها إلى القمة في تلك الفترة.

يظل الفنان حمد الريح منذ ظهوره في أبريل 1957م وحتى الآن مثالاً للفنان المجدد لغنائه بصورة جعلته يظل في وجدان محبي الغناء

 

التغيير